"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"سلامة" المنظومة من "سلامة" رياض سلامة!

منى خويص
السبت، 20 مايو 2023

لا شك ان الشامتين كثر، بمذكرة التوقيف الدولية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكن اولئك الذين أثلج القرار قلوبهم، لربما نسوا او تناسوا، ان لبنان لطالما كان حاضنا لأبنائه، الملاحقين دوليا، وملاذا آمنا لهم، وقضية كارلوس غصن التي لم تنته فصولها بعد، ابرز مثال على ذلك، وها هو في وطنه الاصيل، يواصل حياته بشكل عادي، على الرغم من مذكرة التوقيف الدولية بحقه.

في الواقع ان مذكرة التوقيف بحق سلامة، لن تكون ابدا، بداية لذوبان رأس جبل جليد الفساد والفاسدين في لبنان، كما يتوقع البعض، على العكس، سيتم تجنيد كل المؤسسات لحمايته، بدءا بالمؤسسة السياسية، شريكة سلامة الاساسية في كل الهندسات المالية، لا بل هي التي ورطت سلامة في تبديد المال العام واموال المودعين، وصولا الى المؤسسة القضائية، الممسوكة من المافيا الحاكمة المتربعة على عرش المؤسسات السياسية.

وكما افلت اشاوس الطبقة السياسية، التي نهبت لبنان ودمرت كل بناه، ونكلت بشعبه شر تنكيل من المحاسبة، سيفلت رياض سلامة بفعلته، كما وان المذكرة بحقه، لن تتمكن من دفعه للاستقالة، رغم الترويج بأن رأسي السلطة التشريعية والتنفيذية، سيتباحثان في ضرورة الطلب من سلامة الاستقالة، وهو امر لا يمكن التعاطي معه بجدية، بل يُقرأ في سياق الدجل السياسي، الذي يمارسه اقطاب السلطة في لبنان كما جرت العادة، كما وان ادوات الحماية له كلها متوافرة، و”أرانب” الحلول لمعضلات كهذه حاضرة دائما.

في التعليق على مذكرة التوقيف بحق سلامة، يرسم احد النواب ابتسامة ساخرة على وجهه، ويقول “:يا لتناقض فرنسا، قضاؤها يصدر مذكرات توقيف ويلاحق الفساد في لبنان، والسلطة السياسية في البلد نفسه، كانت تسير بمبادرة للرئاسة بأسماء لو قُدر للقضاء ان يأخذ مجراه، لكانوا أُدينوا قبل حاكم مصرف لبنان، الذي اعتبر انه ضحية لهم، وانه كان ينفذ اوامرهم”. واكثر، فقد استذكر “حادثة حصلت مع النائب السابق لحاكم مصرف لبنان الراحل ادمون نعيم، يوم طلب منه وزير الداخلية آنذاك سلفة ورفض، فارسل لهم من يؤدبه في مكتبه”، واضاف “:لعل هذه الواقعة كانت درسا، لكل صاحب نفوذ في المؤسسات، ولسلامة نفسه، بأنه مهما كان مستقلا ومحميا من القانون، فإن ذلك لن يحميه من انياب اصحاب النفوذ في السلطة السياسية، الذين لطالما اعتمدوا البلطجة والميليشياوية، في ادارة امور الدولة ومؤسساتها.

استقالة رياض سلامة او عدمها، ادانته او محاكمته والحكم عليه، لن ينتشل لبنان مما هو فيه، فخلاص هذا البلد بخلاصه من هذه الطبقة السياسية، التي يعتبر رياض سلامة من صناعتها.

كما ان هناك من علق على ما يحصل مع رياض سلامة بالقول انه ”: لو لم يكن هناك رياض سلامة حاكما لمصرف لبنان، لكانت الامور أسوأ بكثير مما هي عليه، صحيح ان هناك ملاحظات كثيرة على ادائه لكنه بخبرته يفوقهم جميعا”.

المقال السابق
التقبيل الرومنسي.. بدأه البشر قبل أكثر من٤٥٠٠ سنة

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية تعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لشن "هجوم دفاعي" على لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية