أشار رئيس الحكومة نواف سلام إلى أنّ زيارته إلى طرابلس، تهدف للتأكيد على حرص الحكومة على استدامة الأمن في المدينة وحماية أبنائها. وتحمل الزيارة عنوانًا بارزًا يتمثّل في إصرار الحكومة على بسط سلطة الأمن في طرابلس كما في سائر المناطق اللبنانية. وشدّد على أن “الحكومة مصمّمة على استتباب الأمن في عاصمة الشمال، التي شهدت مرحلة من التفلت الأمني، مما يعيد ثقة المواطنين بالدولة”. ومن مطار القليعات أكدّ “التزام الحكومة اعادة تشغيل المطار خلال عام”، كاشفاً أنّه “تم إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل وتفعيل هذا المرفق”.
كما دعا إلى أكبر تنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنيّة والتشدّد بكلّ ما يؤدّي إلى زعزعة الأمن في طرابلس وعدم التهاون مع المخالفين.
مجلس الأمن الفرعي
وخلال الزيارة ترأس سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي لمحافظة لبنان الشمالي في سراي طرابلس، وشدد على ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعا، معتبراً أنّه “في هذا السياق تأتي زيارة وزير الدفاع إلى سوريا للبحث مع المسؤولين هناك في كيفية ضبط الحدود ومنع التجاوزات والتعديات”.
كذلك طلب سلام من الأجهزة الأمنية العمل على مكافحة تجارة المخدرات وتهريبه وترويجه. واستمع إلى تقارير من المسؤولين العسكريين والأمنيين في المدينة، مطالباً بوضع خطة وطنية لسحب السلاح من أيدي المواطنين، وضبط التعديات على الأملاك العامة والخاصة. معتبراً أن الحكومة حريصة على توفير كل القدرات والتجهيزات للأجهزة الأمنية والعسكرية لتحقيق النتائج المرجوة. وأشار سلام إلى ضرورة التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية للعمل بفعالية، ورفض الخضوع لأي ضغوط لإطلاق سراح المخلين بالأمن. معتبراً أن الناس لا تهوى الإخلال بالأمن، ويجب توفير الظروف الاجتماعية والمعيشية المؤاتية لمنع كل ظواهر التفلت الأمني أو الاجتماعي.
مشاريع للشمال
وإذ لفت سلام إلى أن الحكومة بصدد إعداد مشاريع لتفعيل القطاعات الحيوية في محافظة الشمال، بهدف توفير فرص العمل ومكافحة البطالة التي تتسبب بالكثير من المشاكل، تعهد بإجراء زيارة ثانية إلى الشمال، لإطلاق العديد من المشاريع الحيوية، على أن تكون الزيارة مقرونة بالأفعال وبالخطط الفعالة، ولا سيما في تفعيل عمل مرفأ طرابلس، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمعرض، وغيرها. وهذا ما التزمت به الحكومة في بيانها الوزاري. وقال سلام إن طرابلس والشمال قلب لبنان، وكل الشمال يحتاج إلى خطة نهوض اقتصادية، تنموية، لأن الإنماء هو الذي يولّد الانتماء. ولأنه لا بد من القضاء على الإهمال الذي تعيشه طرابلس والشمال منذ سنوات، مؤكداً العمل على رفع الظلم والقهر عن الشمال.
ملف السجون
وعن موضوع السجون والاكتظاظ، أشار سلام إلى العمل على وضع خطة للسجون لتخفيف الظلم الذي يطال الموقوفين، بالإضافة الى العمل على تسريع المحاكمات وإنشاء محاكم في السجون لتسريع إصدار الأحكام، لأن عشرات الموقوفين يقبعون في السجون منذ سنوات بلا أي محاكمة وهذا ظلم انساني لا يجوز.
الحجار: جهوزية للانتخابات
من جانبه أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، الجهوزية الكاملة لإجراء الانتخابات البلدية في موعدها، بكل شفافية وحيادية ومن دون أي تدخل. وقال الحجار: “إن الأجهزة الأمنية لديها كل المعلومات حول الجرائم التي ترتكب في طرابلس”، وطلب “من الأجهزة الأمنية التشدد في مواجهة هؤلاء المخلين بالأمن، وعدم الأخذ في الاعتبار أي انتماء سياسي وعدم الرضوخ لأي حماية سياسية يتم توفيرها لهؤلاء الذي يرتبكون الجرائم”. وأكد أن “أي تقصير من قبل الأجهزة الأمنية سيعرّض المقصّر إلى المحاسبة”.
كما عقد سلام اجتماعاً مع نواب طرابلس والمنية الضنية، حضره النواب أشرف ريفي، إيهاب مطر، الياس خوري، فيصل كرامي، جهاد الصمد، أحمد الخير، طه ناجي، عبد العزيز الصمد، جميل عبود. وأشار إلى أن زيارته إلى طرابلس ليست رمزية، بل لها صلة بوضع خطة أمنية لضبط الامن والاستقرار، ولها طابع إنمائي يرتبط بمطار القلبعات وبمشاريع مختلفة.
وأكد سلام أن لبنان يحتاج إلى خطط عديدة لتحسين ظروف المعيشة للبنانيين ولعناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية وسائر موظفي الدولة، معتبراً أن ذلك يحصل من خلال زيادة الموارد عبر تعزيز الجباية من الرسوم الجمركية وتحسين الموارد المالية ولن نلجأ إلى فرض الضرائب والرسوم، بل مكافحة التهريب والتهرب الضريبي.
ورحّب النواب بزيارة سلام، مثنين على هذه الخطوة، وأكدوا أن مدينة طرابلس فيها كل مقومات العيش المشترك، وفيها الكثير من القطاعات الانتاجية مطالبين الحكومة بالعمل على الاستثمار بها.
وقال النواب إن طرابلس تريد الدولة، وعلى الدولة أن تحتضنها، مشيرين إلى أنه مع تشكيل الحكومة بدأ الأمن يتحسن تدريجياً في المدينة. وأعرب النواب عن تفاؤلهم بمسيرة ال حكومة وبما يمكنها تحقيقه.
وكان سلام قد وصل إلى المدينة على متن طوافة عسكرية حطّت في ملعب طرابلس الأولمبي، كما أقلت طائرتان اخريان الوفد المرافق، في ظل انتشار أمني مكثف.
وتزامناً مع الزيارة، شهدت مداخل مدينة طرابلس وشوارعها الرئيسية انتشارًا أمنيًا مكثفًا، في إطار التدابير الأمنية المواكبة لزيارة سلام.
مطار القليعات
وخلال جولته على مطار القليعات، قال رئيس الحكومة “جئنا إلى عكار عملا بالالتزام الذي عبّرت عنه الحكومة لمساعدة المنطقة انمائيا وأمنيا وبحثنا في الوجود المتزايد للنازحين، ونؤكد على أهمية مطار القليعات لعكار والشمال”. وأضاف سلام من مطار القليعات: “مشاريع عدة ستكون موضع اهتمامنا وسنستدرج عروضا عدّة وملتزمون بإعادة تشغيل مطار القليعات خلال عام”.
بدوره، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني من مطار القليعات، أننا “بدأنا بإعداد دراسة عن الطرقات التي توصل الى المطار وسنكون على تواصل مع المستثمرين لهذا المشروع”.
استثمارات لعكار
وضمن محطة عكار، أشار سلام إلى “أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، للدخول في استثمارات كثيرة وخصوصاً في الشمال، ولا سيما في المطار، وقد ترأست بالأمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للخصخصة في سبيل إعادة تفعيله”. وقال: “لا نعتبر أنفسنا في حالة بعد عن عكار، وإن كانت بعيدة جغرافياً عن بيروت. نحن نعلم ما الذي عانته عكار على مدى عشرات السنوات الماضية، من إهمال، ولدينا خطط واضحة لرفع الظلم عنها”.
وأضاف:“هناك حاجة ماسة وضرورة لضبط الحدود، مشدداً على الجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها، بالإضافة الى ملف النزوح السوري المستجد في الفترة الأخيرة، ومعالجة كل الاشكالات التي تحصل على المعابر.
من جهتهم، رحب نواب عكار بسلام، واعتبروا أن وجوده تأكيد على الالتزام بخطاب القسام وبالبيان الوزاري، ولفتوا إلى أن زيارة سلام إلى مطار رينيه معوض في القليعات، هو دليل على الاهتمام بالمنطقة من الباب التنموي، مشددين على ضرورة تفعيل عمل المطار لما يمثله من حاجة اقتصادية ووطنية، ويحسن من الدخل الوطني.