"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

سلاح المايوه ...الثقيل!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 21 مايو 2023

تعرّضت بلديات فرنسيّة عدة لحملات وتهجمات من “الإسلام السياسي”، على خلفية منع المسلمات المتديّنات من ارتياد شواطئها وأحواضها المائية وهنّ يرتدين ما يسمى بالبوركيني، أي لباس بحري قيل إنّه يراعي الشريعة الإسلامية.

انقسمت فرنسا بين أكثرية تؤيّد المنع وأقليّة ترفضه.

خلفية تأييد المنع تقوم على أنّ لفرنسا تقاليدها ولا يمكنها أن تسمح لأيّ توجّه ديني أن يفرض نفسه على المكان العام، فحماية المعتقدات لا تعني إعطاءها حق فرض شروطها.

ومنذ أيّام، في مدينة صيدا في جنوب لبنان، قدّم الإسلام السياسي مشهدًا لا يتناسب وأدبياته المستعملة في الغرب عمومًا وفي فرنسا خصوصًا، لجهة حق المواطن في ارتياد الأماكن العامة، بما يتناسب وقناعته، إذ تمّ الإعتداء على السيّدة ميسا حنينة التي نزلت برفقة زوجها بالمايوه الى الشاطئ في سياق أحداث مماثلة سابقة. وأثار هذا السلوك الذي قادته جماعات سلفية في صيدا استياء اللبنانيّين عمومًا والحركات النسائية خصوصًا، إذ أصبح هذا الموقف المعادي تجاه السلوك النسائي “العادي” نهجًا.

وعندما قررت الحركات النسائية التحرّك ضد هذا النهج أرسلت تنظيمات الإسلام السياسي المعنية بالمنع مجموعة من مؤيّديها، لتخلق مشهدًا إشكاليًّا في مدينة صيدا، بطريقة يُفهم منها أنّ قرار التصدي للمايوه سوف يتم تنفيذه، مهما كانت تداعيات ذلك.

الأدبيات التي استعملتها “تنظيمات المنع” أخرجت صيدا من “الوحدة الوطنية” وجعلتها مدينة “مستقلة” بتقاليدها وعاداتها ونهجها وموانعها وذكوريتها.

وبغض النظر عن صحة ادعاءات المنع وأسباب رفضها من الحركة النسائية، فإنّ المشهد الخارج من صيدا يوحي بأنّ الحركة الدينية تحاول أن تأخذ مساحة لها، متوسّلة “الحريات العامة”، لتعود فتنقلب عليها، عندما تتمكن.

إنّ لبنان كان، في ما مضى تجربة تعايش مجتمعي بين مختلفين، فأوجد روحًا قلّ نظيرها في العالم. لقد أصبح لبنان، في السنوات الأخيرة، بسبب التنظيمات التي ترفع شعارات دينية( مسيحية في جبيل والأشرفية وشيعية في منتجعات الجنوب وسنيّة في صيدا)، إلى بؤر تعمل، بلا هوادة، على فرض شروطها المسيئة للجميع على… الجميع.

قد يأخذ البعض على المجتمع المدني والحركات النسائيّة الإلتفاف الى مواضيع ثانوية كارتداء المايوه في وقت لا يجد اللبنانيون ما يملئ بطونهم الخاوية.

ولكن ما لا يلتفت إليه هؤلاء أنّ هناك قوى منظمة تستغل الإنهيار من أجل فرض نهجها الذي إذا نجح منع الإنقاذ.

المقال السابق
مناورة "حزب الله": هل هي رسم لحدود المتغيرات في الإقليم؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

لماذا لجأ نصرالله إلى "برج الحمام"؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية