أمنون لورد- يسرائيل هيوم
بحسب الواقع الناشىء على الحدود مع لبنان، تبدو مسألة انتقال الجيش الإسرائيلي إلى القيام بعملية قتالية استباقية في داخل لبنان مسألة وقت فقط، لا غير. رئيس الأركان تحدث عن ذلك في الأسبوع الماضي، وكذلك تحدث وزير الدفاع بصورة مشابهة.
وبعكس الحرب على البنى التحتية والاغتيالات المركزة التي تجري ما وراء الحدود، فإن الحرب المتوقعة ضد حزب الله في لبنان، ستجري أيضاً في داخل إسرائيل. وليس ضمن الحدود المتفق عليها في الشمال، لكنها ستجري أيضاً في غوش دان، وربما في القدس، وفي مراكز أُخرى.
وستكون حرباً أُخرى تتحول فيها الجبهة الخلفية إلى ساحة حرب، ربما أقل عنفاً من خط التماس في مواجهة “مخرّبي” حزب الله، لكنها لا تشبه ما شهدته الجبهة الداخلية حتى الآن.
يبدو أنه لا مفرّ من ذلك، لأن من واجب إسرائيل إعادة الحياة إلى المستوطنات الشمالية وفرض سيادتها. لا فائدة من التنبؤ بخطوات الجيش الإسرائيلي في لبنان، لكن من الواضح جداً أن الجبهة الداخلية في العمق، ستتعرض لهجمات صاروخية ستستمر عدة أيام. وعلى الرغم من صعوبة الأمر، فإن الجيش وقيادة المنطقة الشمالية والجبهة الداخلية يشعرون بأنهم غير قادرين على مواجهته. ومَن ينتظر، مثل زعماء حزب الله، أن يشهد تدمير آلاف المباني، فإن هذا لن يحدث. على الرغم من أن هناك مبانٍ قديمة يمكن أن تتضرر نتيجة هذا السيناريو، وخصوصاً في ضواحي تل أبيب.
من المحتمل أن يضعف إطلاق الصواريخ بعد الضربة الأولى، ويتركز الضغط على محيط حيفا. وفي السيناريوهات كلها، يجب أن نتذكر أنه في هذا الحدث، سيكون 95% من سلاح الجو متفرغاً للعمل، وهو مستعد لذلك منذ أعوام.
قيادة الجبهة الداخلية تعتبر الحرب المستقبلية تحدياً هي مستعدة تقريباً لمواجهته. خلال الحرب ضد “حماس”، نشأت علاقات تنسيق جيدة مع السلطات المحلية الكبرى في غوش دان. وعلى الرغم من الدعاية السلبية، فإن علاقات تنسيق مع وزارات الحكومة نشأت أيضاً. المشكلة هي في عدم وجود وزارة حكومية واحدة تنسّق مع قيادة الجبهة الداخلية لحل مشكلاتها، ويجد الجيش الإسرائيلي نفسه يعمل مع عدة وزارات، مثل الأمن الداخلي، والرفاه، والتعليم، والأديان.
هناك عدة أبعاد للحرب في الجبهة الداخلية تتعلق بالدفاع، والإيواء، والتحصن، والبنى التحتية، والإنقاذ، والإغاثة. والمنازل ليست محصنة كلها بصورة جيدة، ومن المتوقع أن يلجأ البعض إلى ملاجىء عامة، وأن تستغرق مدة البقاء في الملاجىء الفترة التي سيستغرقها الهجوم الأول على حزب الله. ولا يمكن تجاهُل قرار المواطنين، مثلما حدث في حرب الخليج، وأغلبيتهم من سكان تل أبيب، مغادرة المدينة إلى أن يزول الخطر.
وقد تعاني الجبهة الداخلية جرّاء انقطاع الكهرباء، الذي يمكن أن يستمر ساعات معدودة، أو أياماً، إذا تضررت البنى التحتية، لكن ثمة إمكانية لإعادة العمل في هذه البنى في وقت معقول. كما أقيمت طواقم إنقاذ بأحجام يمكن أن تشكل رداً على الضربات.
وإذا كانت الأشهر الأخيرة شهدت حوادث إنقاذ معدودة، فإن الجبهة الشمالية الشاملة ستشهد عدة حوادث يومياً. وبحسب الحاجة، ستنتقل وحدات الإنقاذ إلى تقديم المساعدة للمحافظات التي تتضرر بشدة، وهكذا، فإن قدرة الجبهة الداخلية على الصمود هي الشرط الأساسي لتحقيق الهدف في لبنان.