هاجمت صحيفة “آرمان امروز” روسيا وقياداتها بعد تصريحاتهم الأخيرة التي انتقدوا خلالها الغارات الجوية الأميركية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن واعتبروها انتهاكًا للقانون الدولي.
وقالت الصحيفة إن الروس قد أصيبوا بـ “الخرف”؛ إذ إنهم سرعان ما نسوا أن هذه الغارات جاءت مباشرة بعد مصادقة مجلس الأمن الدولي على إدانة الحوثيين وأعمالهم في البحر الأحمر.
الصحيفة لفتت أيضًا إلى امتناع روسيا عن التصويت عن القرار الذي أدان الحوثيين؛ حيث إنهم لم يستخدموا حق النقض الفيتو ضد المشروع؛ ما يعني ضوءًا أخضر لأميركا وحلفائها للقيام بهذه الغارات.
الصحيفة ذكَّرت بالحالة المشابهة التي حدثت في ليبيا عام 2011؛ حيث زعم الروس أنهم انخدعوا عندما وافقوا على قرار مجلس الأمن والذي ترتب عليه شن سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة على مقرات جيش معمر القذافي ومنظومته العسكرية.
في هذا الوقت، قال المحلل السياسي علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية، إن التطورات الأخيرة والعمليات الأميركية- البريطانية ضد الحوثيين في اليمن تصب في صالح روسيا، التي أدركت ذلك مقدمًا، وهو ما دفع بها إلى السماح ضمنيًا لهذه العمليات عبر امتناعها عن استخدام حق النقض ضد مشروع قرار إدانة الحوثيين في مجلس الأمن.
أضاف: إن أكبر فائدة تجنيها روسيا من تطورات البحر الأحمر هو الانشغال الغربي، وتحديدًا الأميركي والبريطاني عن الملف الأوكراني؛ حيث ثبت أن معظم الميزانية العسكرية لهذين البلدين باتت تتوجه إلى الشرق الأوسط وليس أوكرانيا، كما كان هو الحال قبل التطورات الأخيرة.
وأشار الكاتب إلى أن الروس يلعبون بورقة الحرب في غزة والتطورات في البحر الأحمر مقابل الملف الأوكراني، وحتى الآن قد حققوا هذه الغاية.