في سياق تنفيذ خطة “رفع المعنويات” التي أقرّها “حزب الله” تحت شعار” قدموا صورة انتصار”، كتبت صحيفته( الأخبار) في مقال إفتتاحي ما تحتاج اليه إسرائيل، لإظهارها في موقع الدفاع عن النفس وليس العدوان.
وجاء في صحيفة حزب الله الآتي:
“لم يقرّر العدو فجأة فتح النار. لنكن واضحين بأننا نحن من فتحنا النار إسناداً لغزة. وعندما فعلنا ذلك، لم نتصرف مثل أولاد الحي الذين قرروا الانتقام لشتيمة قريبهم. بل فعلنا ذلك بوعي كامل، وبأن جوهر ما تقوم به المقاومة وهدفها المركزي، هو العمل على إزالة كيان الاحتلال. صحيح أنه هدف يبدو خيالياً في عقول كثيرين، لكنه موجود لدى فئة من أبناء هذه المنطقة، يقف حزب الله في مقدّمتهم. وهو هدف يفترض حكماً التعاون الوثيق مع أبناء الأرض، أي مع الفلسطينيين. لذلك، قامت وتطورت العلاقة بين المقاومة في لبنان، وكل من يقاتل العدو داخل فلسطين. وبالتالي، غبيٌّ أو قاصرٌ من كان يعتقد بأن المقاومة في لبنان ستقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحصل في غزة”.
أضافت صحيفة “حزب الله”:
“ما حصل هو أن استراتيجية المقاومة في جبهة الإسناد قامت على رفع وتيرة الاستنزاف لجيش الاحتلال، لمنعه من استخدام كل جهده في وجه غزة وأهلها، وفي استنزاف جبهته الداخلية، من خلال عملية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي أجبرت نحو ربع مليون مستوطن على العيش من دون أمان، نصفهم نزح من المستعمرات بصورة كاملة، ونصفهم الآخر عانى الأمرّين منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. خلال كل هذه الفترة، كانت المواجهة تفترض قواعد دقيقة لا تسمح للعدو بالرد خارج الإطار الذي أرادته المقاومة. وكان عليها تحمّل الأثمان الباهظة، سواء في ما يتعلق بجسمها الجهادي، أو على مستوى القادة والمقاتلين، كما كان على المقاومة التعامل بطريقة خاصة مع نحو مئة ألف نازح لبناني من قرى الحافة الأمامية. ولأكثر من 11 شهراً، كانت خطة المقاومة تسير بشكل مناسب، وهو ما زاد من غضب العدو. وعندما أيقن أنه لا مجال لوقف النار من الشمال إلا بعد وقف النار المفتوحة على الجنوب، قرّر أن يغيّر قواعد اللعبة”.