كتبت صحيفة “حزب الله” ( الأخبار)، قبل ساعات على كلمة أمنيه العام حسن نصرالله:” أن يلجأ العدو، إلى تفعيل عملية، يستهدف فيها أكثر من عشرة آلاف شخص، بين عسكري ومدني، يتواجدون في مراكز أو مواقع أو في منازل ومراكز عمل، فهو يكون قد قرّر أن حربه معنا، أدخلتنا جميعاً، في معركة بلا ضوابط وبلا سقوف وبلا حدود، وقد يكون من غير المجدي أن ننتظره ليرمي النرد أولاً!“.
أضافت: “يبقى الهدف المركزي للعدو الوصول إلى القدرات العسكرية التي يملكها حزب الله على مستويات مختلفة. وهي القدرات التي تشمل البشر والإمكانات، وصار من المنطقي الأخذ في الاعتبار أن العدو الذي حقّق نجاحات في ما سبق، قد يكون لديه ما يساعده على تحقيق هذا الهدف. وبالتالي، فإن المنطق يقول إن العدو يستعد فعلياً لمرحلة جديدة من المواجهة القاسية مع الحزب، تستهدف قدراته الكبيرة بشرياً وعسكرياً. وهو ما يجعل الحديث عن الحرب الشاملة حديثاً واقعياً. وما يفعله العدو معنا هو شكل من أشكال حرب الإبادة، ولو أنه اختار لها، حتى الآن، صورة مختلفة عن الجرائم الوحشية التي يقوم بها في فلسطين”.
ونشرت صحيفة “حزب الله”: عملياً، أطلق العدو حملته الجديدة، مستهدفاً السمات المركزية في صورة حزب الله. لجأ من خلال الاغتيالات وقتل المئات من المقاومين وصولاً إلى اغتيال القائد فؤاد شكر، معتبراً أن ذلك سيصيب سمعة الحزب القوي، وسيجعله محط استخفاف من جانب خصومه، مستفيداً من جوقة عملاء لبنانيين وعرب وغربيين يتولّون الجانب الدعائي من المهمة. وهي مهمة ضرورية في حسابات العدو قبل الانتقال إلى مرحلة التعرض لهيبة المقاومة، من خلال إظهاره ضعيفاً غير قادر على ردّ الصاع صاعين. وهذا أمر حاول التسويق له بعد كل رد قام به الحزب على ما يتعرّض له من اغتيالات. ويتّكل العدو في هذا الجانب، ليس على الإيلام الذي تتسبب به عملياته العسكرية، بل على السردية التي يراد تثبيتها في السجال حول جدوى جبهة الإسناد. لكن العدو الذي يعرف أن كل ذلك لا يحقق الغرض المنشود، انتقل إلى أكبر عملية استعراض لتفوّقه الأمني ومرفقاته من القدرات التقنية، لزرع الشكوك في نفوس مؤيدي المقاومة حول ما يقوم به الحزب. وأعماله الأمنية الكبيرة أطلت برأسها قبل دقائق من بدء عملية «يوم الأربعين»، حين شنّ حملة جوية واسعة، لم تنجح في تعطيل الرد المقرر من الحزب، لكنها ألقت بثقلها الأمني على عقل الحزب وآليات عمله. ثم لجأ بعدها إلى اللكمات المتتالية على الوجه مباشرة، من خلال ما فعله في اليومين الماضيين، حين قدّم صورة «المتفوّق الأسطوري» الذي لا يمكن مجابهته، وزرع الشك بأنه يخترق كل جسم وعقل الحزب، وبمقدوره الوصول إلى أي مكان يريده، مستفيداً من العملية الأمنية المعقّدة التي نفّذها بنجاح، من لحظة التفكير بها، إلى توفير عناصرها البشرية واللوجستية التي مكّنت العدو من الوصول إلى تحديد حاجات الحزب من الأجهزة الخاصة بالتواصل، ثم الوصول إلى مرحلة زرع متفجرات في الأجهزة، سواء تم ذلك في مركز المنشأ، أو من خلال عملية تبديل جرت بعد اعتراض الشحنة وهي في طريقها إلى المقاومة.
وأضافت: عمليًّا «النداء القاتل»، أول من أمس، شكلت بالنسبة إلى العدو، نجاحاً في معركة الصورة والفعل معاً. فهو مسّ للمرة الأولى بعنصر الثقة المركزي في علاقة المقاومة بناسها وأهلها. وعندما لجأ إلى تفعيل الجزء الثاني من العملية أمس، كان يستهدف تعزيز نظرية الشك، وجعلها تحتل مكانة الثقة، بدفعه أهل المقاومة مباشرة، والمحيط الاجتماعي، والبيئة الصديقة، إلى طرح أسئلة محيّرة إزاء كيفية التعامل مع عناصر المقاومة ومراكزها ومؤسساتها. وتكفي ملاحظة سهولة إطلاق الشائعات حول ما يمكن أن يصل إليه العدو ليفجّره في التجهيزات الموجودة في كل سيارة أو مكتب أو منزل، لنكون أمام لحظة حساسة، إزاء علاقة الثقة والاطمئنان التي ميّزت علاقة المقاومة بناسها وجمهورها، وحتى بالداعمين لها.