ورد في صحيفة “الأنباء” الناطقة باسم الحزب التقدمي الإشتراكي في لبنان انتقادا لمواقف علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية في إيران وأكدت رفض رئيس الحزب السابق وليد جنبلاط استقبال لاريجاني.
وجاء فيها الآتي:
دخلت الحرب الاسرائيلية على لبنان منعطفاً خطيراً من خلال عملية الاختراق التي نفذتها بالأمس كتيبة من جيش العدو الاسرائيلي في القطاع الغربي على محور شمع ـ البياضة ـ المطلة، حيث دارت مواجهات عنيفة بينها وبين مقاتلي حزب الله لمنعها من التمركز على التلال المشرفة على ساحل صورـ الناقورة.
في هذا الوقت، شن الطيران الحربي الاسرائيلي عشرات الغارات المدمّرة على مناطق مت عددة من الضاحية الجنوبية وبعلبك والنبطية، مخلّفة أضراراً كبيرة في الأبنية والأحياء السكنية خاصة في الغبيري، والسوق التجاري في النبطية وحي الراهبات الذي دمر بالكامل، كما أدت إلى حصول مجزرة كبيرة في بعلبك.
وبعد ساعات قليلة على تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري، من السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، مسودة الاتفاق على وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل، وصل الى لبنان قبل ظهر أمس كبير مستشاري المرشد الأعلى في ايران علي لاريجاني لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين.
مصادر مراقبة توقفت عند تزامن زيارة المسؤول الإيراني للبنان مع تسلّم الرئيس بري المقترحات الأميركية لوقف إطلاق النار وتحديد موقف لبنان منها.
المصادر تخوّفت في اتصال مع جريدة الأنباء الالكترونية من أن يكون الهدف من زيارة لاريجاني الى بيروت، في هذا التوقيت، لقطع الطريق على أي اتفاق لوقف الحرب على لبنان. ورأت في تصريحات المسؤول الايراني من السراي الحكومي ومن عين التينة بأنها ملتبسة حتى بتأكيده انه لا يسعى لنسف الاتفاق على وقف الحرب، بل يريد أن يرى حلاً للوضع في لبنان.
لكن في كلام لاريجاني عن المقاومة وتأييده أي خطوة تتخذها قبل الاشارة الى الحكومة يطرح الكثير من علامات الاستفهام. واعتبرت المصا در بأن موقف لاريجاني يشبه جداً موقف وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الذي أعلنه بعد ساعات، على لقاء عين التينة الثلاثي بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والرئيس وليد جنبلاط، من أجل وقف اطلاق النار، وانتخاب رئيس للجمهورية والالتزام بتطبيق القرار 1701، وتشديد عراقجي حينها على أن المقاومة هي التي تحدد وقف اطلاق النار. وهذا ما أكده ايضاً بعد أيام رئيس مجلس الشورى الايراني والأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
المصادر أشادت بالموقف المسؤول الذي اعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، أثناء استقباله لاريجاني، وتأكيده دعم الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار 1701 ودعم الوحدة الوطنية وعدم اتخاذ أية مواقف تولد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين.
من جهة ثانية، أثنت المصادر المراقبة على مواقف الرئيس وليد جنبلاط الوطنية منذ عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الاول 2023 الى اليوم، ولفتت إلى أن جنبلاط يتعاطى مع الملف اللبناني من موقعه الوطني وحرصه على لبنان. ورأت فيه رجل دولة بإمتياز، خاصة في موقفه من حرب الإسناد وتحذيراته المستمرة من استدراج لبنان الى حرب مدمرة كما نشهد اليوم، اضافة الى مواكبته المسؤولة كما الحزب التقدمي الاشتراكي لملف النازحين من الجنوب والضاحية، والتأكيد على اعتبار الشوف والاقليم وعاليه والمتن وبعبدا وراشيا وكل الجبل بمثابة بيوتهم، الى جانب حرصه الدائم على أمنهم وسلامتهم.
وتضيف المصادر أن هذا تأكيد على وطنية وليد جنبلاط وحرصه الدائم على وحدة لبنان واللبنانيين النابعة من قلقه الدائم ألا يبقى ساحة لتصفية الحسابات بين ايران واسرائيل او بين الشرق والغرب، وقد يكون رفض جنبلاط اللقاء مع لاريجاني نابعاً من هذه القناعات، فالرجل قارئ سياسي جيد ولا يخطئ في تقدير الامور.