سنونوة واحدة لا تصنع الربيع، ومع ذلك فهي تحوم، منذ الخامس عشر من آذار الجاري فوق الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية.
فجأة، وفي اليوم الذي تخوّفت منه “أوساط دبلوماسية أوروبية”، وفق وسائل الإعلام التابعة ل”حزب الله”، من أن يكون بداية تحويل الصراع الحدودي الى حرب واسعة، عادت “المقاومة الإسلامية في لبنان” والجيش الإسرائيلي إلى ضوابط “قواعد الإشتباك”. أبقى الطرفان التأزم ولكنّهما خفضا من مستواه كثيرًا.
ماذا يحصل؟
لقد اختارت وزارة الخارجية اللبنانية تاريخ 15 آذار لتقدّم فيه جوابها المنسق مع “حزب الله” الى الوسطاء الفرنسيين. الجواب “كلاسيكي” ولكن يبدو أنّ لإسرائبل و”حزب الله” مصلحة فيه. إسرائيلي تريد تخفيض التصعيد على كل الجبهات لتمرر شهر رمضان بأقل خسائر ممكنة، فهي تخشى أن يكون محطة، بسبب معانيه الإسلامية، لتصعيد كبير ضدها، بحيث تشتعل القدس والضفة الغربية وترتفع الضغوط على الجبهة اللبنانية و”يستأسد” المقاومون في غزة.
أمّا “حزب الله” فقد أرهقته حرب المساندة على مستويات عدة، ولا سيّما على مستوى الخسائر البشرية، إذ إن الجيش الإسرائيلي يملك قائمة تضم أكثر مقاتليه براعة وخبرة، وهو يستهدفهم أ ينما ظهروا.
وفي وقت يتم فيه تخفيض مستوى المواجهات على الجانبين اللبناني- الإسرائيلي خفضت “حماس” شروطها للتوصل الى هدنة في غزة، بحيث بات يمكن القول، للمرة الأولى، منذ أسابيع طويلة أنّ “الهدنة الثانية” تطرق الأبواب.
ومن شأن الجواب اللبناني الذي جرى تقديمه للوسطاء الفرنسيين أن يساعد على ضم لبنان الى هدنة غزة، بعدما كانت إسرائيل ترفض ذلك في وقت سابق.