بعد مرور عدة أسابيع على تنفيذ حركة حماس هجومها المفاجئ على جنوب إسرائيل، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ليحي السنوار قائد الحركة الإسلامية في قطاع غزة، وهو يلقي كلمة أمام حشد من الناس.
وفي ذلك اليوم، أشارت مصادر فلسطينية إلى أن كلمة السنوار جاءت خلال حفل لتكريم أبطال مسلسل “قبضة الأحرار”، المسلسل الفلسطيني الذي أثار غضب تل أبيب بعد أن اتضح أنه يحاكي تمثيليا ما حدث يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يوم هاجم مقاتلو حماس المستوطنات والمدن الإسرائيلية.
“الفنان والممثل أصبح هدفا لإسرائيل”
ولكن ما لم يكن بالحسبان، وما لم يتوقعه أحد هو أن أبطال هذا المسلسل سيقتلون الواحد تلو الآخر.
كان آخرهم الفنان الفلسطيني والإعلامي علاء قدوحة الذي اشتهر باسم “الجنرال موشي” الإسرائيلي.
قتل قدوحة وعدد من أفراد عائلته، قبل أيام، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل العائلة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة..
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، علق قدوحة على خبر ارتقاء المخرج الفلسطيني محمد خليفة، قائلا إن “الفنان والممثل أصبح هدفا لإسرائيل”.
إلا أنه لم يدرك حينها، أن أسابيع معدو دة فقط تفصله عن اللحاق بصديقه المخرج محمد خليفة.
وتدور أحداث المسلسل الذي عرض في رمضان 2022، حول قوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى قطاع غزة، بغرض التجسس وجمع معلومات عن الفصائل الفلسطينية قبل أن تتصدى له كتائب القسام وتدور اشتباكات عنيفة.
وقدوحة يعتبر من بين أبرز الفنانين الفلسطينيين. واشتهر بشكل واسع بعد ظهوره في مقاطع فيديو على تطبيق “تيك توك”، وهو يرتدي زي ضابط إسرائيلي.
وتمكن من جذب انتباه الجمهور العربي بعد نشر فيديو قصير على التطبيق الصيني الشهير، حيث علق على مشهد يظهر غراب يُسقط علم إسرائيل.
وكان الفنان الساخر يعرف عن نفسه على قناته “يوتيوب” بأنه “فنان فلسطيني من غزة وجامع لعدة مواهب فنية”.
وقبل “قبضة الأحرار ”، شارك قدوحة في مسلسل “بوابة السماء ج 2” الذي عرض عام 2021.
واعتبرت أصوات فلسطينية، أن “إسرائيل تتقصد قتل أبطال هذا المسلسل الذي تحول من مجرد عمل فني إلى واقع”.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، اعتقد كثر أن قدوحة فعلا هو ضابط إسرائيلي، وتفاعل البعض معه على هذا الأساس.
وفي 22 كانون الأول/ديسمبر 2023، قتل المصور والمخرج في قناة “الأقصى” محمد خليفة وعدد من أفراد أسرته في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في شارع العشرين في مخيّم النصيرات وسط قطاع غزة.
هذا وقتل أيضا مصور العمل مصطفى ثريا، وسبقهم الفنان علي نسمان الذي كان من المقرر أن يشارك في الجزء الثاني من العمل، إلى جانب 29 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال قتلهم الجيش الإسرائيلي في حربه الدامية على غزة.