نجوى ابي حيدر
ظهر يوم امس عثرت قوة من الجيش في بلدة حراجل – فتوح كسروان على صاروخ غير منفجر سقط أثناء عدوان إسرائيلي، بحسب ما اعلنت قيادة الجيش، التي اشارت الى ان الو حدة المختصة اجرت الكشف اللازم عليه لمعالجته بأمان. وأفيد لاحقا انه عثر ايضا على مسيّرة اسرائيلية كانت تحمل الصاروخ.
النبأ فور اعلانه احدث هلعاً في صفوف اهالي البلدة الكسروانية الهادئة المتربعة على سفوح جبال كسروان ، خشية ان تكون باتت في مرمى غارات اسرائيل، بعدما وسعت بيكار استهدافاتها من الجنوب الى البقاع وسددت امس سلسلة ضربات على قرى عدة قرب مدينة بعلبك، في وقت يحلق طيرانها الحربي باستمرار على علو منخفض فوق كسروان والمتن . الا ان عدم انفجارالصاروخ اولا وما افيد عن انه سقط خطأ مع المُسّيرة ثانيا، بدد القلق الأهلي نسبياً، وتولت وحدة الجيش معالجته.
هذا على المستوى الشعبي والعسكري، اما سياسياً فلم يمر الحدث مرور الكرام. ذلك ان مصادر سياسية مطلعة طرحت تساؤلات كثيرة عن الصاروخ والمُسَيرة ومكان وزمان سقوطهما ، مستغربة عدم انفجاره. وقالت لـ”المركزية” نخشى الا يكون الصاروخ بريئاً ، بمعنى ان اسرائيل قد تكون تعمدت ايقاعه من دون انفجاره في هذه النقطة بالذات لتبعث رسالة لمن يهمه الامر انها لم تعد بعيدة عن تمديد رقعة اعتداءاتها والصاروخ –الرسالة تحذيري، قبل ان تسدد ضربات فعلية.
وتعزز المصادر اعتقادها هذا، بما نشرته تل ابيب سابقا عن مواقع عسكرية لحزب الله على طول مساحة الجرود ال لبنانية من البقاع الى جبيل، وفيديو أنفاق لحزب الله في أعالي منطقة جبيل، وخريطة للانفاق وزعها مركز “ألما” للبحوث والدراسات الإسرائيلي ،وطريق ادعى إنها مواقع عسكرية للحزب في قضاء جبيل تحتوي على بنية عسكرية لإطلاق صواريخ “فاتح 110” الضخمة والمسيّرات باتجاه اسرائيل. وتزامن نشر الفيديو مع تهديدات إسرائيلية بقصف جبيل وكسروان. وتضمن الفيديو رسماً لطريق يربط حدث بعلبك في البقاع حيث تقع مناطق نفوذ حزب الله، بجبيل مروراً بجرد العاقورة ، وزعم المركز أن معلوماته في الفيديو الذي يعود إعداده لأشهر، مستقاة من الاستخبارات الإسرائيلية.
انذاك، لم ينبس لبنان الرسمي ببنت شفة ازاء ما نشرته تل ابيب ، ولا ارسل من يعاين المواقع المشار اليها لدحض نظريات العدو وادعاءاته، فبقيت من دون اثباتات، باستثناء بيان يتيم لوزارة الطاقة والمياه، لم يقطع الشك باليقين.
مجمل المعطيات المشار اليها، تضيف المصادر، يدفع الى الاعتقاد ان صاروخ حراجل يبعث على القلق ويثير المخاوف ، من دون ان يعني حتمية قصف المنطقة واستهدافها بالغارات . لكن يبقى الحذر واجبا والاعتبار مما يحصل جنوبا وبقاعا ضرورة، واشارة كافية للادولة اللبنانية الغائبة عن سماع هدير طائرات العدو في سماء الوطن ومعاينة حجم الاضرار اللاحقة بالمواقع المستهدفة بالغارات الاسرائيلية، علّها تقرأ في ابعادها ، الا ان الامل شبه مقطوع ، اذ ان اقصى ما فعلت وتفعل،هو اطلاق مواقف لا تنسجم الا مع منطق الدويلة الدافعة بالبلاد والعباد نحو حرب ستقضي على ما تبقى من حجر وبشر، فيذكر التاريخ بعد حين عبارة ” كان في دولة اسما لبنان”.
المركزية