كتب الطرفان السعودي والإيراني اليوم صفحة جديدة في كتاب “التوافق، باشراف من الطرف الصيني الذي أخذ على عاتقه مهمة “كسر الجليد”، وتترجم نجاح أول لقاء رسمي بين وزيري خارجية البلدين الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وحسين أمير عبد اللهيان في بكين بدعوة وزير خارجية السعودي لنظيره الإيراني الى زيارة المملكة، كما الإتفاق على استئناف الرحلات الجوية وتسهيل منح التأشيرات، وبدء ترتيبات إعادة فتح السفارتين والقنصليات واستئناف الزيارات.
بالتوازي مع التطور الإقليمي، بقي الوضع اللبناني على تعقيداته بانتظار أن تتبلور صورة تداعياته على المنطقة، وبحسب ما أوضحه الأستاذ في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر لـ”نيوزاليست” الى “أن التفاهم مهم جداً، وقد يكون نقطة تحوّل كبيرة في المنطقة باعتباره الحدث الديبلوماسي الأبرز منذ العام 2016 وحتى الآن، لما يحمل من رمزية”، لافتاً الى “أن انعكاساته الجيوستراتيجية من الممكن أن تكون كبرية، لا سيما أنه، بالإضافة الى الشريكين الأساسيين، يوجد طرف ثالث هو بمثابة عرّاب للاتفاق وداعم له، أي الطرف الصيني الذي يُشكّل بوجوده نقطة تحّول أساسية”.
وشدد على “أنه حكماً سيكون للاتفاق انعكاساته على لبنان بشكل كبير، وهو سيكون مسهّلاً للاستقرار في لبنان واعادة بناء الدولة وانتشاله من واقع الدولة الفاشلة، وكذلك لعملية اطلاق الدورة الإقتصادية”، مشيراً الى “أن كل ذلك يُعتبر ضرورياً ولكنه غير كافٍ، لأنه يحتاج التى تفاهم الأفرقاء اللبنانيين من ممثلي المكونات اللبنانية والقوى سياسية على الأرض، من أجل الوصول الى قرار مشترك لوقف المشاحنات والخروج من نظام المحاصصات القائم والعودة الى تحت سقف الدستور”.
واعتبر نادر أنه “في حال بقيت الأمور كما هي عليه، وكرّست الانحرافات الدستورية التي نشهدها واستمرار التعطيل ومحاولة اعادة النظر بالصيغة وبتوزيع السلطة، فإن لبنان يكون قد دخل في منحى لا يمكن خروجه منه”.