"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"سادية ذكورية" و "احتقار للمرأة".. هذا هو الوجه الآخر لـ بيكاسو

نيوزاليست
السبت، 8 أبريل 2023

تطارد الفنان العالمي بابلو بيكاسو سمعة سيئة حيال تعامله مع زوجاته وعشيقاته، وسط دعوات لإعادة تسليط الضوء على إرثه الفني من منظور تعامله المرأة.

ويرى باحثون أن بيكاسو أهان زوجاته حتى من خلال أعماله الفنية.

نُقل عن بابلو بيكاسو قوله إن هناك “نوعان فقط من النساء إما أن تكون آلهة أو مماسح للأحذية” التي توضع على عتبات البيوت فيما يبدو أنه طبق هذه المقولة على علاقاته بقرابة 11 سيدة، كان إما يعبدهن أم يعاملهن معاملة سيئة.

وبعد وفاته انتحرت حبيبته الأولى ماري تريز وزوجته الأخيرة جاكلين.

وقد أصبح هذا الإرث السيء الخاص بواحد من أعظم فناني القرن العشرين في دائرة الضوء مؤخرا وبشكل متزايد.

وفي ذلك، قالت آن كاترين هان، وهي أمينة متحف بيكاسو في مدينة مونستر الألمانية، “أتهم بيكاسو بالتلاعب وبأنه يميل إلى السادية وأنه يستمد بعض المتعة من تعذيب النساء بطريقة معينة من خلال تقديم الوعود بالحب، حتى لو لم يعكس ذلك حقيقة نواياه”.

وأضافت إن النساء اللواتي يزرن المتحف دائما ما يطرحن تساؤلات حيال الأسباب وراء الاحتفاء بفنان مثل بيكاسو رغم الانتقادات التي تلاحقه حيال تعامله مع النساء.

بيكاسو … فنان متعطّش للسلطة

ولد بيكاسو في إسبانيا عام 1881 وتوفي في فرنسا عام 1973 عن عمر تخطى التسعين عاما. وقد ذكرت إحدى عشيقاته في مذكراتها أن بيكاسو كان عبقريا، لكنه كان أيضا مجردا من المبادئ، إذ كان يمكن أن يفعل أي شيء في سبيل حياته المهنية فضلا عن قدرته على تخليد عشيقاته بطريقة جنونية على لوحات ورسوماته ومنحوتاته.

فرناندي أوليفييه اولى عشيقاته، التي قامت بنشر قصة علاقتها ببيكاسو عام 1933 في كتاب حمل عنوان “بيكاسو وأصدقاؤه”، روت عن السنوات التي قضتها مع الفنان والنحات والرسام الإسباني في باريس من 1905 إلى 1913.

وقالت في كتابها إنها عندما تعرفت على بيكاسو لم يكن بعد فنانا مشهورا بل كان فنانا إسبانيا فقيرا ينطق بلهجة حادة.

وكانت أوليفييه في ذاك الوقت أحد أهم عارضاته وملهمته خلال السنوات الأولى من حياة بيكاسو المهنية حيث قام بتقسيم صورتها إلى شظايا هندسية إذ من الصعب التمييز بين الأنف والعينين والخدين في أعماله الفنية التكعيبية فيما قام بيكاسو بتصويرها من الأمام والخلف في نفس الوقت.

“آنسات أفينيون”.. كراهية للنساء

وعن طريق أعماله الفنية الخاصة بفرناندي، نجح بيكاسو في تحقيق إنجازات في تاريخ الفن الحديث، لكن في واقع الحياة كان يعاملها بشكل سيئ بل ويحبسها في الاستوديو لمنعها من العمل مع فنانين آخرين.

وقد عانت من الفقر الشديد عندما هجرها بيكاسو عندما انتقل بعد ذلك إلى حب جديد مع عشيقته إيفا جويل.

قامت الباحثة والصحافية روز-ماريا غروب بالبحث في المذكرات بيكاسو عن حياته العاطفية من أجل إنجاز كتابها الذي نشر العام الجاري تحت عنوان: ” آلهة ومماسح أحذية.. نساء في حياة بيكاسو”.

ترى غروب أن لوحة “آنسات أفينيون” لبابلو بيكاسو مثلت عملا فارقا في مرحلة بيكاسو التكعيبية، لكنه كانت تعبيرا عن ازدرائه للنساء.

وأضافت أنه من غير المعقول اعتبار لوحة كارثية مثل لوحة “آنسات أفينيون” التي صدرت عام 1907 دون تسليط الضوء على اعتداء أقدم عليه صانعها.. هذا من قبيل المستحيل”، مضيفة أنه من المثير للاهتمام أن نرى كيف تعكس الصورة هذه الطاقة المدمرة رغم أن بيكاسو كان على دراية بقوة المرأة.

حياتي مع بيكاسو وقد سلطت فرانسواز جيلوت، زوجة بيكاسو التي رزق منها بطفليه بالوما وكلود، الضوء على علاقتها بالفنان الإسباني التي استمرت بين عامي 1943 و 1954 في كتابها “حياتي مع بيكاسو.

وعلى عكس فرناندي أوليفييه التي عانت من الفقر بعد انفصالها عن بيكاسو، فإن جيلوت كانت ميسورة الحال إذ كانت أسرتها ذات وضع مالي جيد. وقالت في كتابها: “كان بيكاسو يرغب في وضع الشخصيات المقربة منه في حالة تنافس.. امرأة ضد أخرى وتاجر فنون ضد آخر وصديق ضد آخر. لقد كان بارعا في استخدام أي شخص كخرقة حمراء واستخدام شخص آخر كثور”.

الغضب تجاه جيلوت

كانت جيلوت المرأة الوحيدة التي قررت هجر بيكاسو وهو الأمر الذي لم يغفره طيلة حياته لدرجة أنه لفترة طويلة رفض الاعتراف بطفليه.

ويرى باحثون أن بيكاسو أهان زوجاته حتى من خلال أعماله الفنية.

وقد عانت دورا مار التي اُعتبرت ملهمة بيكاسو وعشيقته من عام 1936 إلى عام 1944، من ظروف نفسية صعبة جراء كلماته الجارحة.

وقد رسم بيكاسو دورا مار في العديد من اللوحات، بما في ذلك المرأة الباكية عام 1937.

بدوره، قال ماركوس مولر، مدير متحف بيكاسو في مدينة مونستر الألمانية، إن علاقات بيكاسو مع عشيقاته كانت تقوم على مبدأ “الجاذبية والنفور”.

ورغم شهرته وأعماله الفنية الرائعة، إلا أن بيكاسو، الذي كان يُوصف بكونه مهووسا بالنجاح، كان موضع نقاش منذ بدء حركة “مي تو” أو “أنا أيضا” عام 2006 حيث جرى وصفه بكونه يعد مثالا على الذكورة “السامة”.

المقال السابق
البرد.. يغيّب البابا عن درب الآلام
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

بسّام خنجي.. ضحية «زعران» لم يرق لهم إنتقاد إيران!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية