"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"ساعة" سقط القناع عن الخداع!

منى خويص
السبت، 25 مارس 2023

كم هي هشة هذه البلاد. وكم هي كثيرة تلك الشعارات التي دغدغت بها السلطة مخيلتنا، لنكتشف عند كل مفصل انها كانت مجرد اوهام، وان أحقاد الشعوب اللبنانية على بعضها البعض، تتقدم على كل حديث عن العيش المشترك والوفاق الوطني.

ساعة قسمت لبنان الى جبهات طائفية، حتى الوقت “تمذهب”. المسلمون متأخرون بساعة عن المسيحيين، هي من النكات التي تعكس البؤس اللبناني الذي يلتقط اللحظة، “يمكنك الآن ان تقود سيارتك الساعة الخامسة من جونية فتصل الى بيروت الساعة الخامسة، لم نعد نعلق بعجقة السير، إنما في الساعة”.

كان موفقا توصيف العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي، ب”البرميقاتية”،من قبل التيار الوطني الحر ، هي قفشة طريفة (على قلتها عند التيار)، لكنها توصف بدقة الاصطفاف المستجد من ميقاتي بجانب بري، “ساعة بقرب الحبيب ” كانت كافية لقبول طلب “أبو مصطفى” بعدم تقديم الساعة حسب التوقيت الصيفي بموعدها، وكأن بري استمع كثيرا لزياد الرحباني، وأقتنع حين تحدث عن تقديم الساعة، “انو خيي شو بيأثر علينا نحنا اذا قدموا او أخروا الساعة، لشو بيلعبوا بالوقت اساسا، ليش شو في ورانا نحنا”، فوجد فيها الحقيقة الضائعة “شو مأثر علينا الوقت نحنا” فعلا، لقد عزلتنا السلطة وبتنا خارج النظام العالمي بكل شيء، وبقي الوقت الذي لا قيمة له عندها، وتستعمله فقط لتعرف ليلها من النهار، وتستغله لانهاك الخصوم وتمييع الامور، وقتل القضايا، وها هي الآن تتلهى به.

ماذا يعني ان نستيقظ عند الساعة السادسة، وهي السابعة صباحا، وماذا يعني ان يهبط الليل الساعة السابعة لا السادسة مساء، لمن يتساءل يأتيه الجواب، حدث ذلك كرمى للصائمين، وكأنها المرة الاولى التي يفطر الصائم بوقت متأخر منذ ثلاث او اربع سنوات، كان الافطار الساعة السابعة والنصف مساء، ولم يكن قلب “أبو مصطفى” على الصائمين.. “شو عدا ما بدا”؟ ليجيب احدهم، انها الكيدية السياسية، وان المسلمين يحاولون الايحاء بأنه في البلد “الأمر لهم”.

كم هي هشة هذه البلاد، وكم ان أهل السلطة ينافقون، ويقولون ما لا يفعلون.

هي ساعة كشفت كل ذلك الخداع، عند الحديث عن الحوار والتفاهم والتلاقي، هي ساعة اسقطت الاقنعة وجاءت لتقول، ان في هذا البلد فريق يرفع كل يوم رفع سقف التحدي، ويحاول ان يفرض بالقوة، مشروعه ورؤيته وثقافته وساعته، على كل اللبنانيين.

المقال السابق
تفاصيل الإنقسام الطائفي في لبنان حول التوقيت الصيفي

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

ماذا لاحظ متابعو تشييع ابراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية لبيروت؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية