"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ريتهم ما يكونوا بديار حدا!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 6 أبريل 2023

بديهي أن تتأثّر الدول بما يحدث في العالم عمومًا ومحيطها خصوصًا، ولكن أن يكون مصير أيّ دولة مرتبطًا بها، فهذه مأساة!

ونحن في لبنان من “كوكب المأساة”، إذ ننتظر، حاليًا، توافقًا سعوديًّا-إيرانيًّا وتفاهمًا أميركيًّا-روسيًّا وتلاقيًا فرنسيًّا-عربيًّا، حتى نعرف إذا كنّا سننجب رئيسًا للجمهوريّة، وإذا كان سيكون “ممانعًا” أو “سياديًّا” أو “نص نص”، وإذا كنّا سنشكل حكومة سياسيّين أو حكومة أقنعة كتلك الحكومتين اللتين تورطنا بهما، منذ كذبة الاستجابة لثورة 17 تشرين الأوّل 2019 بموجب “المبادرة الفرنسيّة”، وإذا كنّا سوف نذهب الى اتفاق مع “صندوق النقد الدولي” يعيد ثقة المستثمرين والمودعين بلبنان.

واليوم بالذات، هناك من يُهلّل للتطبيق العملي لاتفاق بكين بين السعودية وإيران وهناك من يولول. المشكلة تكمن في أنّ من يهلّل ينتظر أن تهطل عليه النعمة فيما من يولول يخشى أن تسقط عليه اللعنة!

لا نريد أن نكون سيّئي النية لا بإيران ولا بالسعوديّة، ولكن لنفترض أنّ الرياض قبلت أن تكون هناك مقايضة بين لبنان واليمن، فهل يمكننا أن نحيا في ظل تكريس هيمنة “حزب الله” علينا؟ ولنفترض العكس، بحيث تقبل إيران، وفي مقابل تعويم النظام السوري، ببسط السيطرة السعودية على لبنان، فهل سيستكين “حزب الله” ويسلّم سلاحه ويضع حدًّا لدويلته؟ ولنفترض أنّ السعوديّة وإيران اعتبرتا أنّ المشكلة اللبنانيّة تكمن في النظام السياسي، فهل سوف تسقط من أدبياتنا “قدسيّة” اتفاق الطائف، ونقبل بالذهاب من المناصفة الى المثالثة؟ ولنفترض أنّ الرياض وطهران تريدان فعلًا ترك لبنان يقرّر مصيره بنفسه، فهل نملك القدرة على التفاهم المصيري، ونحن نختلف على “جنس الملائكة”؟

كنّا بغنى عن كل ذلك، لو أنّ لدينا رجال دولة وليس “سماسرة فساد”، وفق ما تبيّنه العقوبات الأميركية التي تنزل علينا بين فترة وأخرى مستندة الى ملفات موجودة أصلًا في أدراج القضاء اللبناني، كما بيّن القرار ضد الأخوين ريمون وتيدي رحمة، إذ إنّ انتخاب رئيس للجمهوريّة لا يحتاج الى اتفاق أممي بل الى اتفاق على الحد الأدنى من المبادئ في لبنان، فلكل مرحلة رجال، ونحن في مرحلة رجالها ليسوا وسطيّين بل جسور تواصل، وليسوا “أصحاب مراجل” بل أصحاب علم، وليسوا خبراء في الحروب بل علماء في الإنقاذ!

ولكنّ اللعنة حلّت علينا، منذ سنوات طويلة، فابتلينا بعملاء هنا، وبانتهازيّين هناك، وبجبناء هنالك، وبشعب يقتات من فتات موائد الطائفية والقبليّة أو…الرضوخ!

المقال السابق
ترحيل 9 آلاف وافد خلال 3 أشهر من الكويت
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

ثرثرات فوق الضفة الأخرى من النهر!!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية