فتحت حادثة الكحالة الباب بشكل أكبر أمام الحديث عن سلاح “حزب الله” وتهديده في الداخل، وأعادت الى الواجهة تساؤلات حول مصير الدولة التي تتآكل بحكم تمدّد الدويلة، وجعلت الصراع محتدماً بين مطلب فرض الشرعية لوجودها والحاجة اليه، في ظل تجاوزات فاضحة تتم بفعل الحدود السائبة الواقعة في قبضة الخارجين عن القانون.
ووسط السجال حول حمولة الشاحنة ومصير التحقيقات، كشفت هيئة البث الإسرائيلية العامة “كان” عن أن شاحنة الكحالة التابعة لـ”حزب الله” كانت تحمل صواريخ إيرانية، وأوضحت أن مسؤولين أمنيين رجحوا وجود صواريخ إيرانية مضادة للدبابات، أرسلتها طهران إلى الحزب الموالي لها.
ووفق المصادر الأمنية، فإن محاولة تهريب الأسلحة دبرتها (الوحدة 4400) التابعة للحزب من بين جهات أخرى ومسؤولين متورطين في العديد من المحاولات المماثلة، لتمرير ذخائر من إيران عبر سوريا.
وكانت الكحالة شهدت الأربعاء الماضي توتراً جراء إطلاق النار قام به عناصر في “حزب الله” ضد أهالي البلدة، بعد أن انقلبت شاحنة على منحدر طريق الكحالة التي تربط بيروت بدمشق، والتي تُعد ممراً أساسياً للشاحنات بين لبنان وسورية، ما أدى الى سقوط ضحية من الأهالي ومقتل عنصر من الحزب، كما تم تسجيل إشكال بين الجيش اللبناني والأهالي، الذين اتهموا العناصر العسكريين بتأمين الغطاء لـ”حزب الله”، عبر حماية الشاحنة ومنع الاقتراب منها لعدم الكشف عن حمولتها ومحاولة سحبها الى خارج البلدة.