"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

رسميًّا...مخدرات في مدارس لبنان

نيوزاليست
الثلاثاء، 27 يونيو 2023

رسميًّا...مخدرات في مدارس لبنان

صدمت صورة لطفل يحمل على ظهره حقيبة مدرسية، تبيّن أنه يتعاطى المخدرات، القوى الأمنية وهزت الرأي العام اللبناني، إذ كانت كفيلة بدق ناقوس الخطر لما يجري خلف أسوار المدارس والجامعات.

“فقبل ذهاب الطفل إلى المدرسة قصد وكراً من أوكار بيع المخدرات، اشترى ما مكّنته منه قدرته المادية، وليغادر بعدها المكان حيث التقطت القوى الأمنية صورة له، كونها كانت تراقب منذ فترة الشبكة التي قصدها للحصول على الممنوعات”.

ووقع الطفل ضحية الشبكة الخطيرة لتجارة وترويج المخدرات ضمن محافظة جبل لبنان، التي اتخذت من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بحسب مصدر أمني تحدّث ل”الحرّة” “مركزاً لمستودعاتها التي ظهر عند مداهمتها أنها تحتوي على كمية مدمرّة من المخدرات تصل إلى 46 كيلوغراما، منها 34 كيلوغراما من الكوكايين، موضوعة داخل أكثر من 13 ألف مظروف”.

واستهدفت الشبّكة بشكل خاص تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، إلى أن وقعت في شباك القوى الأمنية اللبنانية، حيث أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قبل أيام عن توقيف جميع المتورطين فيها وعددهم تسعة، هم خمسة لبنانيين وأربعة سوريين، وذلك بعد أن توافرت معلومات لدى شعبة المعلومات عن قيام شبكة مسلحة بتوزيع المخدرات، فكلفت القطعات المختصة التابعة لها تنفيذ عملية مراقبة دقيقة لأوكارها في منطقة الضاحية، وبنتيجة الجهود الاستعلامية والميدانية، توصلت إلى تحديد كامل هويات أعضائها.

ووضعت الشعبة، بحسب البلاغ الصادر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي “خطة لمداهمة أوكار الشبكة مع العلم أن أفرادها مسلحون وينفذون عمليات مراقبة مضادة تحسّباً لعمليات مداهمة. وأعطيت الأوامر إلى القوة الخاصة في الشّعبة لتنفيذ الخطة والعمل على توقيف جميع المتورطين، وفي الفترة الممتدة ما بين 3 و5 من الشهر الجاري، وبعد عمليات رصد ومراقبة دقيقة استمرت عدة أيام متواصلة، تم تنفيذ أكبر عملية مداهمات وكمائن في مناطق صحراء الشّويفات وعرمون وكفرشيما وضهر البيدر، نتج عنها توقيف جميع المتورطين”.

وخلال تفتيش أعضاء الشبكة وتفتيش السيارات والدراجات النارية المستخدمة من قبلهم في عمليات النقل والتوزيع والترويج، وتفتيش أماكن إقامتهم المعتمدة كمستودعات لتخزين الممنوعات، عُثر بحسب البلاغ “على كميات كبيرة من أنواع مختلفة من المخدرات، ومبالغ مالية كبيرة بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي ومجوهرات و15 هاتفا وأسلحة حربية وجعبة عسكرية مع ذخيرة وقنبلة يدوية وثلاث دراجات آليّة وأربع سيارات”.

وبالتحقيق مع أعضاء الشبكة، أقروا أنهم يستهدفون الشبان، واعترف أحدهم أنه يتولى نقل المخدرات من بعلبك إلى صحراء الشويفات وعرمون، في حين اعترف اثنان منهم أنهما مسؤولان عن تخزين هذه المواد وحفظها داخل شقق معدّة لهذه الغاية.

واعترف الباقون أنهم يتسلمون المخدرات، ويقومون بتوزيعها في مختلف المناطق اللبنانية وتنفيذ عمليات مراقبة في أماكن تخزينها وتوزيعها.

اكتشاف مرعب

ما كشفت عنه القوى الأمنية، وصفته رئيسة اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصة، لمى الطويل، بالمرعب “لا سيما أنه لم يتم تحديد المدارس التي يتعاطى تلاميذها المخدرات لكي نتخذ الإجراءات اللازمة من حملات توعية وغيرها، علماً أنه قبل نهاية العام الدراسي بدأنا بالتنسيق مع نقابة المحامين القيام بحملات توعية لأطفال مدارس بيروت على الجرائم التي يمكن أن تؤدي بهم خلف القضبان، ونحن نسعى مع انطلاق العام الدراسي القادم توسيع دائرة هذه الحملات لتشمل باقي المناطق”.

ويشكل التلاميذ فريسة سهلة لمعظم مروجي المخدرات، إذ يوقعون بهم، كما يشرح عثمان “من خلال عرض المخدرات عليهم مجاناً في البداية، وبعد فترة قصيرة يطلبون ثمنها، وعندما لا تملك الضحية المال لا تجد أمامها سوى السرقة من منزل عائلتها لتأمين سعرها، يتطور الأمر فيما بعد للنشل والسلب على الطرق، وحين تعجز عن ذلك تقع في مصيدة تجنيدها كمروّجة للمواد السامة مقابل حصولها على كمية محددة من الممنوعات، وعندما تحتاج إلى كميات أكبر لتعاطيها تعاود السرقة من جديد”.

وصل الأمر ببعض المروجين إلى استغلال ذوي الاحتياجات الخاصة، يقول عثمان “من خلال الطلب منهم إيصال المخدرات من دون أن يطلعونهم على حقيقة من ينقلونه، وحين يتم القبض عليهم توجّه إليهم تهم الترويج”.

اقتناص الضحايا

تعاطي وإدمان تلاميذ المدارس للمخدرات يعد أمرا خطير جداً، بحسب أستاذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية البروفيسورة، أديبة حمدان، التي تقول “كونهم من فئة عمرية هشّة وبالتالي هم مهيؤون أكثر من غيرهم للإدمان، إذ لديهم استعدادات شخصية ونفسية لذلك، فهم يعانون من شكل من أشكال الضياع في سن المراهقة ويرغبون في إثبات الذات، عدا عن تأثّرهم أكثر من غيرهم بالمشاكل والأزمات المحيطة بهم”.

وفي ظل الدعاية الإيجابية للمواد السامة بأنها تساعد على مقاومة الضغوط، رغم أنها في الحقيقة تساهم في تشتيت العقول وضياع الطبقة الشابة الفاعلة والطاقة التي يعتمد عليها المجتمع، بحسب ما تقول حمدان لموقع “الحرة”، فإن “نشر المخدرات بين التلاميذ ليس بالأمر الصعب”.

كل أنواع الحبوب المخدرة، إضافة إلى الحشيش والسيلفيا والكوكايين والهيرويين منتشرة في لبنان.

ويواجه العديد من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وصمة العار والتمييز، مما قد يضر بصحتهم الجسدية والعقلية، ويمنعهم من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي يدرك “أهمية اتباع نهج محوره الناس عند التعامل بسياسات بالمخدرات التي تأخذ في عين الاعتبار حقوق الإنسان والتعاطف والممارسات القائمة على الأدلة”.

المقال السابق
وزير الدفاع الأوكراني: الاحتياطيات الرئيسية للقوات لم تستخدم بعد
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

"مفترس في هارودز" وثائقي يتهم محمد الفايد باغتصاب موظفات وابتزازهن

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية