بعد سنوات من المعاناة في السجون الإيرانية، أعلنت السلطات في طهران تنفيذ حكم الإعدام بحق المعارض الذي يحمل أيضا الجنسية الأ لمانية، جمشيد شارمهد، والذي كان يطالب بإعادة النظام الملكي إلى البلاد.
وقال موقع “ميزان” التابع للسلطة القضائية الإيرانية، الإثنين: “بعد اتباع الإجراءات القانونية والموافقة النهائية على قرار القضاء من قبل المحكمة العليا، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد.. هذا الصباح (الإثنين)“.
ولم يعط البيان الإيراني تفاصيل إضافية بشأن تنفيذ الإعدام. وعادة ما تشنق إيران السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، قبل شروق الشمس.
من هو شارمهد؟
جمشيد شارمهد هو ناشط سياسي وإعلامي، يحمل الجنسية الألمانية وكان يعيش في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2002.
عمل المعارض الذي ولد عام 1955، متحدثا باسم “جمعية مملكة إيران”، التي تهدف إلى استعادة النظام الملكي، الذي حكم إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
وبدأت رحلة شارمهد المأساوية في سجون النظام الإيراني، حينما اختطفته قوات إيرانية خلال وجوده في مدينة دبي الإماراتية، خلال أغسطس 2020، قبل نقله إلى إيران قسرًا، وفق تقارير إعلامية إيرانية، ومنظمة العفو الدولية.
وحول عملية اختطافه، أوضحت وكالة أسوشيتد برس، أن بيانات التتبع أظهرت أن هاتف شارمهد المحمول، تحرك جنوبا من دبي إلى مدينة العين في 29 يوليو 2020، وعبر الحدود إلى سلطنة عمان، قبل أن تتوقف الإشارة في 30 يونيو في مدينة صحار بالسلطنة.
وبعد يومين، أعلنت إيران أنها اعتقلت شارمهد في “عملية معقدة”، ونشرت وزارة الاستخبارات صورة له وهو معصوب العينين.
وواجه المعارض الإيراني اتهامات بالتخطيط لهجوم عام 2008 على مسجد، أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين، فضلا عن التخطيط لهجمات أخرى “جمعية مملكة إيران”.
وذكرت أسوشيتد برس أن إيران اتهمت شارمهد أيضًا، بإفشاء “معلومات سرية” عن مواقع الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني، خلال برنامج تلفزيوني عام 2017.
“الألم والرعب”
ذكر تقرير لمنظمة “العفو” الدولية، أن شارمهد احتُجز في سجن إيفين بالعاصمة الإيرانية طهران، لكن بحلول أواخر عام 2020، أُبلغت أسرته بأنه لم يعد مسموحا له الحديث عن مكان احتجازه.
وخلال مكالمة هاتفية في مارس 2021، قال إنه فقد حوالي 20 كيلوغراما من وزنه.
كما أوضح أن اثنين فقط من أسنانه في حالة جيدة، لكنه لم يعد قادرا على تناول الطعام إلا باستخدام اللثة في المضغ، وفق التقرير.
وفي يوليو 2023، نشرت ابنته غزالة شارمهد، تفاصيل مكالمة هاتفية لها معه، قالت إنها جاءت بعد فترة طويلة من “منع المحادثات الهاتفية” عنه. وتساءلت عبر حسابها على منصة “إكس”، عما إذا كانت “مكالمة وداع”.
وأضافت أن صوت والدها كان “ضعيفا”، وأنه “مريض للغاية، وظل وحيدا لأكثر من ألف يوم في زنزانة يعاني الألم والرعب”.
وبعد إعلان إيران إعدامه، قالت ابنته، الثلاثاء، إنها ستتحدث مع الحكومة الألمانية ووزارة الخارجية الأميركية، حول ما إذا كان لديهما أي دليل على مقتل والدها، داعية إلى تسليم جثمانه و”معاقبة النظام الإيراني”.
وشددت على أنه لو كان هناك دليل على مقتله، فعليهم استعادة جثمانه لدفنه بشكل لائق، مشددة على ضرورة أن يواجه النظام الإيراني “عواقب وخيمة الآن”.
من جانبه، أدان المستشار الألماني أولاف شولتس، إعدام المعارض الإيراني الألماني، واصفا ما حدث بـ”الفضيحة”.
وكتب عبر منصة “إكس”: “أدين بأشد العبارات فضيحة إعدام النظام الإيراني لجمشيد شارمهد”، مضيفًا أن الأخير “لم يحصل على فرصة الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات الموجهة إليه خلال المحاكمة”.
كما استدعت ألمانيا،الثلاثاء، القائم بالأعمال الإيراني، بشأن إعدام شارمهد.