"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"رهاب الطعام".. عندما يتحوّل الغذاء إلى كابوس

نيوزاليست
الاثنين، 9 ديسمبر 2024

"رهاب الطعام".. عندما يتحوّل الغذاء إلى كابوس

لا تستطيع آنا ماكسويل مارتن، نجمة المسلسل الدرامي البريطاني “لاين أوف ديوتي” ن تتحمل الاقتراب من السندويتشات والمايونيز وحتى الثلاجات المفتوحة غير المرتبة. أما عارضة الأزياء والشخصية الإعلامية المشهورة كيندال جينر، فتعاني “التريبوفوبيا”، التي تتخلص في الخوف الشديد من الثقوب الصغيرة التي تتكرر في أنماط معينة، مثل الثقوب الموجودة على سطح القطايف.

وبدوره يكره الممثل البريطاني إدي ريدماين البيض. تجده يعجز حتى عن حملها بيديه. تكره النجمة الأميركية سارة جيسيكا باركر البقدونس، وكي تبقى بمنأى عنها، جعلت كاري، الشخصية التي تؤدي دورها في مسلسل “سكس أند ذا سيتي” تنفر من البقدونس أيضاً. وبالنسبة إليَّ شخصياً، أنا لا أستطيع أن أكون على مقربة من التونة المخلوطة مع الذرة الحلوة. ربما مرد ذلك إلى أنني تناولت كميات مفرطة منها في بداية العشرينيات من عمري.

يقول كريستوفر بول جونز، متخصص في الرهاب مقيم في لندن، ومؤلف كتاب “واجه مخاوفك: 7 خطوات للتغلب على الرهاب والقلق”، إن فوبيا الطعام، المعروفة أيضاً باسم “السيبوفوبيا” عبارة عن خوف أو قلق شديد ناجم عن أطعمة معينة. قال لي في هذا الشأن: “ربما يظهر هذا الخوف نتيجة النظر إلى الطعام، أو شم رائحته، أو حتى مجرد التفكير فيه”. ويقول أن رهاب الطعام ينبع غالباً من تجارب سلبية في المرحلة المبكرة من الحياة، تعرف باسم “التكييف البافلوفي”، نسبة إلى العالم الروسي إيفان بافلوف ويعتمد على ارتباط بين محفز محايد واستجابة عاطفية أو سلوكية معينة. مثلاً، إذا تعرض شخص ما لتجربة مؤلمة مرتبطة بنوع معين من الطعام مثل التسمم من السمك، يربط دماغ الشخص هذا النوع من الطعام بمشاعر الخوف والقلق. كذلك يعتقد أنه السبب وراء كثير من صور الفوبيا.

من المحتمل أن تشمل هذه التجارب الاختناق، أو ردود فعل تحسسية، أو صدمات عاطفية متعلقة بالطعام، مثل الإجبار على تناول الطعام في سنوات الطفولة ثم الشعور بالإعياء نتيجة لذلك. ويقول جونز: “بهذه الطريقة، يسعنا اعتبار رهاب الطعام نسخة متطرفة من النفور الذي ينشأ لدى بعض الناس بعد تناول كمية كبيرة من الكحول ثم الشعور بالغثيان عند رؤيته أو شم رائحته”.

في حال تركت هذه المخاوف من دون علاج، يمكن أن تتطور وتتفاقم مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى اتباع نظام غذائي مقيد جداً [محدود في تنوعه] يؤثر في صحة الشخص. جونز، علماً أنه معالج نفسي حاصل على تدريب شامل ومعالج بالتنويم المغناطيسي السريري، يجمع بين علم النفس التقليدي مثل العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات التدخل من قبيل العلاج بالتنويم المغناطيسي السريري، وإزالة التحسس وإعادة المعالجة [للتجارب المؤلمة] بحركة العين واليقظة الذهنية بغية تحقيق التغيير السريع.

ويدعي جونز أنه من طريق كسر الاتصال العاطفي الذي يثير استجابة الخوف، يستطيع أن يضع حداً لمعظم أنواع الرهاب في جلسة واحدة إلى أربع جلسات من العلاج. وأن منهجه المتعدد الجوانب، خلافاً للعلاج بالتنويم المغناطيسي التقليدي، يركز بصورة أكبر على معالجة السبب الأساس للمشكلة [ولا يكتفي بالتعامل مع الأعراض أو النتائج الظاهرة].

وفق المتخصص في فوبيا الطعام فيليكس إيكونوماكيس، الذي يدير عيادة خاصة للعلاجات الصحية في هامبستيد في لندن، معظم الأشخاص الذين يعانون رهاب الطعام الشديد يكتفون بتناول صنفين من الطعام فحسب، مثل قطع الدجاج المقلية “الناغتس” ورقائق البطاطا المقلية. ولكنه ذات مرة، عالج رجلاً في منتصف العمر لم يأكل سوى الخبز طوال حياته.

ويوضح إيكونوماكيس قائلاً: “إذا كان الدماغ يعتقد أن الطعام خطر، يكون من المنطقي تماماً تجنبه. ولكن الدماغ يعرف أنه يحتاج إلى الغذاء من أجل البقاء على قيد الحياة، لذا سيختار نوع الغذاء الذي يراه الأكثر أماناً”. ولكنه مع ذلك يشير إلى أنه في الغالب من الممكن الخلط بين رهاب الطعام وفقدان الشهية، في حين أن الأول في الواقع عبارة عن “غياب الثقة في الطعام، وعادة ما يكون هذا الشعور غير مبرر”. ويتابع: “يكابد المصابون بفوبيا الطعام شعوراً بالخوف المرضي تجاه أطعمة معينة، فترتجف أجسادهم تماماً كما لو أنك قدمت لشخص ما عنكبوتاً”.

العلاج

في المملكة المتحدة، تقدم “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” “أن أتش أس” عادة “العلاج السلوكي المعرفي و “العلاج الأسري” لعلاج فوبيا الطعام. وتشمل التقنيات الأخرى المستخدمة “سلسلة الطعام”، بمعنى إنشاء “سلاسل” بين الطعام الذي يتناوله مصابو فوبيا الطعام أصلاً وبين أصناف الطعام الجديدة المتشابهة معه في الطعم أو اللون أو الملمس. ولما كانت هذه الأساليب، من بينها العلاج بالتعرض [للطعام الشائك] أيضاً، تستغرق أسابيع وأشهراً عدة، تبقى خيارات العلاج السريع، مثل العلاج بالتنويم المغناطيسي، أكثر جاذبية.”

المقال السابق
هل تقدم واشنطن على إزالة "هيئة تحرير الشام" من لائحة الإرهاب؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الأب بيار يحسد من قبره منصور لبكي.."اللبنانية" كثقافة تناصر رجال الدين على الضحايا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية