"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين حلواني لـ"نيوزاليست": الحرب لم تتوقّف.. و هذا هو الدليل!

أنتم والحدث
الخميس، 13 أبريل 2023

رُفعت المتاريس وتلاشت خطوط التماس على أرض الواقع اللبناني بعد 48 عاماً على حرب بقيت ملتصقة في ذاكرة أمهات وزوجات وابناء، فلم يتمكن هؤلاء من التصالح مع فكرة “السلام” لا بقلبهم ولا بعقلهم، ومنهم من خطفهم الموت قبل أن يتكمنوا من معرفة مصير من فقدوهم وباتوا في عداد 17 ألف مفقود ومخطوف بين عام 1975، تاريخ انطلاق الحرب اللبنانية، و1990 عام انتهائها.

منذ ولادة المعاناة يتمسك ذوو المفقودين بالأمل، ويواجهون بما تيسّر لهم من قوة بالقوف بوجه منظومة، عملت بأحزابها، الى اخفاء معلومات حول مصير بقي مجهولاً، وعذاب ممزوج بغضب عكسته رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني التي أكدت لـ”نيوزاليست” أن “الشعب اللبناني عاش الأمرّين في الحرب، وأهالي المفقودين عانوا ولا يزالون من تداعياتها أكثر من غيرهم”.

وشدّدت على “أنه من المهم أن نتذكر هذا التاريخ، ولكن الحرب ليست نهاراً محدّداً نحييه مرة خلال العام وننساها بقية الأيام، على الرغم من أنها لا تزال مستمرة”.

جزمت حلواني” بأن الحرب غير موجودة شكلياً، إذ توقف اطلاق النار وأصوات المدافع والرصاص والقذائف، إلا أنها مستمرة عملياً بدلي ما وصلنا اليه”، وقالت:” أمنيتي أن يتوحد الشعب اللبناني، ويناقش نتائج الحرب وأسباب وصولنا الى ما نحن عليه، وهو ما يجعلنا نستنتج أن الحرب لا تزال قائمة”.

ولفتت الى “أن كل ذلك يدفع الى الاستنتاج بأن اللبنانيين لم يصلوا الى قناعة بأنهم كشعب ضحايا مؤجلين، ولا يمكن لأحد معرفة متى يأتي دوره”، وأوضحت “أن قضية المفقودين خلال الحرب لم تُحلّ حتى الآن، ليكون لدينا مفقودين جدد بتفجير مرفأ بيروت، فإلى جانب الضحايا والجرحى، فُقدت أشلاء لأشخاص ليس من مسؤولية ذويهم البحث عنهم “.

واعربت حلواني عن أسفها “لحصر استذكار الحرب بهذا اليوم فقط ، والمأساة الحالية تُظهر أن الحرب لا تزال مستمرة، ونهاية الحرب وتبويس اللحى التي انتهت بها، واتباع قاعدة عفى الله عما مضى أوصلتنا الى النتائج الحالية”، لافتة الى “أن أعضاء اللجنة يعيشون كل أيام السنة كأنهم لا يزالون في تلك الحرب”.

وأكدت “أن اللجنة مستمرة في نضالها، وهي تمكنت منذ 4 سنوات من انتزاع قانون المفقودين والمخفيين قسراً الذي كرّس حق كل عائلة معرفة مصير مفقودها، بالإضافة الى اول مرسوم تطبيقي بتشكيل هيئة وطنية مستقلة مهمتها تقفي أثر المفقودين والكشف عن مصيرهم”، لافتة الى” أن الهيئة تمت فرملة عملها، على الرغم من أنها ايجابية ليس فقط لقضية المفقودين، بل لكل المجتمع اللبناني المطلوب منه الوقوف معنا لمطالبة الدولة بازالة كل العراقيل التي يتم وضعها للحؤول دون القيام بعملها”.

وسألت حلواني:” كيف تنتهي الحرب وكيف يسكت الشعب عندما تقول الدولة أنها لم تجد مفقودين بل وجدت مقابر جماعية؟، وسألت كيف يعيشون على رفات وعظام الناس ويتم البناء على تلك المقابر”، مشيرة الى أن ” الأمل الوحيد في صعودنا من القعر هو بالتوحّد حول دعم الهيئة الوطنية، وإلا سنشهد كل سنة حرباً جديدة”.

وختمت بالقول:” الحرب ليست فقط باطلاق النار، بل هي متعددة الأوجه، فسرقة أموال المودعين هي بمثابة مقبرة جماعية حالياً، والجميع في عداد ضحايا مؤجلين، كل ينتظر دوره، وكلنا بتنا ضحايا بالجملة، فأهالي المفقودين كانوا يعانون لوحدهم، واليوم تحوّل الشعب اللبناني بغالبيته الى ضحية”.

المقال السابق
عندما تكون الحرب اللبنانية "أرحم" من "مافيا البلاد العظمى"!

مقالات ذات صلة

الطريق الى 7 تشرين...شارون يقمع الانتفاضة الثانية ويزيح عرفات

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية