عاد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف إلى الأضواء بعد غياب طويل عن مسرح الأحداث في سوريا، وعلى خلفية المشاهد الدامية خلال اليومين الماضيين في الساحل السوري، أطل مخلوف اليوم بمنشور على “الفيسبوك” اتهم فيه ضباط “الفرقة الرابعة” التي كانت تتبع لماهر الأسد شقيق الرئيس السابق بشار، بالمتاجرة بدم العلويين، وفق تعبيره.
وأشار إلى المشاهد المرعبة والمجازر المروعة والذلٌّ الممنهج، الذي يفتخرون به، كيف يعذبون، وكيف يذبحون، وكيف يطلقون النار من الأقدام إلى الرأس، ثم فجأة يوقفون القتال لأداء صلاة المغرب والإفطار كونهم صائمين.
وأضاف: عوائل بأكملها أُبيدت مع نسائها وأطفالها، حتى وصل العدد إلى ما يقارب 6,000 شهيد وأكثر من 13,000 جريح، وبعد كل هذا التعذيب والقتل، تُترك الجثث في الشوارع ويُمنع دفنها! (أليس إكرام الميت دفنه؟) وبعد كل هذه المشاهد المرعبة، رأينا الأفظع: بعض الشهداء الملقاة جثثهم في الشوارع، لكن سُرق منها الكثير من الأعضاء. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فمن لم يمت بالرصاص، مهدد بالموت جوعاً.
وأضاف: فماذا فعلتم بأهلنا يا ضابط الرابعة “دلّا”، مع رئيس الأمن العسكري، ومع بعض المدنيين حولكم؟ هل تاجرتم بدم أهلنا؟! ألم تتوقعوا بعد ما فعلتموه بعناصر الأمن أن تكون ردة الفعل عنيفة جداً؟! لماذا ورَّطتم هؤلاء المدنيين المساكين معكم واستغليتم حاجتهم للمال، كونهم فقدوا وظائفهم المدنية والعسكرية، وأوهمتموهم أنكم سيطرتم على المنطقة وتحتاجونهم لحراستها؟! أنتم قبضتم الأموال، ودفعتم أهلنا دماءً وذلّاً وجوعاً…
وتابع: كان لديكم جيش جرار كامل العدة والعتاد، من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وفرق كثيرة تعد بعشرات الآلاف، مع الطائرات والدبابات والذخائر، وتركتموها كلها وهربتم! فهل من المنطقي أن تستعيدوا وطناً خسرتموه مع بضعة مدنيين وقادة مجموعات محرَّكين من قبل “درويش”؟! ألم تكتفِ أيها الرئيس الهارب بما فعلته سابقاً من تدمير البلاد، وتقسيمها، وتدمير جيشها واقتصادها، وتجويع شعبها، وفوق كل ذلك هربت بأموال لو وُزِّعت على الشعب لما كان هناك جائع ولا فقير. وأتى اليوم حاشيتك بهذه الحركة الغبية ليقضوا على ما تبقى من الطائفة التي ضحت بأغلى ما عندها من شباب لكي لا تسقط الدولة. فكل دماء هؤلاء الشباب الأبرياء الذين سقطوا دماؤهم في رقبتكم جميعاً.
وأعلن مخلوف “أننا نعمل وبشكل جدي وعلى أعلى مستوى من التنسيق لإيجاد حلول جذرية تمنع تكرار هكذا أحداث، وتضمن الأمن والأمان لكل أهلنا في هذه المناطق، وتمنع كل هذه التجاوزات والانتهاكات”.
ووعد بأنه سيعيد كل الأشخاص المدنيين والعسكريين الذين طُردوا من وظائفهم، وسيعودون بأمر الله معززين مكرمين سالمين غانمين بقوة رب العالمين حسب تعبيره.
وكان مخلوف وهو ابن خال بشار الاسد لسنوات طويلة من أكبر الداعمين للنظام السوري، وشملته عقوبات أعلنت عنها الخزانة الأميركية في 21 شباط/ فبراير 2008، حملت الرقم التنفيذي 13460، ذكرت فيها أن مخلوف أثرى بالفساد، وبأنه استعمل تخويف خصومه التجاريين للحصول على مزايا إضافية. فأمرت الخزانة الأميركية بتجميد أصوله المالية كافة، في الولايات المتحدة الأميركية، ومنع الأفراد والمؤسسات من إجراء أي تعاملات مالية مع شركاته.
وفي عام 2020 تدهورت العلاقة بين مخلوف وبشار الأسد بعد مطالباته من مؤسسات النظام المالية، بدفع مبلغ كبير لخزينة الدولة، وتوجيه الإنذارات من الهيئة الناظمة للاتصالات، لشركتي “سيرياتل” و”إم تي إن” اللتين يسيطر عليهما مخلوف، بدفع أكثر من 230 مليار ليرة سورية، لخزينة الدولة، مرفقة بتهديد في حال عدم الدفع، باتخاذ إجراءات قانونية.