من حق اللبنانيّين علينا أن نتحدّث عن مجموعة وازنة من الطبقة السياسية اللبنانية بأدبيات الغضب!
هذه الفئة وقحة، بلا أخلاق، إنتهازية، تدميريّة، خبيثة وحقيرة!
قبل أيّام، وبهدف إيصال رسالة الى أطراف سياسيّة محدّدة، من أجل “هزّ ركابها” فإخضاعها “رئاسيًّا”، استدعى رئيس مجلس النواب نبيه برّي نائبه “العوني سابقًا” الياس بو صعب، وطلب منه أن يبادر الى رمي “قنبلة سياسية” في البلاد، ففعل، بحيث راح يتحدّث عن وجوب إجراء انتخابات نيابية مبكرة، في حال لم تصل القوى الى تفاهم ينتج رئيسًا للجمهوريّة، في دولة ينص دستورها على…الإنتخاب بالإقتراع السرّي!
الإنتخابات النيابية المبكرة، وما أدراك ما تحتاج إل يه هذه الإنتخابات من جهوزية مالية وقانونية ولوجستية ضخمة للغاية؟!
ولم يكد صوت الياس بو صعب يتلاشى، حتى أطلّ وزير “حركة أمل” محمد مرتضى الذي عُهدت إليه وزارة الثقافة مدعومًا من وزير الداخلية بسام المولوي، المحسوب على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقادا حملة مطلوبة لتطيير امتحانات شهادة “البروفيه” واستبدالها بإفادات، بحجة “عدم الجهوزية”.
وإذا ما قورنت الطاقات المطلوبة لإجراء امتحانات “البروفيه” بتلك المطلوبة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، يظهر أنّ الأولى تحتاج الى قليل متوافر فيما الثانية تتطلب كثيرًا مستعصيًّا!
هذه المجموعة السياسية نفسها، كانت، وباستخدام بو صعب نفسه، قد حالت دون إجراء الإنتخابات البلدية والإختياريّة في مواعيدها، بحجة عدم توافر الإمكانات في الوقت الراهن.
أمام هذه المعطيات التي تقدّم نموذجًا بسيطًا جدًّا عن سبب وصول لبنان الى الجحيم، ماذا يمكن للمرء، وهو في قمة الهدوء والتهذيب، أن يقول فيها وعنها غير أنّها وقحة، بلا أخلاق، إنتهازية، تدميريّة، خبيثة وحقيرة؟!