"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

قطر تحت وابل الأسئلة الصعبة..حليفة واشنطن وجميع من تدرجهم في لوائح إرهابها

نيوزاليست
السبت، 21 أكتوبر 2023

قطر تحت وابل الأسئلة الصعبة..حليفة واشنطن وجميع من تدرجهم في لوائح إرهابها

تثير قطر إشكاليّة كبيرة في مراكز البحث والدراسات الإستراتيجية، فالأدوار التي تلعبها الى جانب الولايات المتحدة الأميركية والدول والتنظيمات التي يتم تصنيفها إرهابية لا يبدو أنّها تمر بسلاسة، خصوصًا بعدما أقدمت “حركة حماس” التي ترعاها الدوحة وتموّلها على الهجوم النوعي على غلاف غزّة. وقد تناولت صحف عدة هذا الموضوع، كلّ من زاويته، ولكنّه انتهى الى رسم صورة تتحمّل الولايات المتحدة الأميركية مسؤوليّتها!

في السابع من تشرين الأوّل 2023، بينما كان مقاتلو “حركة حماس” ينشرون الرعب في جنوب إسرائيل، تمّ تصوير إسماعيل هنية، زعيم الحركة الفلسطينية، على بعد 2000 كيلومتر من قطاع غزة، وهو يبتسم في “مكتبه المكيّف بالهواء في الدوحة”، وفق ما نشرت صحيفة “تلغراف”.

تُظهر هذه الصور “هنية واثني عشر من رجاله وهم يرتدون أزياء ملحوظة النظافة والترتيب، وهم يشاهدون مشاهد الرعب التي تبثها القنوات التلفزيونيّة، قبل أن يتجمّعوا ويتّجهوا معًا لأداء الصلاة على سجاد كثيف.”

وعلى بعد بضع دقائق بالسيارة من “الجناح الفاخر” لقائد حماس تقع قاعدة “عديد” الجويّة، وهي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، ومقر القيادة المركزية للقوات الأمريكية في المنطقة، كما أشارت الصحيفة البريطانية.

واشتهرت قطر بدورها كـ “حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي” (الناتو) من قبل الولايات المتحدة. ومع ذلك، هناك تناقضات وجدل بشأن دعمها لأفراد وجماعات يتم اعتبارهم إرهابيين من قبل بعض الدول كحال “حماس”.

ويحظى هذا الموضوع بانتقادات وجدل دولي، حيث يروّج بعضهم لدور قطر في تسهيل الحوارات والمفاوضات بين الأطراف المتعارضة، بينما ينتقدها آخرون بسبب دعمها للجماعات المتطرفة.

وفي تبيان لهذه التناقضات يمكن ذكر الآتي: قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بزيارة للدوحة في 13 تشرين الأوّل الجاري، ثم أتى بعده وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في 15 تشرين الأوّل نفسه.

وكان قد تمّ تشكيل المكتب السياسي لحماس الذي يتزعمه هنية في العام 2017، وهو يتألف من 15 عضوًا، وجرى نقله في العام 2012 من سوريا إلى قطر بموافقة الولايات المتحدة، وربما بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية، من أجل التواصل وتحقيق السلام والهدوء في المنطقة، وليس التحضير لأي نوع من أنواع الحروب، وفقًا لوزير الشؤون الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي كان يتحدّث عن الموضوع وبجانبه أنتوني بلينكن.

تهدف قطر إلى أن تصبح “أساسية” في العديد من القضايا الدولية، وهذا ما يلخصه توماس جونو، أستاذ مشارك في مدرسة الشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، فسياسة قطر الخارجية تعتمد على فكرة أن البلاد مستعدة للتحدث مع الجميع، فعندما تحتاج الولايات المتحدة إلى التحدث مع حماس تصبح قطر مفيدة للغاية.

لدى القادة القطريين “تعاطف حقيقي” مع قضية الشعب الفلسطيني، ولكنّهم يظهرون أيضًا “عقلانية قويّة” ليكونوا شريكًا لا يمكن تجاهله. وهذا “أفضل وسيلة لضمان بقاء قطر”، إذ تعتبره حماية لنفسها من إيران والمملكة العربية السعودية، وأيضًا، وفقًا لتقرير Foreign Policy، لحماية نفسها من جزء من العائلة الحاكمة التي يعتبره البعض “يسعى للانتقام” من الانقلاب الناجح الذي قاده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في العام 1995.

الفنادق الفاخرة في الدوحة تبدو على وشك أن تصبح “فنادق للمستبعدين”، كما تشير CBCالتي تذكر أنه في شباط 2020، جرت مفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في “فندق شيراتون غراند الدوحة للمؤتمرات” في الدوحة بشأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، قبل سقوط كابول في أغسطس 2021. وكان مكتب الإدارة السياسية لحركة طالبان قد انتقل إلى الدوحة أثناء الحرب الأمريكية في أفغانستان، كما أشير إليه في The Messenger .

وأشارت وسائل الإعلام الأمريكية أيضًا إلى جهود وساطة “فاخرة” خلال النزاعات في دارفور واليمن.

بعد الهجوم في 7 تشرين الأوّل 2023، يبدو أن قطر تركّز جهودها على أزمة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وذلك من خلال العمل الجاد بهذا الصدد. وكان قد تم تأكيد دور قطر كوسيط رئيسي للإفراج عن الرهائن في الشرق الأوسط في أيلول الماضي بعد إطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين من السجون الإيرانية، في مقابل نقل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية عبر قطر.

إن تأثير قطر يمتد أيضًا إلى المجالات الدولية الأخرى، وهذا ما يشرحه جزء من الصمت النسبي للانتقادات الإسرائيلية تجاه قطر، على الرغم من تمويلها السخي للمنظمة الفلسطينية.

إنّ إسرائيل بحاجة إلى قطر للمساهمة في الإفراج عن الرهائن، حيث يقول نادر هاشمي، أستاذ في جامعة جورجتاون في واشنطن: “إسرائيل بحاجة إلى أن تعمل قطر على إطلاق الرهائن. ليس هناك من يمكنه القيام به غيرها”.

وعلى الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل وقطر، إلا أن البلدين يحتفظان بـ “عديد من جهات الاتصال غير الرسمية”.

لا يبدو أنّ قطر ترسم خطًا أحمرًا بالنسبة للعنف المرتبط بحماس التي وتموّلها بمئات الملايين من الدولارات سنويًا، وفقًا لصحيفة بوسطن غلوب: “بشكل أكبر من إيران، قطر ساندت الإمبراطورية العسكرية لحماس في قطاع غزة”. هذا “لعب مزدوج أخلاقياً ومذموم بشكل كبير”، وهو “صفعة” للولايات المتحدة.

ويطالب بعض منتخبي الحزب الجمهوري الرئيس جو بايدن بعدم الاكتفاء بالعقوبات المالية ضد قادة حماس بل وجوب الضغط على الدوحة من أجل تسليم قادة حماس الذين يتواجدون ليحالوا إلى لعدالة.

ولكن، على الرغم من وجود وسائل ضغط على قطر لدى الولايات المتحدة، يبدو أن هذا السيناريو غير ممكن بشكل كبير في الوقت الحالي، وذلك لأنه ليس هناك اتفاقات تسليم بين قطر والولايات المتحدة.

وتختتم مجلة Foreign Policy بالقول: “إن السماح للقطريين بأن يسمحوا لقادة حماس وجماعة الإخوان المسلمين بشرب الشاي في “فور سيزون” والتجوّل على الكورنيش ليس بالأمر المستغرب… إن تضاعف المواقف لديهم يمثل مصدر قوة وتأثير ومكانة. المشكلة هي أن واشنطن تسمح لهم بفعل ذلك.

“كورييه أنترناسيونال”

المقال السابق
السجائر الإلكترونية: نفايات خطرة يستحيل تدويرها!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

بالصوت والصورة/ "جبهة المقاومة" تنصّب "الشيطان الأكبر" حكمًا بينها وبين "الشيطان الأصغر" في لبنان وسوريا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية