أعلنت شركة أبل للتكنولوجيا أنها ستدعم خدمة “سيري” الصوتية الخاصة في أجهزتها بخدمات الذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي” التابعة لشركة أوبن إيه أي للتكنولوجيا، وذلك في إطار سعيها للحاق بركب سباق المنافسة على خدمات الذكاء الاصطناعي.
وجاء ذلك خلال المؤتمر السنوي للشركة والذي أعلنت فيه عدداً من التطويرات على منتجاتها.
ويعد الإعلان جانباً من التعديلات التي أدخلتها الشركة كنوع من الذكاء الاصطناعي الشخصي، الهادف لتسهيل تصفح العملاء أجهزتهم بشكل شخصي..
وستسمح الخاصية الجديدة للمستخدمين الدخول على خدمات تشات جي بي تي للذكاء الاصطناعي من أجهزتهم بواسطة نظام التشغيل ماك ونظام جهاز آيفون، بعد الشراكة بينها وبين شركة أوبن إيه أي.
ويمكن استخدام الخاصية الجديدة في خدمات أخرى مثل كتابة الرسائل النصية بأنواعها المختلفة، وسوف تكون النسخة التجريبية متاحة خلال أشهر قليلة.
لكن إيلون ماسك، مالك شركة تسلا ومنصة إكس، تويتر سابقا، قال إنه قد يمنع استخدام هواتف أبل في مقرات شركاته بسبب ما قال إنه “مخاطر أمنية معلوماتية”. وقال ماسك على منصة إكس “لا تملك أبل أي فكرة عن خطورة ربط معلومات عملائها بشركة أوبن إيه أي للذكاء الاصطناعي، إنهم يبيعونكم”.
وأصبحت أبل مضطر ة لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها بعدما سبقها منافسوها في هذا المضمار.
وقد تخطت شركة مايكروسوفت شركة أبل كأكثر شركة قيمة في العالم، مطلع العام، ثم تخطتها شركة نيفيديا أيضا مطلع الشهر الجاري.
وقال بن وود كبير المحللين في شركة “سي سي إس إنسايت” إن التطوير الأخير لأبل “قد يقلل من توتر المساهمين في الشركة” إلا أنه قد يكشف عن مشاكل أعمق بسبب الذكاء الاصطناعي.
وأضاف لبي بي سي “في الواقع هذا اعتراف من أبل بقصور نظام تشغيلها، حيث سيحل تشات جي بي تي محل سيري في مساعدة العملاء”.
وكانت أبل بعيدة عن المنافسة خلال فترة تقديم منافسيها خدمات جديدة متعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وقال المدير التنفيذي لشركة أبل تيم كوك للمساهمين في أبل العام الماضي، إن الشركة ستستخدم الذكاء الاصطناعي ولكن بحذر.
ما هو “ذكاء أبل”؟
ليس “ذكاء أبل” تطبيقاً ولا منتجاً تقدمه.
لكنه سيكون جزءاً من كل تطبيق أو خدمة تقدمها الشركة، سواء كانت برامج مساعدة كتابة النصوص، أو كتابة المذكرات أو حتى تحديد المواعيد الخاصة بك طوال العام.
وبذلك تصبح الخدمة مشابهة لخدم ة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي “كوبايلوت” لكن لن يكون على المستخدمين الدفع مقابل الحصول عليها.
وسوف تحل الخدمة التي ستكون أكثر قابلية على التحاور، محل خدمة سيري التي قدمتها أبل عام 2010، لمساعدة المستخدمين على تصفح أجهزتهم بشكل أيسر.
وكانت الشركة مهتمة بتطمين المساهمين على الضمانات الأمنية في أجهزتها خلال المؤتمر السنوي.
وسيتم تقديم عمليات البحث البسيطة على أجهزة أبل نفسها بينما العمليات الأكبر التي تحتاج طاقة أضخم سيتم نقلها عبر خدمات “كلاود” دون تخزين معلومات عليها كما أعلنت الشركة.
ويعد هذا الأمر هاماً لعملاء أبل الذين يدفعون اشتراكات للشركة مقابل خدمات أمنية.
وقال نائب مدير أبل كريغ فيدريجي “النظام الجديد يضغ نماذج تشغيلية في قلب كل جهاز آيفون أو أي باد أو ماك”.
وأضاف “يتهدف ذلك إلى تقديم خدمات متوافقة مع نمط استخدامك الشخصي، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لمساعدتك والحفاظ على أمن الجهاز في الوقت نفسه”.
ماذا يعني الاتفاق؟
كان دمح تشات جي بي تي في منتجات شركة أبل أمراً متوقعاً رغم أنه ليس أمراً معتاداً بالنسبة للشركة التي توفر الحماية لأجهزتها بنفسها.
وواجهت شركتا مايكروسوفت وغوغل مشاكل بسبب أخطاء الذكاء الاصطناعي، خلال الأشهر الماضية، حتى أن غوغل سحبت الخدمة بعد أشهر من تقديمها بسبب المشاكل التي وقعت.
ولسنوات طويلة رفضت أبل السماح لعملائها بتحميل تطبيقات من خارج متجرها لأسباب كانت تعلن أنها أمنية، ورفضت أيضا إتاحة متصفحات للإنترنت غير سفاري لنفس السبب.
لكنها اضطرت لتغيير سياستها بسبب قوانين الاتحاد الأوروبي التي تمنع الاحتكار.
لكن هل يعد ذلك اعترافاً من أبل بصعوبة المنافسة مع تشات جي بي تي؟
لو كان الأمر كذلك سيخبرنا القرار الكثير من المعلومات حول سبب قوة أوبن إيه أي.
وقالت الشركة إنها تسعى للمزيد من الشراكات في المستقبل. وأعلنت أبل أنها ستقدم نظارتها الخاصة بالواقع الافتراضي، “فيجين برو” في بريطانيا وأوروبا الشهر المقبل.
كما أعلنت الشركة خدمات جديدة بينها:
• الرسائل النصية عبر الأقمار الاصطناعية. • • جدولة إرسال الرسائل في أوقات لاحقة. • • استخدام الإيماءات بالرأس لتوجيه أوامر لسماعات “ايربودز برو”. • • تطبيق خاص بكلمات السر. • • إمكانية إخفاء بعض التطبيقات.