تصدر في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر أغنية جديدة لـ”بيتلز” مُسجّلة ومُعدَّلة بفضل برنامج للذكاء الاصطناعي، بعد أكثر من 53 سنة على انفصال أعضاء الفرقة البريطانية، وفق ما أعلن العضوان فيها بول مكارتني ورينغو ستار.
تُقدم أغنية “ناو إند ذن” على أنّها “آخر عمل لفرقة بيتلز الشهيرة كتبها وغناها جون لينون، ثم طوّرها وعمل عليها بول مكارتني وجورج هاريسون ورينغو ستار، وأكملها أخيراً بول ورينغو بعد أكثر من أربعة عقود”.
ومن المنتظر أن يتم طرح نسخة مسجلة ومعدلة منها بفضل الذكاء الاصطناعي في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني، حسبما أعلن اليوم (الخميس 26 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023).
وجرى استنباط الأغنية الجديدة استناداً إلى نسخة أوليّة لها سجّلها جون لينون في سبعينات القرن العشرين داخل شقته في نيويورك. وبعد وفاته عام 1980، أعطتها أرملته يوكو أونو عام 1994 لأعضاء الفرقة الآخرين. فأعاد هؤلاء العمل عليها وإكمالها لكنّهم لم يتمكّنوا من إصدارها لأنّ التقنيات التي كانت مُتاحة لهم لم تُبرز صوت جون لينون بنوعية جيدة.
كيف أبصر مشروع الأغنية النور؟
وأبصر مشروع الأغنية الجديدة النور من خلال مسلسل وثائقي يحمل عنوان “ذي بيتلز: غيت باك” أخرجه بيتر جاكسون عام 2021. ثم استخرج مخرج “لورد أوف ذي رينغز” صوت لينون من أحد الأشرطة فاصلاً اياه عن موسيقى البيانو بمساعدة تقنيات جديدة.
وقال مكارتني في البيان الذي أُعلن فيه عن إصدار الأغنية “بتنا أمام صوت لجون واضح بصورة كبيرة”. وتابع الموسيقي البالغ 81 عاماً “كان الأمر مؤثراً جداً، خصوصاً مع سماع صوته على خلفية إيقاعاتنا. إنها أغنية فعلية لفرقة بيتلز”.
وأُضيفت إلى النسخة الأولية الأساسية موسيقى عزفها على غيتار كهربائي وصوتي سنة 1995، جورج هاريسون الذي توفي عام 2001. وتم إنجاز الأغنية خلال العام الفائت في أحد استوديوهات لوس أنجليس، من خلال مزج إيقاعات كل من رينغو ستار على الدرامز وبول مكارتني على البيانو، مع أداء مكارتني وستار. ويقول رينغو ستار (83 عاماً) “إن الأغنية مؤثرة جداً لنا. فكأنّ جون لا يزال معنا”.
في نيسان/أبريل 1970، وبعد ستة أشهر من صدور ألبوم “آبي رود” وقبل شهر من طرح “ليت إتِ بي”، أعلنت بيتلز انفصال أعضائها الأربعة. وأصدرت الفرقة خلال السنوات العشر قبل انفراط عقدها 14 ألبوماً تصدرت المبيعات، وبيعت أكثر من مليار نسخة من أسطواناتها.
شغف عالمي لم يختفِ أبدا
ورغم رحيل لينون عام 1980 وهاريسون عام 2001، لا يزال الشغف بـ”بيتلز” قوياً في مختلف أنحاء العالم. وسبق أ ن مكّنت قدرات الذكاء الاصطناعي عدداً من المعجبين من جمع أعضاء الفرقة مجدداً أو استخدام صوت مكارتني شاباً في أغنيات حديثة له.
وكان مكارتني كشف عن مشروع الأغنية الجديدة في حديث إلى “بي بي سي” في حزيران/يونيو. وقال آنذاك “نحضّر لأغنية ستكون الأخيرة لفرقة بيتلز، مستنبطة من نسخة أولية أنجزها جون (لينون)”، مضيفاً “نجحنا في الحصول على صوت جون وتنقيته باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لمزج مكوّنات الأغنية”.
ولم يكشف مكارتني في المقابلة اسم الأغنية لكنّ “بي بي سي” رجّحت أن تحمل عنوان “ناو أند ذن”. ولم يكن وجود النسخة الأولية مخفياً كما لم يخف مكارتني رغبته في إحيائها. لكنه دأب على القول إن المشروع لم ينجح بسبب معارضة جورج هاريسون الذي لم يكن يحبّ النسخة.
وستصدر الأغنية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عند الساعة 13,00 ت غ. وفي الليلة التي تسبق ذلك، سيُطرح عمل وثائقي مدته 12 دقيقة عبر قناة يوتيوب الخاصة بالفرقة البريطانية. وسيصدر في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، عملان من ألبوماتهم استُكملا من مقاطع موسيقية إضافية.