"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

قرفُ...التطرُّفَيْن!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023

عندما تكون في محضر المتطرّفين يستحيل أن تنجو بنفسك، إن كنتَ تحمل تصوّرًا مختلفًا عنهم، فأنتَ إن أعربتَ عن رؤيتك للأمور بما لا يتناسب وأهداف هؤلاء، تصبح مشروع شهيد، إمّا بالإغتيال أو بتهمة العمالة أو بالإضطهاد.

هؤلاء المتطرفون موجودون في كلّ مكان، ولكنّهم كثرة طاغية في منطقتنا، فهم ظهروا بأبشع صورهم في جلسة الكنيست الإسرائيلي ، يوم الإثنين الماضي عندما تحوّلت مداخلات ذوي الرهائن ضد قانون “إعدام الإرهابي” دليلًا على أنّهم “ينتمون الى حماس وليس الى إسرائيل” و”أنّهم وقود الإرهاب وليسوا مناصرين للدفاع عن وطنهم”.

وهم موجودون بطبيعة الحال بيننا، فإن لم تلتزم بما يقوله “حزب الله” وما يريده “حزب الله” وما يخطط له “حزب الله” فأنت تخدم إسرائيل وتشاركها في جرائمها بحق أطفال غزة، وما الهجوم التخويني المعيب الذي استهدف صحافيين وسياسيين وناشطين لبنانيين، في الآونة الأخيرة، سوى رأس جبل الجليد.

وهذا النوع من التطرّف لا يعرف حدودًا، فهو يقف وراء اغتيال الصحافيين وقادة الرأي والشخصيات السياسيّة البارزة التي نتذكر منها، قبل استقلال لبنان وفيه، الوزير بيار الجميل ورئيس الجمهورية رينيه معوّض.

هؤلاء المتطرفون لو كانوا يستطيعون لحبسوا الهواء عمّن لا يصفق لهم ولا ينشد لهم ولا يصطف خلفهم.

إنّ المآسي التي تعصف، في هذه الأيّام بالفلسطينيين بالدرجة الأولى وباللبنانيين بالدرجة الثانية وهي ستبقى تعصف بالعراقيين والسوريين واليمنيين والإيرانيين، ليست سوى صنيعة هؤلاء المتطرفين الذين يحتقرون الحياة ويستغلون الأبرياء ويستسهلون الحرب ولا يعنيهم سوى أن يرفعوا رايات النصر على تلال من جثث وركام!

ما من قضية مهما كانت محقة يمكنها أن تقنعنا بأنّ التطرف هو الطريق المناسب للوصول اليها، لأنّ المتطرف لا يكتفي بانتصار واحد فهو يفتعل كل يوم حرب، ليحصد كل يوم انتصار، فهناك من يدمن على النيكوتين والكوكايين والهيرويين والكحول، ولكن الأخطر منهم هؤلاء الذين يدمنون على حصد الإنتصارات بالدماء والدمار والتشريد، لأنّ أهدافهم لا علاقة لها بالناس وبالوطن، بل بأنفسهم وبأفكارهم.

وما من متطرف أفضل من متطرف، فهؤلاء جميعهم يعيشون على جرائم بعضهم البعض الآخر. هم لا يبكون عند وقوع حدث جلل بل يفركون أياديهم حبورًا، لأنّ تطرفهم أخذ مشروعية جديدة.

دققوا في خطاباتهم، فهم لا يقيمون أيّ اعتبار إلّا لبعضهم البعض. عداء هذا يخدم عداء ذاك.

لا تحتاج إسرائيل لمواصلة حربها على الفلسطينيين إلّا لمزيد من أقوال “الحرس الثوري الإيراني” وأعتى المزايدين في “حركة حماس”، ولا يحتاج “محور المقاومة” لفرض قواعده التدميريّة إلا لأقوال المتطرفين الصهاينة ممّن يدعون الى تفريغ قطاع غزة من سكانه وممّن يريدون قصفهم بقنبلة نووية.

إنّ هؤلاء المتطرفين قرف ابتلينا به!

المقال السابق
ما هي الأقوال المنسوبة الى نصرالله ونفاها "حزب الله"؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية