"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

قرارات ترامب تعين إسرائيل على متابعة حربها ضد حزب الله

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 26 يناير 2025

أعاد دونالد ترامب الحياة الى خط تزويد إسرائيل بأخطر القنابل على الإطلاق، بعدما كان قد منعها عنها سلفه جو بايدن، في سياق ضغوطه عليها لتخفف من العراقيل التي تضعها وتحول دون وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان. ترامب أعاد الى إسرائيل القنابل “المرجوة” وهي بزنة 907 كيلو غرام.هذه القذائف التي قتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ووريثه هاشم صفي الدين ودطت مخازن الصواريخ في أكثر من منطقة في لبنان وغزة.

وهذا يعني أنّ إسرائيل تمكنت من إعادة تزخير مخازنها ب1800 قنبلة خارقة لأقوى التحصينات، والأنفاق، ناهيك عن تلك التي طلبت من مصانعها الخاصة إنتاجها، لتوفر لها الإستقلالية التذخيرية.

واستتبع ترامب هذه الخطوة بخطوة أكثر دراماتيكية، إذ بدأ يضغط على الأردن ومصر، لاستقبال فلسطينيين يجب أن يغادروا غزة، متماهيا بذلك ليس مع بنيامين نتنياهو فحسب بل مع صقور اليمين الاسرائيلي، ايضا.

وكان قد استبق هاتين الخطوتين برفع العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على قادة عصابات المستوطنين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وكان تتويج كل هذه التقديمات لإسرائيل، بالموافقة على أن يمدد الجيش الإسرائيلي بقاءه في عدد من المناطق في جنوب لبنان، بحجة أنّ شروط الإنسحاب الإسرائيلي الكامل لم تتوافر في مهلة الستين يوما التي انقضت، الأحد.

كل هذه الوقائع، تشكل حقيقة واحدة مفادها أنّ إسرائيل باتت جاهزة، عسكريا واميركيا، لمعاودة الحرب في كل من لبنان وغزة، إن توافرت الحجج المقنعة للبيت الأبيض الذي يعمل سيده الجديد على تمهيد الأرض من أجل إرساء استقرار مستدام في الشرق الأوسط، وإضعاف إيران الى المستوى الذي يضطرها فيه الى الموافقة على شروط تسوية تمنع عنها الحرب التي تتمنى اسرائيل شنها ضدها.

وكان لافتا للإنتباه أن إسرائيل، وبتوقيت متزامن، تعاطت مع حزب الله ومع حماس، كما لو كانا يخرقان الإتفاقين المعقودين لوقف إطلاق النار، ولم تتردد في هدر الدماء، لا سيما في لبنان حيث، ومن أجل تثبيت كلمتها، أسقطت بنيرانها في جنوب لبنان، الأحد، عشرات الشهداء والجرحى، بالإضافة الى أسر عدد من الشباب.

وهذا يعني أنّ إسرائيل ترقص على حافة الحرب، ولكن ينقصها، حتى تاريخه أن يلاقيها الطرف الآخر. في لبنان، الطرف الآخر هو حزب الله. الحزب يبدو أنه يهرب من الدعوة الى حافة الهاوية، ويدفع الدولة اللبنانية في هذا الإتجاه، مع علمه أنها غير مؤهلة، على كل الصعد لتقود مواجهة مع إسرائيل. الحزب لا يريد أن تفعل الدولة ذلك، ولكنه يريد أن يستفيد من عقدة النقص لديها حتى يأخذ حجة لعدم تسليم سلاحه، ولعدم تشكيل حكومة تتعهد، وفق ما هو متفق عليه، بالتخلي عن جناحه العسكري الذي يطلق عليه إسم “المقاومة”.

ولكن من الواضح أنّ إسرائيل التي تضاعفت قوتها مع وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض، لن تسمح للحزب بذلك، وستكون واشنطن الى جانبها، في ذك.

كل ذلك يعني أن حزب الله إن لم يستسلم لإرادة القرارات الدولية التي تنزع منه سلاحه سوف يجد نفسه يواجه، ومن دون تحصينات هذه المرة، ومن دون الخلفية السورية، مجزرة جديدة، تجعله يدفع في الميدان ما يرفضه أن يسلّمه للدولة اللبنانية!

المقال السابق
بداية عام الثعبان الصيني.. لمن من الأبراج سيظهر مودّة أعظم؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

الفوارق الحديثة بين لبنان سوريا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية