"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

قناة تلفزيونية لبنانية تخاطب بقسوة وزير"الثقافة الظلامية"

نيوزاليست
الاثنين، 4 سبتمبر 2023

في مقدمة نشرتها الإخبارية ردت قناة “أل.بي.سي” التلفزيونية بقسوة على وزير الثقافة محمد المرتضى. وجاء في موقفها الآتي:

هدئ من روعك السيد وزير الثقافة. للتذكير، عل الذكرى تنفع المؤمنين.

أنت وزير في حكومة نالت الثقة من مجلس نيابي انتخبه الشعب، ولست “رئيس تشخيص مصلحة النظام”، كما هي الحال في إيران ، ولا “مطاوعا، كما كانت الحال في السعودية، والذي يقتصر دورهم اليوم على أن يكونوا حراسا على المساجد والجوامع، ولا رئيس شرطة الآداب في وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” كما هي الحال اليوم في افغانستان تحت حكم طالبان. أنت وزير تتقاضى راتبك من أموال المكلفين أي من أموال الشعب، لتطبق القوانين المرعية الإجراء خصوصا أنك قاض يفترض فيه ان يحكم بالعدل وبموجب القوانين. هدئ من روعك السيد وزير الثقافة.

فعلتها مرة حين ضربت على طاولة مجلس الوزراء، متوعدا ب ” قبع ” المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ، القاضي طارق البيطار. إن لغة “القبع” التي استخدمتها في مجلس الوزراء، لا تليق بمقامك وزيرا أو قاضيا.

هدئ من روعك السيد الوزير، بيننا القانون فاحتكم إليه، أما أن القانون لا يعجبك، فاعمل على تعديله، لا على تطبيق ما هو غير موجود فتحاول “تطبيقه” بالتهويل والتخويف.

السيد الوزير، تتلطى خلف بكركي والمطرانين عبد الساتر والعنداري، بداية لا تستطيع ان تزايد علينا في حرصنا على المراجع الدينية والمقامات الدينية من بكركي ودار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومشيخة العقل. بالتوازي، نحن حريصون على الدستور وعلى القوانين المرعية الإجراء، لا نستخدمها لنتطلى خلفها وغب الطلب، لا تستطيع ان تأخذ من بكركي ما يناسبك وتهمل ما لا يناسبك، نادت بكركي بالحياد، فلماذا لم تأخذوا بالحياد؟ موقف بكركي ليس MENU A LA CARTE تختارون منه ما يناسبكم. السيد الوزير، مشكلتك مع القانون اللبناني وليست معنا، عالج مشكلتك ثم توجه إلينا . وأدهى ما لفتنا في بيانك السيد الوزير قولك ” إن اهتمامكم الطارئ المفاجئ بالثقافة أمر حميد”، هذه سقطة لم نكن نتمنى أن تقع فيها : هل في ذاكرة وزارة الثقافة التي أنت على رأسها اليوم، ما قدمته شاشتنا منذ ثمانية وثلاثين عاما، وعلى سبيل المثال لا الحصر “لبنان الدايم” بصوت وصورة المؤرخ اللبناني، رئيس الجامعة اللبنانية، التي انت تلميذها، الدكتور فؤاد افرام البستاني؟ هل أتاح لك وقتك أن تتابع أيضا البرامج الثقافية على هذه الشاشة: من نقطة عل الحرف إلى جذور لبنان إلى وجوه من بلادي إلى كبارنا إلى نادي النوادي؟ إلى استديو الفن الذي كان فيه حيز كبير من الثقافة والتراث والشعر؟ هل تابعت يوما برنامج “المميزون” الذي كان ثقافيا بامتياز؟ هذا غيض من فيض البرامج التي زينت شاشتنا ثقافة ، ولا يتسع المجال هنا لذكرها كلها، وما فعلته هذه الشاشة أكبر بكثير بكثير من إنجازاتك الثقافية، إذا وجدت، في وزارة الثقافة، إلا إذا اعتبرت أن الإطلالات الإعلامية إنجازات ثقافية.

السيد الوزير، البادي أظلم، فرق كبير بين شاشة تشع وبين وزير يريد ان يعيدنا إلى عهد الظلامية.

مرتضى

وكان المكتب الإعلامي لوزير الثقافة في حكومة تصريف قد رد على تقرير ورد بالأمس في نشرة محطة LBC المسائية وتضمن “تهجما على وزير ووزارة الثقافة لموقفهما المعارض لحملات الترويج للشذوذ”.

وجاء في بيان الرد:

“جانب إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال الموقرة،

وصلنا مضمون التقرير الذي بث بالأمس في سياق نشرة أخباركم المسائية ووقفنا على مضمونه، فاضطررنا إلى الرد عليه وطلب إذاعة الرد في النشرة عينها حيث أذيع ذاك التقرير عملا بحق الرد المكفول بمقتضى قانون المطبوعات.

لكم حتما مراسلون في الديمان، وبالقرب منكم مركز مطرانية كسروان المارونية. فاسألوا صاحب الغبطة البطريرك الراعي وسيادة المطران نبيل عنداري عن رأيهما في محتوى تقريركم وما تدعون إليه فيه، وذلك لا لشيء، إلا لاستكمال صور الوزير مع مرجعيات دينية أخرى.

أما عن وزارة الثقافة ودورها، فهي أبعد ما تكون عن اهتمامات القيمين على نشرتكم الإخبارية، والدليل أنهم لا يغطون أي مناسبة ثقافية إلا إذا كانت منصة لسياسة معينة. مع التنويه بأنكم تعلمون أن وزير الثقافة زرع أرض الجمهورية اللبنانية بالحراك الثقافي شبرا شبرا، ورعى وحضر وحاضر في المنتديات والمكتبات العامة والمراكز الثقافية والمعارض والمسارح وسواها، في لبنان وخارجه، ولم يتأخر في دعم أي نشاط ثقافي إبداعي حر، كما أقام مناسبات وطنية جامعة وموحدة، كعيد البشارة وعيد الاستقلال وعيد الميلاد وبشراكة خاصة مع محطتكم أي مع LBC؛ فكيف لمعدي التقرير أن يطمسوا هذا الواقع الثابت؟؟!!!.

إن كان معدو النشرة والتقرير لا يعرفون بذلك، فليعودوا إلى الوكالة الوطنية للإعلام وإلى صفحة وزارة الثقافة على موقع فايسبوك، وإلى أرشيف ال LBC، يتبين لهم أن الوزير قام بكل ما نسبوا إليه جورا عدم القيام به.

وبكل حال إن اهتمامهم الطارئ المفاجئ بالثقافة أمر حميد، لكن إذا كان مرده إلى موقف الوزير من الالتزام بالدستور والقيم الإيمانية والأخلاق العامة، وتحديدا موقفه من الإعلان المروج للشذوذ الذي نشرته المحطة “المتمرمرة”، وإلى المنافحة عن هذه المحطة وبرنامجها الترويجي، فليعلم هؤلاء المعدون أن لا حملتهم ولا سواها ستغير شيئا في مواقف الوزير بل ستذهب هباء منثورا، وليتذكروا على الدوام قول الشاعر: “فإنما الأمم الأخلاق.

أما بالنسبة للحرية التي تلطى بها معدو ذلك التقرير فما عليهم إلا أن يراجعوا ما قاله أمس بشأنها سيادة المطران العنداري باسم غبطة البطريرك الراعي وهو الموقف الذي ينسجم مع موقف وزير الثقافة؛ قال المطران العنداري: ” “الحرية الحقيقية لا تعني التفلت والإنفلاش، ولا تعني التضليل والإفتراء والتشهير، فالمراجع الإنسانية والدينية والأخلاقية والوطنية تساعد على استخدام الحرية بطريقة سليمة وصحيحة ومسؤولة. ولا تخضع للنزوات والهرطقات والشيطنات الغريبة عنا تحت ستار التطور.”… إنها تحركات ليست من الحرية بشيء،… بل تخدم أهدافا خبيثة لقوى ظلامية غايتها الإفساد.

وفي الختام، نلفت جانب إدارتكم الموقرة أننا وبصدق نكن لمؤسستكم أعلى مشاعر الإحترام والتقدير، ونعتبرها مختلفة نوعيا ومقاربة عن الدكاكين المأجورة المعروفة، لكن اعلموا أن في مؤسستكم “في رخيص” جرى تكليفه بمحاولة المس “في غالي” لكن هيهات “ما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض…فيه “.

المقال السابق
لجنة "حوارية" بين "حزب الله" و"التيار الوطني"
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

نتنياهو عقب الغارة: أفعالنا تتحدث عن نفسها

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية