قال سياسي مخضرم إنّ النيات التي أعلنها رئيس الجمهورية جوزاف عون، في خطاب القسم، “حميدة”، ولكن الحكم لها أو عليها يقتضي بداية انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، فإذا أحيت المعادلات السابقة فهذا يعني أنّ النيات الطيبة ستكون في ضفة والقدرات التنفيذية في ضفة أخرى.
وأشار الى أنّ إدخال الحكومة في لعبة المحاصصة سيبقي البلاد في مرض المحسوبيات، ولذلك فإنّ على القوى الداخلية والعربية والدولية التي نجحت في تحشيد 71 نائبا مؤيّدًا لعون في الدورة الأولى من الجلسة الإنتخابية، أن تكثف ضغوطها من أجل الوصول الى حكومة تعكس معادلات التغيير في البلاد، فرئيس الجمهورية مهم ولكن اهميته لا تكتمل من دون أن تكون للتوجهات التي رفعها وحازت على ارتياح محلي وخارجي مدعومة بحكومة تملك التوجه نفسه.
وقال هذا السياسي: إذا كانت طبيعة العماد عون تستلزم توفير أكثر من 86 نائبا له ليكون رئيسا للجمهورية، فإنّ إكمال طريقه لا يستدعي أبدًا أن يكون العدد نفسه متوافرا للحكومة، إذ تكفيها الأغلبية المطلقة، أي 65 نائبا.
وأشار الى أنّ العوامل التي ضغطت لتسير معظم القوى السياسية مع قرار انتخاب عون، هي نفسها التي ستدفعها الى الرضوخ لدعم حكومة مميّزة، لأنّ لهذه الحكومة طبيعة خاصة نظرا للتحديات الملقاة على عاتقها وهي توفير ما يلزم من أموال لإعادة إعمار ما هدمته الحرب التي تسبب بها حزب الله وإنهاض الإقتصاد الذي هدمه أقوياء الطبقة السياسية، وتثبيت المظلة الدولية لوضع حد نهائي للحرب ومخاطر إعادة نشوبها.