رياض قهوجي لـ"نيوزاليست": "حزب الله" يشن هجمات عبر "حماس" بالوكالة عن "الحرس الثوري"!
في أقل من 24 ساعة، ظهرت الصواريخ على الحدود الجنوبية ثم اختفت، بعد رسالة مبطنة و”جس نبض” بين أذرعة “حزب الله” الفلسطينية على الأراضي اللبناني ة والجيش الاسرائيلي الذي يصارع على جبهة غزة ،حيث ارتفع منسوب التوتر مع “حركة حماس” على خلفية اقتحام المسجد الأقصى، وفق المتابعين عن كثب لمجريات الأوضاع في المنطقة.
من خلف الستار، واكب “حزب الله” العملية “الفجائية” بصمت، اختصر “ضلوعه” المباشر باطلاق صواريخ من داخل رقعة سيطرته، وهو ما أكده مدير “مؤسسة الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري” الخبير العسكري رياض قهوجي لـ”نيوزاليست” إذ أوضح ” أن ما حصل جنوباً هو رد ذكي من “حزب الله” على الهجمات التي تُشن على منشآت الحرس الثوري، والقواعد التابعة له في سوريا، عبر استخدام “حماس” والفلسطينين في حربه بالوكالة عنهم”.
وجزم “بأن الهجوم هو للقول بأن لا علاقة لحزب الله بما قامت به هذه المجموعات الفلسطينية، ولكنه في نفس الوقت محاولة لخلق نوع من الرابط بين ما يحدث في فلسطين والساحات الأخرى، عبر ربط الجبهات ببعضها البعض، أي جبهة غزة مع جبهة شمال إسرائيل مع سوريا ولبنان، على قاعدة أن ما يجري داخل القدس يعني الجميع “.
وأشار قهوجي الى أنه “بالتالي سيكون للفلسطينين الذين يدورون في كنف إيران ردهم، والحزب سيغض الطرف ويسمح للفلسطينين بإستخدام الجنوب كمنصة من أجل تحقيق هدفه، على الرغم من أنه يحتكر عمل المقاومة في الجنوب ولا تستطيع ا ي جهة أخرى القيام بأي عمل ضد إسرائيل دون سماحه له بذلك”. واعتبر أن “التداعيات ستتبلور بشكل أكبر مع رد الفعل الإسرائيلي وحجمه وشكله، والتعاطي المحلي والاقليمي والدولي وكيفية التفاعل مع ما حصل وما إذا كانت ستعطيه مكسباً سياسياً داخلياً أو خارجياً، أم سيكون رد فعلها عكسي”.
ما بعد “جولة” الصواريخ في الجنوب لن يكون كما قبلها، وفق قهوجي الذي ختم بالقول:” نحن نشهد تجربة قد تفتح الأفق لدور جديد، والواضح أن الطرف الإسرائيلي لا يريد التصعيد بإتجاه لبنان، ولكن سيكون التصعيد أكبر داخل الأراضي الفلسطينية، وبالتأكيد في الساحة السورية التي تُركّز عليها إسرائيل أكثر “.