"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

قدرُنا...الملعون!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 19 أكتوبر 2023

مهما كان اسم البلد الذي ننتمي إليه في هذا الشرق، فنحن مصابون بلعنة الحرب!

السلام في حياتنا ليس أكثر من هدنة، لأنّ كلّ من يسعى إليه يصاب بضعف بنيوي سرعان ما ينهيه ويعزله!

فترات الهدوء التي نمرّ بها تخدعنا، وتجعلنا نتوهّم أنّ ما نحن عليه من رخاء هو الدائم وما مرّ علينا من أهوال كان مؤقتًا!

لكن، فجأة نستيقظ على حقيقة ما نحن عليه، فتعود الأزمات، ويسود الدماء، ويعمّ الخراب، ويتضخّم القلق!

لا أحد يغشّنا. نحن لدينا الرغبة في أن نكذّب على أنفسنا: نرى المتطرّفين فنغض الطرف، نرى السباق الى التسلّح فنعتبر أنّ ذلك لا يعنينا، نرى انهيار دولنا فنظن ذلك حدثًا عرضيًّا ونقتل الوقت في التفتيش عن “كبش محرقة”، ونرى التنظيمات العسكريّة تهوج وتموج، فنعتقد أنّنا في سيرك!

المخاطر التي تدق أبوابنا ليست كوابيس تنقشع مع انبلاج الصباح، بل هي حقيقة دامغة وثابتة ومؤكدة!

ولن يأتي الفرج من أحد، فطالب السلام من هؤلاء مثله مثل “طالب الدبس من طيز النمس”. ليس هناك من يمكن أن ينتصر في هذا الشرق وينجح في فرض سلام دائم. جلّ ما يمكن أن ينجزه أنّه سيغيّر الجهة التي سوف يدخل في صراع وحروب معها!

يبقى علينا أن نختار نحن دربنا، في ضوء هذه الحقيقة.

رهاننا على السلام المستحيل يُضعفنا أكثر فأكثر، ويجعلنا طرائد سهلة!

ليس أمامنا سوى مواجهة حقائقنا، وتجهيز أنفسنا لها، فمن يعش بين الذئاب المفترسة لا يمكن أن ينعم بحماية ناجعة إن أصرّ على أن يكون حملًا وديعًا!

كلّ ما نقوم به، لا يؤشر إلى حبّنا للحياة بل إلى عدم تفعيل غريزة البقاء فينا!

أراغيلنا ممتازة، سيكارنا لذيذ، ومطاعمنا جميلة، وسهراتنا رائعة، ولكنّها، في حقيقتها، ليست أكثر من إلهاء أنفسنا عن قدرِنا!

حان الوقت أن نعتاد على العيش الخشن، فجميع من يحيطون بنا لا يطيب لهم عيش إلّا على رائحة الدماء!

المقال السابق
كيف يمكن تمييز البضائع المزيّفة عن الأصليّة؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

زفّت ساعة نصرالله!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية