شهد قصر العدل في طرابلس جلسة جديدة في قضية الطفلة الضحية لين طالب برئاسة قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار.
الحمض النووي على ملابس الضحية
كان الحمض النووي أساسياً بالنسبة للقاضية نصار التي وضعت الأدلة أمام المتهمين بجلسة اليوم وانطلقت من خلالها بالتحقيقات التي لم تنته بعد، حيث تكشف مصادر قضائية أن التحقيق سيُستكمل الخميس، بعد أن برزت معطيات جديدة تتعلق بحصول المتهمين على مساعدة أحد أصدقاء العائلة، وهو عنصر بجهاز أمني.
وتُشير المصادر لـ”المدن” إلى أن الخال، الشاب العشريني الذي وُجد على هاتفه صور عديدة لأطفال، ولو أنها صورعادية، كان على ما يبدو على علم بنتيجة فحص الحمض النووي الذي وُجد على ثياب الطفلة. فقد تبيّن أن العائلة وزعت ثياب لين بعد وفاتها على أفرادها لتخبئتها أو اتلافها، وقد وُجد قميصها لدى الخال، لذلك حاول اليوم تبرير وجود الحمض النووي الخاص به على ثيابها من خلال القول أنه حمل الطفلة الى المستشفى. الا أن الإفادات تؤكد أن من نقل لين الى المشفى هم عمّ وزوجة عمّ والدتها، مع العلم أن والدة لين غسلت الثياب، وكأنها تلقت نصيحة معينة لمحاولة إخفاء الحمض النووي.
كذلك تكشف المصادر أن رقبة الخال قد تعرضت لخدوش، وهو اعترف أنها من لين، لكنه قال بأنها أتت نتيجة لعبه معها، وتُشير الى أن حمض الخال النووي على ثياب الطفلة هو “الوحيد العائد الى ذكر، بينما البقية لنساء.
تواطؤ العائلة .. وظروف الوفاة
على مجموعات العائلة على الواتساب محاولات لربط وفاة الطفلة بحادث سير أو سقوط عن الشرفة. وتقول محامية الأم بعد جلسة اليوم أن سبب الوفاة توقف بالقلب، ولا يوجد أي نزيف داخلي أو خارجي. لكن، حسب ما تكشف المصادر، فإن الطفلة نُقلت الى المستشفى بعد أربع ساعات من تقيؤها للدم، ولم تعمل العائلة بنصيحة الطبيب داخل المستشفى بضرورة دخول الطفلة، مشيرة الى أن حالتها بدأت تتدهور قبل وفاتها بأربعة أو خمسة أيام، حاولت خلالها العائلة التوجه بها الى شيخ “لاعتقادهم أن الجنّ تلبّسها”.
خلال الأيام الأربعة هذه، كانت الطفلة ترفض الطعام والشراب وتعاني من الآلام والحرارة المرتفعة، والأهم ترفض دخول المرحاض، حتى طبيب الاطفال الذي عاينها أكد بإفادته أن الطفلة كانت عندما تقترب من الحمام تصرخ وتخشى الدخول إليه، كما كانت تخشى اقتراب أي شخص منها.
كان هدف العائلة منع الطفلة من دخول المشفى لكي لا يتم اكتشاف الحقيقة، لكن المسألة فشلت بعد وفاتها، والسبب بحسب تقرير الطبيب الشرعي هو “صدمة كبيرة جدا تعرض لها الجسم”. فتوقف القلب هو نتيجة لهذه الصدمة والالتهابات، وبالتالي لا يمكن القول أن سبب الوفاة توقف القلب، كما تريد العائلة أن توحي.
حاول الخال في الجلسة السابقة القول أن علاقته بالطفلة لين عل اقة سطحية للغاية، لكن الفيديو على هاتفه المصور منذ عام يثبت عكس ذلك، ففي الفيديو يظهر الخال “يغنج” الطفلة بطريقة غير مألوفة، لكن ليس هذا الأمر ما تعتمد عليه القاضية نصار بغية التوصل الى نتائج، بل تتكل على الأدلة العلمية التي أصبحت بحوزتها والتي لا يمكن إسقاطها بالإفادات المتضاربة التي تصدر عن أفراد العائلة المتهمين بالقتل العمد، وهم الجد والجدة والخال والأم. المصدر - المدن