أعرب عدد من النواب اللبنانيين خلال الجلسة الأولى من انتخاب رئيس الجمهورية، اليوم الخميس، عن معارضتهم لتعديل الدستور من أجل انتخاب قائد الجيش، واعتبروا أن الجلسة المنعقدة شكلية و”للتصديق على اختيار عون رئيسًا”، وليس لانتخاب رئيس.
ومن النواب المشككين بدستورية عملية الانتخاب، نذكر جبران باسيل، ملحم خلف، حليمة قعقور، جميل السيد وأسامة سعد.
عهد القناصل
الكلمة الاولى “بالنظام” كانت لخلف، الذي أشار إلى أنّه “حفاظاً على الحرية والجمهورية وتمسكاً بالديمقراطية وامتثالاً لأحكام الدستور وحرصاً على آلية الانتخاب التي تمنع إنتخاب موظفي الفئة الأولى فإنه لا يمكن للنواب خرق أحكام الدستور”. وأضاف “أدعوكم إلى عدم خرق أحكام الدستور أو تعليقها بحكم الواقع، ولنذهب جميعاً إلى انطلاقة جديدة لدولة نريدها جميعاً دولة الحق والقانون وتحترم الدستور”.
واعتبر باسيل أنّه “عدنا إلى عهد القناصل في لبنان من خلال فرض اسم الرئيس من الخارج ونحن الآن نشهد عملية تعيين يمارسها مجلس النواب من خلال عملية الانتخاب الحاصلة اليوم”. باسيل قال إنّ “المشهد فاضح وما رأيناه غير مقبول على ص عيد ملف الرئاسة ومعيب بحقنا جميعاً”.
وتابع باسيل “الدستور واضح ومواد تعديله موجودة والبرلمان هو هيئة ناخبة ولا يجوز اعتبار تصويت يتجاوز سقف الثلثين هو “تعديل ضمني” للدستور”، مؤكداً أنّه “لا نقبل أن يبدأ رئيس الجمهورية عهده بمخالفة للدستور، مطالبا الرئيس بري إعلان من هي الشخصيات المؤهلة للترشح ونطالب اعتبار كل ورقة تحمل شخصية غير مؤهلة للترشيح بحُكم الملغاة”.
وقال السيد، “لم اتعرض لاي ضغط من اي دولة ولا مراجعة لالزامي بتسمية او تعيين اي مرشح للرئاسة، واوافق الزميل ملحم خلف في موضوع مخالفة الدستور بأنه لا يجوز انتخاب رئيس غير مؤهل دستوريا”.
واضاف: “مع الاسف من خلال ما تردد في الاعلام اقول أننا لسنا في جلسة انتخاب بل جلسة تصديق وهذا معيب”.
النفوذ الأميركي
واعتبر النائب أسامة سعد أن النفوذ الأميركي تسلل إلى صحراء السياسة اللبنانية والإنتخابات تُجرى اليوم أمام توافقات اللحظة وفيها من التكاذب والصفقات الكثير. وأضاف: “الشغور الرئاسي تمدّد خراباً في مؤسسات الدولة ومؤسساتها”، مشدداً على أن “لا أجادل في مناقبية قائد الجيش فهو محل احترام وتقدير ولكنني أرفض الفوضى”. وتوجه سعد للسفراء بالقول: “هل يجرؤ أحد في دولكم على انتهاك الدستور؟“.
وقال سعد للرئيس بري: “أطلب منك إيقاف هذه المذبحة الدستورية وأدعو للعودة إلى الدستور الذي يمثل الحصن الحصين للبنان واللبنانيين”.
مشادة حامية
وقد شهدت مشادة حامية بين النائبة بولا يعقوبيان، والنائب عن التيار الوطني الحر، سليم عون، وذلك بسبب اعتراض الأخير والعديد من النواب على تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، جوزيف عون.
وفي ردها على تلك الاعتراضات، قالت يعقوبيان في مداخلتها إن أكبر انتهاك دستوري شهده البلاد هو عدم وجود رئيس للجمهورية لمدة تجاوزت العامين وأربعة أشهر.
وأضافت بحدة: “كنت أود أن أصدق أن هناك حرصًا على الدستور لولا أن الأحزاب نفسها والأصوات ذاتها هي التي خرقته”، ملمحة إلى أن هناك طبقة سياسية تخشى أن يكون جوزيف عون منافسًا لها.
وأكدت يعقوبيان أن من يتذرعون بالدستور لا يريدون وجود رئيس للبلاد يتمتع بشعبية ولديه الإمكانيات لفعل الأمور الضرورية لخدمة البلاد، حسب تعبيرها.
وقد اعترض سليم عون، النائب عن التيار الحر على كلام يعقوبيان موجّهًا لها ألفاظًا قاسية من قبيل أنها “بلا شرف” و”تحاضر بالعفة”.
وردت عليه يعقوبيان: “لا أقبل أن يتم توجيه أي كلمة سيئة لوالدت ك أو أختك… وأنا لم أتعرض لأحد شخصيًا، وحديثي كان سياسيًا”.
وقبيل بدء التصويت للجلسة الثانية نشر النائب جميل السيّد صورة كتب عليها بخط اليد “ورقة بيضاء” تأكيدًا منه أنه سيصوّت كما الأولى بورقة بيضاء.
واستشهد النائب سامي الجميّل في ردّه على النواب المعترضين برئيس مجلس النواب حيث قال بري في جلسة سابقة ردًا على مخالفة الدستور” مادة إجرها من الشباك” وذلك باللعب على كلمة مادة ومادي، ليقول له بري قويّة يا سامي فرد عليه الجميّل تلاميذك دولة الرئيس.