نتنياهو "ينتصر" في الكونغرس الأميركي ويحصد دعمًا هائلًا!

ظاهريًّا، ومن دون الدخول في تفاصيل المواقف التي أطلقها، سجل بنيامين نتنياهو انتصارًا كبيرًا في الخطاب الذي ألقاه، مساء اليوم الأربعاء في الكونغرس الأميركي، فحصد تصفيقًا هائلًا من الحاضرين، وهم غالبية كبرى من النواب والشيوخ الديموقراطيين والجمهوريين.

جهز نتنياهو خطابه كما لو كان خطاب “حالة الإتحاد” الذي يلقيه سنويًّا الرؤساء الأميركيين. قدّم الى الحاضرين نماذج مهمة من الأسرى والجنود الذين حضروا ضمن الوفد الذي رافقه. ضمن الجنود الذين قدمهم كان هناك “الأثيوبي” الذي ركض 8 أميال حتى يدافع عن غلاف غزة في السابع من تشرين الأول، والعربي المسلم الذي أصيب دفاعًا عن إسرائيل إصابات خطرة والأميركي الذي ترك الولايات المتحدة الأميركية للإنضمام الى الجيش الإسرائيلي.

وشدد نتنياهو على توجيه الشكر الى الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب عما فعلاه لإسرائيل. كان بمثابة من يفرح نواب الحزبين بما يوزعه من شهادات “حسن سلوك” الى رمزين في حزبين يتنافسان حاليًّا على الرئاسة وعلى الأكثرية في المجلسين اللذين يتشكل منهما الكونغرس الاميركي.

طالب نتنياهو بدعم بلاده ضد المحكمة الجنائية الدولية وضد كل من يعادي السامية. اتخذ مواقف حادة، في ضوء التصفيق الحاد له، وهو يهاجم المظاهرات “التي تمولها إيران” ضد إسرائيل داخل الولايات المتحدة الأميركية.

دعا الى مؤازة بلاده حتى تحقق النصر الواضح في غزة وعلى أدوات إيران في الشرق الأوسط. اعتبر أنّ إسرائيل تواجه أدوات إيران في لبنان وغزة والضفة الغربية والعراق وسوريا واليمن. قال إن هؤلاء ينفذون أمرًا للقضاء على إسرائيل التي تواجه اليوم حتى لا تضطر الولايات المتحدة الأميركية الى مواجهة التهديدات الإيرانية لاحقًا، لأنّ خطة إيران أن تنتهي من إسرائيل اليوم حتى تتمكن من إلحاق الأذي بالولايات المتحدة الأميركية غدًا.

دعا الى تشكيل تحالف عسكري من حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط واقترح له غسم “تحالف إيراهام”، مشيرا الى أن إسرائيل تدافع عن كل الدول من الخطر الإيراني الذي يريد أن يفرض المتطرفين الدينيين على كل الدول العربية.

لفت الى أنه يؤيد الحلول الدبلوماسية إذا كانت سوف تجلب لإسرائيل السلام الحقيقي، وإلا فإن اسرائيل ستواصل المعركة حتى الإنتصار في لبنان وفلسطين.

وكما على امتداد خطابه، غمر المستمعين نتياهو، عندما أنهى خطابه بالتصفيق!

وفي تقييم لأداء نتنياهو كتب البروفيسور إيتان جلبوع في “معاريف”: نتنياهو يعرف كيف يتكلم. كان أداؤه بليغا وكاسحا ومؤثرا في بعض الأحيان. إنه يعرف كيفية التحكم في نبرة الكلام وحركات اليد والنظرات المركزة والتوقف المؤقت في تدفق المحاضرة من أجل التأكيد على الرسائل.يمكن تضمين الفيديو والنص في أي دليل خطاب. إنه على دراية جيدة بجميع الحيل الأمريكية المتمثلة في ابتزاز التصفيق الصاخب والوقوف العرضي من قبل أعضاء الكونغرس الحاضرين في القاعة.

الغائبون والمقاطعون

وتغيب حوالي 70 عضوا في الكونغرس عن خطاب نتنياهو .

من بين 71 عضوا غابوا عن الخطاب ، غاب اثنان عنه لأسباب غير سياسية ، وكلاهما ديمقراطي.

كما غاب العديد من الديمقراطيين الرئيسيين ، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والسناتور بيرني ساندرز وإليزابيث وارن ، عن الخطاب.

كما كانت نائبة الرئيس كامالا هاريس مفقودة بشكل واضح ، حيث هاجمها العديد من الجمهوريين لكونها غير رئاسية ، حيث قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون ، “إنها ليست نظرة جيدة لأمريكا ، وليست نظرة جيدة لحزبها ، الذي تهدف إلى قيادته”.

وقالت جونسون أيضا إنه بصفتها نائبة للرئيس، كان من واجبها الإشراف على الجلسات المشتركة للكونغرس.

وعلى العكس من ذلك، حضرت النائبة رشيدة طليب الخطاب، المشرعة البارزة المناهضة لإسرائيل، واختارت الاحتجاج عليه في الخطاب.

رفعت طليب لافتة كتب عليها “مجرم حرب” خلال خطابه. كما ارتدت الكوفية ، رمز القومية الفلسطينية.

كما رافقها فلسطيني فقد أكثر من 150 من أفراد عائلته في الحرب، وفقا لصحيفة الغارديان.