"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

نتائج "انتقام حزب الله" تُصيب "الإنتقام الإيراني" بالإحباط!

فارس خشّان
الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

نتائج "انتقام حزب الله" تُصيب "الإنتقام الإيراني" بالإحباط!

بعد 25 يومًا من اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، شنّ “حزب الله” هجومًا مركبًا على شمال إسرائيل، وطوى “الصفحة”، بعدما ملأها بقصائد من فصيلة “الفخر”.

وإذا كان “حزب الله” قد أنجز “واجبه الجهادي” ورفع عقوبة “انقطاع النفس” عن اللبنانيّين، إذ أجاز الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله، في ضوء “الهجوم الإنتقامي”، لمن يرغب بالعودة الى المنازل التي نزح عنها في عمق الجنوب وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، وكلّف البلد بأن “يأخذ نفسه”، فإنّ الأنظار تتجه نحو “الجمهورية الإسلامية في إيران” التي لم تنفّذ بعد وعدها بالإنتقام لرئيس المكتب السياسي ل”حركة حماس” إسماعيل هنية، بعدما اغتيل في الثلاثين من تموز( يوليو) الماضي، في قلب طهران، بفارق ست ساعات فقط عن اغتيال فؤاد شكر في حارة حريك!

وإذا كانت القيادة الإيرانية قد أظهرت الكثير من التردد في تنفيذ وعيدها الإنتقامي، بعدما أيقنت بأنّ إسرائيل لن تقبل بذلك وتجهّز سيناريوهات قاسية للرد على الهجوم، فإنّ ما تلمّسته، في ضوء التفاعل الإسرائيلي مع “عملية الأربعين” التي نفذها “حزب الله” في يوم حلول ذكرى “أربعين الحسين”، قد يدفعها أكثر فأكثر إلى إيجاد مزيد من المبررات لتطوي صفحة هنية، من دون “انتقام عسكري” نوعي، خصوصًا وأنّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وأركانه يضغطون على مرشد “الجمهورية الإسلامية” علي خامنئي حتى يردع “الحرس الثوري” عن الذهاب الى ما من شأنه إدخال البلاد في حرب ” ليس أوانها”!

ويبدو أنّ نتائج هجوم “حزب الله” على إسرائيل، يوم الأحد الماضي، وضع ماء في طاحونة “التردد الإيراني”!

وعلى الرغم من قصائد الفخر التي نظمها “حزب الله” ب “عملية الأربعين”، من جهة وقصائد “المدح” التي ألقاها فيها حلفاء الحزب في “جبهة المقاومة”، من جهة أخرى فإنّ القيادة الإيرانية أدركت، بفعل “الهجوم الإستباقي” الذي شنته إسرائيل، قبل ربع ساعة على الأقل من بدء الهجوم المركب عليها، أنّ رسائل التهديد التي تلقتها من إسرائيل، تحمل نسبة عالية من الحقيقة. في هذه الرسائل التي تمّ نقلها عبر الوسطاء، تأكيدات بأنّه في حال شنت إيران هجومًا انتقاميًّا لهنية، سوف تتم مواجهته، بغض النظر عن النتائج، ب “هجوم استباقي” يستهدف “كنوز” النظام في طهران وغيرها، بقدرات أعلى من تلك التي مكّنت سرب المقاتلات الإسرائيلية من الوصول، بسهولة، الى الحديدة الحوثيّة!

وخلافًا لدعاية إيران و”محور المقاومة” فإنّ الجميع يملكون ما يكفي من أدلة على أنّ الجيش الإسرائيلي كان يعرف، مسبقًا، بتوقيت هجوم “حزب الله” كما بالأهداف “النوعية” التي يطمح إلى الوصول إليها.

ومن تابع عن كثب ما حصل قبل هجوم “حزب الله”، ومن دون أن يكون ضالعًا ب”أسرار الآلهة”، يدرك ذلك، فالصحافة الإسرائيلية، الخاضعة بكل ما يتصل بشؤون الحرب، لرقابة مسبقة، تحدثت قبل أكثر من 24 ساعة من حلول “ذكرى الأربعين”، عن اقتراب موعد رد “حزب الله” على اغتيال شكر، ووحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وجهت قبل ساعة من “الهجوم الإستباقي” تحذيرًا الى سكان الجنوب بوجوب الإبتعاد، فورًا، عن كل ما له صلة ب”حزب الله”، وذلك حفاظًا على حياتهم، كما أنّ المخابرات الإسرائيلية كانت السباقة في تسمية الأهداف النوعية التي يستهدفها رد “حزب الله” وأعلنت، بشكل مسبق إحباطها، من خلال استهداف المرابض الصاروخية ومواقع المسيّرات الجوية التي كانت مخصصة لذلك.

وتعرف إيران أنّ التنسيق العسكري الإسرائيلي- الأميركي وصل الى مستويات إيجابية غير مسبوقة، منذ السابع من أكتوبر، فالإدارة الأميركية أزالت كل تحفظاتها على تل أبيب التي في المقابل قبلت أن تتناغم مع خطوطها الحمراء، ولذلك هي لم تذهب فقط ، بخطاب إيجابي، إلى مفاوضات “هدنة غزة” في الدوحة بداية وفي القاهرة لاحقًا، بل وافقت على الإنتقال في حربها على غزة الى “المرحلة الثالثة”، أي مرحلة وقف الإجتياح لمصلحة “العمليات الهادفة”، وارتضت أن تبقي الحرب على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية على المستوى الذي وصلته إليه، لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة جديدة.

وهذا يعني أنّ إيران تعرف جيّدًا أنّ التراجع الإسرائيلي لسد الثغرات في علاقتها مع الإدارة الأميركية، له هدف جوهري واحد، وهو توفير المظلة الأميركية لتل أبيب، في حال شنّت طهران هجومًا عليها، تحت عنوان “الإنتقام لهنية”.

ولا تخفي إيران اعتقادها بأنّ إسرائيل تعمل على توريطها مباشرة بالحرب المندلعة منذ 7 اكتوبر، في حين أنّ طهران ترغب بإبقاء الصراع مع تل أبيب على مستوى “الأذرع”.

وبناء عليه، فإنّ الواضح أنّ طهران ستبقى تفتش عمّا يحفظ ماء وجهها، حتى لا تجد نفسها تتدحرج الى حرب لا تريدها ولا تملك القدرة عليها. وقد يكون تضخيم أهمية هجوم “حزب الله” على إسرائيل، وقد دخلت إيران بقوة على خطه الدعائي، أحد وسائل “حفظ ماء الوجه”، إذ إنّ من يدقق بأدبيات المسؤولين الإيرانيين يظن لوهلة أنّ هذا الهجوم الذي لم يحقق أيّ نتيجة عسكرية حقيقية قد أعطى الدليل على نهاية عوامل القوة التي يتمتّع بها “الكيان الصهيوني”!

نشر في “النهار العربي”

المقال السابق
الجيش الإسرائيلي يعلن تحرير أحد الرهائن من قبضة حماس في غزة

فارس خشّان

كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

نقاش بالصوت والصورة/ التقدم الإسرائيلي البري في جنوب لبنان من النكران الى الإستخفاف

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية