في أول تعليق مباشر على حادثة الكحالة، أكد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أنّ “التحقيق سيُبيّن مَن اعتدى على مَن، وتصرّفنا على قاعدة استيعاب الوضع وعدم الذهاب إلى التوتير أو التصعيد، ولا نعتبر أنّ هناك مشكلة مع أهل الكحالة”، داعياً إلى “الهدوء على مستوى الخطاب السياسي وفي شبكات التواصل، ومصلحة لبنان معالجة الأحداث بالحكمة والتعقّل وبروح المسؤولية العالية”.
نصرالله روى: المقاومة بالحقيقة خلال 17 سنة كانت تراكم عناصر قوة ونحن لم نوقف ولا يوم من قبل ال2000 وبعد ال2000 وصولا لل2006 بعد ال2006 ،وأنا كنت أتحدث بهذا الموضوع علنا، أننا نكمل جهوزيتنا وتدريبنا واستقطابنا ورفع كفاءة كادرنا ومقاتلينا وسلاحنا كما ونوعا، وبالتالي بطبيعة الحال هناك سلاح وذخائر وامكانات يتم نقلها من مكان إلى مكان فيما يرتبط بأي خطة مواجهة يمكن أن تحصل في المستقبل.
وننقل بالشاحنات وبغير الشاحنات وليس فقط بالشاحنات بوسائل متعددة وطبعا بشحانات مدنية، ولا اود الرد على بعض السخافات والتفاهات التفصيلية، لن أدخل كثيرا بالتفاصيل، يعني مثل واحد يقول: أف هم ينقلون سلاح وذخيرة بشاحنات مدنية، بشو بدك أنقلهم؟ هل بشاحنات عسكرية؟! كي تنزل الشاحنة العسكرية مثلا في الكحالة وتمر بزحلة؟!
على كل، الحادثة الأخيرة عند كوع الكحالة هي حادثة عادية طبيعية شاحن ات تمر هناك، كلنا نحن اللبنانيين نعرف أن الكوع هناك “شوي قاسي”، وأحيانا يحصل ان شاحنة تنقلب، هذه شاحنة وهناك سيارة خلفها فيها بعض الإخوة لمرافقتها، وصلت إلى كوع الكحالة حصل مشكل تقني ما قلبت الشاحنة، طبيعي جدا مثل أي مكان يحصل فيه حادث من هذا النوع أنه يكون بعض الناس الموجودين في الشارع أو هناك إما بدافع الفضول يحضروا لرؤية ما الذي حصل أو بنية حسنة أحيانا يريد ان يساعد لأنه بالنهاية هناك شاحنة انقلبت.
البداية تكون هكذا وهذا هو المنطقي، أن العالم عادة تقتترب وتمد يدها وتأتي لتساعد بعضها وإذا يقال ان هناك ناس نزلوا من أهل الكحالة نزلوا للمساعدة هذا يصدق وهذا الأمر المنطقي والطبيعي.
بقيت الشاحنة بهذه الحالة لعدة ساعات، التحقيق يأتي فيما بعد ليقول بالضبط كم بقيت ثلاث ساعات أو أكثر من ثلاث ساعات، لكن يبدو أكثر يعني ثلاث ساعات وما فوق، والشباب نزلوا ونقلوا الأخ السائق وأوصلوه إلى المستشفى، واحضروا رافعة لمعالجة الموضوع، وكل الناس تقف وعادي وطبيعي وماشي الحال، إلى أن هنا المفصل الذي يجب أن يوقف عنده كثيرا وهنا التحقيق القضائي يجب أن يقف عنده كثيرا، إلى أن إحدى القنوات التلفزيونية المعروفة دبت الصوت، يعني بدأت مثل العادة، هذه الشاحنة لحزب الله، هذه الشاحنة تنقل السلاح والذخائر، وقامت بتحريض الناس وتجييش الناس، فجاء عدد من الشبان وبدأوا، رغم ان الشباب موجودين وكم عددهم 3 أو 4 أو 5، الشهيد أحمد رحمة الله عليه الشهيد أحمد قصاص أنا على ما أخبروني الإخوان هو الذي نزل السائق وذهب ليأتي بالرافعة وجاء ليتواجد مع الإخوان، كلهم 3 أو 4 أو 5 على الأكثر، ويوجد ناس أتوا بالسلاح، بعد الشتم والسب والقاء الحجارة، الحمد لله الأفلام كلها موجودة، يعني من الجيد، من الأمور المساعدة، نحن ليس لدينا كاميرا نحن لم نصور لكن الجيران الموجودين والناس الموجودين كلهم صوروا من بداية الحادثة انقلاب الشاحنة إلى اللحظة الأخيرة كله صار موثق ومعروف ومبين.
الشباب تحملوا وصبروا وصمدوا وبقوا عند مسؤوليتهم، لم يتركوا الشاحنة وغادروا لأنه ما في الشاحنة هو أمانة في رقابهم، وهم كانوا بمستوى هذه الأمانة، الشهيد أحمد وكل اخوانه الذين كانوا معهم، ولاحقا كلنا شاهدنا ما الذي جرى، اطلاق نار، اشتباك، وصول قوة الجيش وبالتالي صار الميدان بعهدة الجيش وبأمانة الجيش والاخوان هم والشهيد انسحبوا ورجعوا.
طبعا كانت تحصل اتصالات مكثفة في ذلك الوقت، من اعتدى على من؟ على كل حال التحقيق سوف يبين ذلك؟ الآن هناك ناس قدموا الموضوع انه والله حزب الله ذهب إلى الكحالة واعتدى على أهل الكحالة، ثلاث ساعات الشباب موجودين قرب الشاحنة وهناك محاولة لمعالجة الموقف ولم يعتدي أحد على أحد، حتى قبل مجيء هذه القناة التلفزيونية الخبييثة وتبدأ التحريض والتجييش ويستجيب لها بعض الذين رموا الحجارة وحملوا السلاح .
وصول الجيش طبعا ساعد في التهدئة والاخوان انسحبوا وصار الميدان بعهدة الجيش، ومع ذلك رأينا على شاشات التلفزة لساعات طويلة حتى تمكن الجيش من تهدئة الموقف، نتيجة مستوى التحريض الذي حصل والناس الذين جاءوا والسياسيين والنواب والخطابات العالية وما شاكل، والتحريض حصل حتى على الجيش اللبناني والاساءة حتى على الجيش اللبناني.
أنا ل ا اريد الدخول كثيرا بالتفاصيل لكن أود الوقوف عند هذه الحادثة ببعض النقاط.
نحن منذ البداية تصرفنا على قاعدة استيعاب الوضع وعدم الذهاب إلى التوتير أو التصعيد، هذا خطنا نحن عادة نتصرف بهذه الطريقة، نحن لا نعتبر ان هناك مشكلة بيننا وبين أهل الكحالة، وأهل الكحالة أهلنا ولا مشكلة بيننا وبين أي من عائلات الكحالة، أصلا سكان الكحالة كم عدة ألاف 4000 5000 6000 7000 لا اعرف لكن عدة ألاف أكيد، عدد الذين كانوا في الشارع وفي الميدان قوموا بعدهم، أحضروا اي فيلم من الأفلام المسجلة واحصوهم 50 100 75، وبعضهم جاء من خارج الكحالة وأسماؤهم معروفة أيضا، هناك مشكل مع هؤلاء وليس المشكل مع أهل الكحالة، ولا مشكل أهل الكحالة مع المقاومة حتى لاحقا من يريد أن يوظف أويوصف.
خلال تلك الساعات وأمام هذا الجو التحريضي الهائل والاعلام غير المسؤول لأنه أيضا هناك اعلام آخر غير مسؤول دخل على الخط، كنا أمام مشهد حساس جدا، من ناحية صدرت مواقف جيدة ومسؤولة خصوصا في الوسط المسيحي، يتقدمها الموقف الأبوي والحكيم لفخامة الرئيس ميشال عون وفي اليوم الثاني لسيادة المطران عبد الساتر، وأيضا مواقف عديدة في الوسط المسيحي تدعوا إلى التهدئة سواء سياسية أو رجال دين أو شعبية أو قوى سياسية.
أيضا من النقاط الجيدة ولأ نه لا نريد الوقوف فقط عند السلبيات، من النقاط الجيدة ان هناك قوى سياسية ليست حليفة لنا وأحيانا تكون في موقع الخصومة، لكنها آثرت الهدوء والدعوة إلى الهدوء، وأدركت مخاطر هذا التجييش وهذا التحريض الذي يحصل بعد حادثة الكحالة.
وهناك قوى سياسية دافعت عن المقاومة والشكر لهم جميعا، لمن دافع ولمن دعا إلى الهدوء والتعقل، لكن هناك قوى سياسية كانت تريد أن تأخذ الأمور إلى أبعد مدى ممكن وهذا سأعود إليه بعد قليل.
بالنسبة لنا هذه الحادثة هي اليوم في عهدة القضاء، الأفلام موجودة سواء التي صورها الناس بهواتفهم أو بالكاميرات الموجودة في المنطقة، كل الأشخاص الذين كانوا موجودين في الحادثة باتوا معروفين ووجوههم معروفة، بالنسبة لنا نحن أبلغنا الجهات القضائية والأمنية المعنية بإستعدادنا للتعاون إلى آخر الخط وننتظر النتائج، لكن هنا يجب أن ننتبه جميعا ونطالب القضاء بأن يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، أن التحريض الاعلامي، لولا ما قامت به هذه القناة المعروفة الخبيثة لما حصل الذي حصل عند كوع الكحالة، الذي يتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية سفك الدماء والمخاطر والتداعيات المحتملة التي كان يمكن أن تواجه البلد ككل هو ما قامت به هذه المؤسسة الاعلامية.
الموضوع ليس موضوع نقل أخبار وتعبير عن وجهة نظر، على كل حال القضاء يجب أن يعالج هذا الموضوع، هناك تحريض على الإعتداء، تحريض على القتل، سننتظر على كل حال نتائج القضاء.
أنا اليوم بعد مضي أيام على هذه الحادثة أدعو إلى الهدوء على مستوى الخطاب السياسي، على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا اخواننا وأخواتنا ومسؤولينا، نحن مصلحة لبنان وشعب لبنان ومصلحة المقاومة هو الهدوء في لبنان، ومعالجة الأحداث التي تحصل من هذا النوع كما حصل مع أحداث أشد قسوة مثل مجزرة الطيونة، أن نعالجها بالحكمة والتعقل وروح المسؤولية العالية.
وبالتالي يجب علينا ان نتابع مع القضاء ليبنى على الشيء مقتضاه.
طبعا هنا أنا أتوجه بالعزاء وبالتبريك أيضا، هناك ناس يتفاجأون كيف نبارك إلى عائلة الشهيد أحمد قصاص، لأنه هو شهيد مجاهد، مقاوم، تحمل مسؤوليته حتى اللحظة الأخيرة، حتى عندنا نزل وأوصل الجريح، كان يستطيع أن يبقى هنا ويرسل أحدا غيره، لكنه هو انسان يحمل المسؤولية، وعاد إلى هناك وتواجد في الميدان واستشهد دفاعا عن المقاومة وعن جهوزية المقاومة وعن امكانيات وقدرات المقاومة التي تصنع كل هذه الانجازات وتشكل كل هذه الضمانات.
وأشيد أيضا ببصيرة ووعي هذه العائلة، أنا سمعت تصريحات أهله، عائلته، اخواته وأخوته التي تعبر عن وعي كبير وحس وطني عالي.
يجب أن نسجل أن هذه الحادثة أيضا مجددا أكدت أن الجيش مؤسسة الجيش هي المؤسسة الضامنة للأمن والسلم والاستقرار في البلد، كما قلت ذلك في يوم عيد الجيش، وإن كان البعض يريد للجيش أن يعمل على هواه وأن يأخذ البلد كما يريد هو، وسأعود إلى ذلك بعد قليل.
في الليلة نحن نلم هذا المشهد، وأنا أتمنى على الجميع أن هذا الموضوع عند القضاء لنرى ما الذي سيحصل، بعهدة الجيش وعهدة القضاء وعهدة الأجهزة الأمنية، ودعونا نرى كيف نعالج الأمور بالتي هي أحسن.
لكن النقطة الأساسية التي علينا الاستفادة مما حصل ونبني عليها هي التالية:
أقول للبنانيين عموما وأقول للمسيحيين خصوصا: هناك زعامات سياسية وشخصيات سياسية وقوى سياسية، بمعزل عن خلفياتها وارتباطاتها بما هي هي، من الواضح من خلال أدائها وسلوكها وأنا لا أريد أن أدخل في الأسماء، من خلال أدائها وسلوكها وبيانها ومواقفها، ومعها طبعا وسائل اعلام معينة وجيوش إلكترونية معينة، تدفع البلد بإتجاه الانفجا، تدفع البلد بإتجاه الحرب الأهلية، هذا ليس تجنيا هذا يوميا عليه شواهد وأرقام، مرة هناك خلاف سياسي أنت تعبر عن رأيك وأنا اعبر عن رأيي وهو يعبر عن رأيه، هي تعبر عن رأيها لا مشكلة، بالوسائل السياسية نتنافس ونختلف ونتصارع ونتغالب ونسجل نقاط على بعضنا البعض لا مشكلة، لكن الذي يحصل منذ وقت طويل هو دفع البلد إلى الانفجار، دفع البلد إلى الحرب الأهلية.
في سنة 2006 جزء من هؤلاء، جزء من هؤلاء كان يراهن على الانتصار الاسرائيلي وسحق اسرائيل للمقاومة في لبنان، وهذه ويكيليكس موجودة، والنصائح التي كانوا يقدمونها للأمريكان لنقلها للاسرائيلي، ما الذي يجب أن يقوم به الاسرائيلي لينجح وينتصر ويسحق المقاومة في لبنان، ومع ذلك هذا قطعنا عنه، وقلنا يا اخي لبنان انتصر وماشي الحال وذاهبين نحو اعادة بناء ونحن شعب واحد ونريد العيش سويا ونريد أن نكمل مع بعض.
لكن واضح الإصرار على مسار مختلف، الاتهامات بمناسبة ومن دون مناسبة، هناك أمر لا يكون له أي مناسبة على الاطلاق كموضوع عين الحلوة، لأن عين الحلوة حتى الآن اليوم توجد صحيفة ما شاء الله من سنخ ذك التلفزيون، المصادر الفلسطينية تقول: ان الشاحنة التي انقلبت على كوع الكحالة كان مقصدها عين الحلوة.
إذا أردنا أن نعطي ذخيرة لعين الحلوة هل نحضرها من البقاع او من سوريا ولدينا الجنوب مليء بالذخيرة، هذه من السخافات.
المهم يجب أن يظل عين الحلوة يعني حزب الله، المرفأ يعني حزب الله، وهذا قلناه سابقا، هذا الاتهام المتواصل والد ائم والتحريض وتحميل المسؤوليات من دون أدلة ومن دون مناسبة ومن دون وقائع هذا إلى أين سوف يوصل؟
بالنهاية لا يوجد شارع واحد يتم تعبئته بل شارعين ييتم تعبئتهما،عليهم ان ينتبهوا، اننا نحن لدينا قدرة على ضبط شارعنا وامساك شارعنا واستجابة شارعنا لنا بنسبة كبيرة صحيح ولكن ليس بنسبة مئة بالمئة، وترون على شبكات التواصل الاجتماعي لا يوجد أحد قادر على مسك وضبط كل شيء، رغم كل توصياتنا وكلامنا، ما يحصل هو تعبئة لاكثر من شارع وتعبئة لأكثر من منطقة وتعبئة لأكثر من ساحة.
طيب فيما بعد من يستطيع أن يمسك ومن يستطيع أن يسيطر على الموقف، هؤلاء أنا الليلة أتهمهم ولدي الدليل العلني، من خلال بياناتهم وخطاباتهم ولغتهم وحدتهم وتعابيرهم ووجوههم وأنفاسهم، أنها تدفع لنبان إلى الحرب الأهلية.
هل مصلحة الشعب اللبناني الذهاب إلى حرب أهلية؟
هل مصلحة المسيحيين بالدرجة الأولى الذهاب إلى الحرب الأهلية؟
ربما هناك شباب الآن من الجيل الذي لم يعايش الحرب الأهلية، يجب أن يشاهدوا بعض الأفلام الوثائقية، ويجب على أهلهم تذكيرهم ما الذي تعنيه الحرب الأهلية؟ ماذا يعني الدمار؟؟ ماذا تعني خطوط التماس؟ ماذا تعني الهجرة من البلد؟ ماذا يعني أن بلد يخرب.؟
هذا الذي قاله الرئيس ميشال عون، أن الهيكل سيقع على رأس الجميع.
في الحرب الأهلية لا أحد يعرض أكتافه ويقول نحن نغلب وأنتم تغلبون أو أنتم تغلبون، بالحرب الأهلية الكل خاسر، حتى القوي خاسر وليس فقط الضعيف.
إذا أخذتم البلد إلى حرب أهلية فعلى ماذا تراهنون؟ إذا اندلعت حرب أهلية في لبنان أنتم تتوقعون أن أحدا في العالم سيتدخل ليوقف حربا أهلية في لبنان؟ طيب هذا الذي حصل في منطقتنا، في كل المنطقة، في كل دول المنطقة، هذا الذي يحصل الآن في السودان، العالم كله واقف ويشاهد، وملايين الناس تعاني من الجوع ومشكلة الغذاء والصحة والهجرة …الخ. هذا السودان بلد غني، لا نتحدث عن الماضي بل عن الحاضر، بالعكس إذا اندلعت حرب أهلية لا سمح الله في لبنان هناك الكثير من الدول التي ستعمل على تسعير هذه الحرب الأهلية، ترمي البنزين على النار وترمي الزيت على النار وأولهم إسرائيل، لأن الحرب الأهلية تستنزف الجميع وتضعف الجميع وتأخذ من الجميع أرواحا وفلذات أكباد ومصائر وأرزاق ومعنويات وهجرة. على من تراهنون إذا تريدون أن تشنوا حربا أهلية؟ من سيتدخل؟ أو على من تراهنون أن يساعدكم في الحرب الأهلية؟ إسرائيل؟ يعني مثل ما حصل في عام 1982؟ هذه إسرائيل اليوم – هذا ما كنت أتحدث عنه في البداية وأريد أن أصل إليه اليوم – إسرائيل اليوم غير إسرائيل 1982، غير إسرائيل بيغن وشارون، هذه إسرائيل اليوم التي تحدثنا عنها قبل قليل، لا تخدمكم أنتم ولا تخدم غيركم، في عام 1982 إسرائيل استخدمت قوى في لبنان لأنه كان لديها مشروع. أميركا؟ التي خرجت منهزمة من أفغانستان ومن غير أفغانستان؟
لذلك الدعوة اليوم هي دعوة إلى التعقل. من يستطيع أن يساهم؟ أنا برأيي الناس، الشعب، الرأي العام، خصوصا الرأي العام المسيحي، النخب، رجال الدين، العقلاء في الوسط المسيحي خصوصا، هم الذين يجب أن يوجهوا خطابا لهؤلاء ويقولون لهم “هدوا حصانكم”، هذا المسار التي تسيرون به سيأخذ لبنان إلى الدمار، سيأخذنا جميعا إلى الخراب، سيخرب الهيكل على رأس الجميع. هؤلاء الذين كل ليلة وكل يوم وكل ساعة يعيشون على حفلة المزايدات والاتهامات و”علي وخود جمهور” وما شاكل، لكن أين المنطق؟ أين العقل؟ أين المصلحة؟ رسالة الليلة في الحقيقة هي هذه.
هناك احتمال آخر، حتى لا أحصر أن هدفهم فقط الذهاب إلى حرب أهلية، يمكن أن يكون هناك احتمال آخر، أن هؤلاء هدفهم أن يوصلوا الرأي العام اللبناني إلى نقطة أن الحل لدينا في البلد هو التقسيم، طبعا التقسيم لن يحصل، واللبنانيون لن يسمحوا، والشعب اللبناني من كل الطوائف لن يسمح بحصول تقسيم. ولكن أيضا للناس الذين يفكرون ويتأملون بلحظة هدوء أيضا يدرسوا هل حقيقة أن التقسيم خيار؟ خصوصا المسيحيين، وأنتم عشتم تجربة إدارة ذاتية مدنية وعسكرية في السابق، عندما كان لبنان مقسم واقعيا، هل مصلحة أي طائفة في لبنان أن يحصل تقسيم في لبنان؟ ما هو المصير الذي ينتظر اللبنانيون والشعب اللبناني إذا قسم هذا البلد الصغير؟ اليوم المرحلة هي تحتاج إلى عقل، إلى هدوء، إلى تدبر وليس إلى المشي مع الغرائز، هناك أناس يريدون أن يبنوا زعامات - إذا أخذناها فقط في البعد الشخصي – وهناك أناس عندهم أجندات خارجية وارتباطات خارجية، وبمعزل عن النوايا هذا المسار هو مسار يؤدي إلى خراب البلد وعلى جميع من في هذا البلد أن يتحمل المسؤولية.
النقطة ما قبل الأخيرة، في الحوار بيننا وبين إخواننا وأصدقائنا في التيار الوطني الحر الذي بدأ منذ مدة، المسار الذي سلكه مسارا ايجابيا، طبعا يحتاج إلى بعض الوقت لأنه نناقش اقتراحات وأفكار ونصوص وعدد كبير من الصفحات، لكن الموضوع موضوع جدي ويمكن أن يصل إلى نتيجة إن شاء الله وأيضا يحتاج إلى بعض الوقت لأنه يحتاج إلى التشاور، لأن بعض الأفكار أو بعض المشاريع لا يكفي أن يتفق عليها حزب الله والتيار الوطني الحر، هذا يحتاج أيضا إلى مروحة تشاور وتوافق مع قوى سياسية أساسية في البلد، لكن الذي نعمل عليه نحن والتيار هو الاستفادة من الوقت، يعني من الواضح أننا مقتنعين أنه لا يوجد وقت وليس لدينا ترف وقت ويجب أن نعمل ليلا نهارا رغم أن هذه تحتاج إلى الوقت ولكن يجب اختصار الزمان ما أمكن للوصول إلى النتيجة الممكنة والمطلوبة.
بطبيعة الحال، منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن أن هناك حوار من هذا النوع، هناك قوى سياسية فتحت جبهة طويلة عريضة على التيار وعلينا لأن هناك قوى سياسية لا تريد أي حوار بين اللبنانيين، هي تريد تخندق، تريد اصطفافات، تريد انقسامات عامودية، تريد تعبئة، مثل ما كنا نتحدث قبل قليل. نحن حريصون على الحوار والتلاقي لأننا مقتنعين أن هذا البلد لكل اللبنانيين ولا أحد يستطيع، سابقا تحدثت وأعيد وأقول، هذه قصة الطائفة القائدة والطائفة الحاكمة في لبنان، الطبيعة والتركيبة السكانية والديموغرافيا والجغرافيا والتاريخ والحاضر والماضي والمستقبل، الناس جربت، هذا ليس له أي أفق، هكذا نكون قد جربنا بأنفسنا وبدمنا وبعرقنا وبأولادنا وبمستقبل ناسنا، هذا البلد يقوم على الشراكة، طبعا الشراكة ليست هينة، الشراكة ليست سهلة، لكن لا يوجد خيار آخر، لا يوجد خيار آخر غير أن تتحدث الناس مع بعضها وتتحاور مع بعضها وتمشي مع بعضها، الناس تمشي مع بضعها ولو ببطئ أفضل من أي خيار سيء آخر. نأمل إن شاء الله أن نصل إلى نتيجة.
يُحذّر إسرائيل
وفي كلمة بمناسبة الذكرى الـ17 لحرب 2006، ردّ نصرالله على كلام وزير الدفاع الإسرائيلي بـ”إعادة لبنان إلى العصر الحجري”، محذّراً إسرائيل بالقول: “إذا ذهبتم إلى الحرب، فأنتم ستعودون أيضاً إلى العصر الحجري”، مؤكداً أنّه “إذا أمكن للصواريخ الدقيقة أن تصل إلى إسرائيل فلها مفاعيل السلاح النووي، فكيف إذا تطوّرت المعركة إلى كلّ محور المقاومة، إذاً لن يبقى شيء اسمه إسرائيل”.
وأضاف أنّ “لبنان يتمتع بعناصر قوّة أساسية قادرة على حمايته وتحقيق الأمن والأمان لمواجهة العدو والمعادلة الذهبية هي التي تحمي لبنان، والمقاومة أقوى بكثير ممّا كانت عليه”، مشيراً إلى أنّ “العدو الإسرائيلي يلعب وجود وفناء، ويجب التعاطي بواقعية بمعزل عن البهلونات الإعلامية”.
كما تطرّق إلى مفاعيل حرب تموز، معتبراً أنّ “إنجاز ترسيم الحدود البحرية ما كان ليتحقّق لولا البناء على نتائج حرب تموز 2006، ولولا التكامل بين المقاومة والدولة”، مضيفاً: “بعد أيام ستصل منصة الحفر، واللبنانيون سينظرون بأمل إلى هذا الحفر والتنقيب لأنّهما الأمل الوحيد أمام الحصار الواقعي”.
وتوجّه إلى النواب قبيل الجلسة التشريعية المزمع عقدها الخميس، بالقول: “نأمل من النواب عدم إدخال الصندوق السيادي بالسجالات السياسية، وأن يقاربوه بمقاربة سيادية حقيقة، فهو حاجة ملحّة للبنان لضمان أن تكون الثروة لكل اللبنانيين”، لافتاً إلى أنّه “على لبنان المحافظة على قوّة المقاومة إذا حاول العدو الانتقاص من حقوق لبنان ونفطه وغازه”.