تنفّس اللبنانيّون الصعداء، فحاكمهم الفعلي، الأمين العام ل”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، أعلن أنّه لا يريد توسيع الحرب التي أشعل بها الجبهة اللبنانيّة- الإسرائيليّة، فهو يهدف فقط إلى “إشغال” قسم من الجيش الإسرائيلي وعتاده عن المشاركة في الحرب ضد قطاع غزّة.
وبدا على جمهور “حزب الله” الذي طُلب منه أن يتجمّع في الساحات والطرق، قبل أيّ لبناني الآخر، الإرتياح حين حصر التضحيات المستقبليّة في مواجهة إسرائيل، بأهل غزة والضفة الغربيّة.
وضحك الدبلوماسيّون الغربيّون والأوروبيّون، من صميم قلبهم، وهم يسمعون نصرالله يخصص جزءًا كبيرًا من خطابه لتبرئة إيران من عمليّة “طوفان الأقصى” ومن كل ما يمكن أن تتّخذه التنظيمات والقوى في “محور المقاومة” من قرارات.
ورسم خالد مشعل في مقر إقامته في قطر ابتسامة صفراء على شفتيه، وهو يسمع نصرالله يطالب بانتصار “حركة حماس” قبل غيرها، فيما بدا أنّ كل ما قيل عن “تلاحم الساحات” لا يعدو كونه ترك مصير الشعب الفلسطيني للضمير الدولي، ومنحه مقارنة “خاطئة جوهريًّا” قدمها نصرالله بين وضعية إسرائيل في حربها ضد لبنان في العام 2006 وحربها راهنًا ضد قطاع غزّة.
و”فرفحت” قلوب قادة إسرائيل وهم يسمعون نصرالله، وهو ينتقل من اعتبار دولتهم “أوهن من بيت العنكبوت” إلى وصفها بالكيان المتوحّش، يطلب منهم “تحييد المدنيّين” في لبنان حتى لا يضطر الى استهداف مدنيّيهم ويحذّرهم ممّا هم لا يفكرون به حاليًا، لا من قريب ولا من بعيد: استهداف لبنان!
وضحك استراتيجيّو الجيش الإسرائيلي وهم يتأمّلون في الأهمية التي يعطيها نصرالله لإشغال عديدهم وعتادهم على الجبهة الشماليّة، وكأنّهم، لم يفكروا، منذ اللحظة الأولى، بمعاني “وحدة الساحات” التي جهد “الحرس الثوري الإيراني” في إرسائها.
ولم تغب السعادة عن وجوه الأميركيّين، وهم يتلمّسون “القدرة الردعيّة” للقوات التي نشروها في البحر والبر.
وفتح محبو إسرائيل الشمبانيا لأنّهم اطمأنوا إلى أنّ “محور المقاومة” لم يقرّر، بعد، على الرغم من “تفوّقه” و”الدعم السماوي”، محوها من الوجود!
وأبدى صانعو المحتوى الدعائي الذين جهدوا في الترويج لإطلالة نصرالله، بالفيديوهات والشعارات والتسريبات، فخرهم بقدرتهم على تحويل حدث عادي الى حدث استثنائي، وجهّزوا سيرهم الذاتية، لعلّ وعسى يتم استعاؤهم لمهمّات مماثلة!
وهلّل ذوو عشرات الشباب لاستشهاد أبنائهم تحت راية “حزب الله” فهم وإن لم يصلوا الى القدس فقد انتقلوا أحياء، وفق ما أكده لهم السيد، إلى الفردوس “حيث لا استكبار أميركي ولا استبداد إسرائيلي ولا قتل ولا مجازر”!