"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

نساء يقرّرن إزالة "حشوات الثدي".. لماذا؟

نيوزاليست
الجمعة، 11 أبريل 2025

  نساء يقرّرن إزالة "حشوات الثدي".. لماذا؟

عندما أعلنت كاترينا كروبكينا، المدونة الأوكرانية وخبيرة التغذية البالغة من العمر 32 عاماً، على وسائل التواصل الاجتماعي أنها أزالت حشوات تكبير ثديها، لم تتوقع أبداً التأثير الهائل الذي سيحدثه هذا الكشف.

حصد الفيديو على صفحتها على إنستغرام 7.5 مليون مشاهدة، وتقول إنها تلقت “أكثر من ألْف” رسالة من نساء يُفكرن في إزالة حشوات أثدائهن أيضاً.

وقالت لبي بي سي نيوز أوكرانيا: “أدركت للتو أن امتلاك ثدي أكبر لا يجعلني أكثر سعادة أو صحة أو جمالاً”، مضيفة أن قرارها جاء في النهاية بعد أن قالت ابنتها الصغيرة إنها تريد “ثدياً كبيراً مثل ثديي أمي”. وقالت: “أدركت في تلك اللحظة أنني كنت لها مثالاً خاطئاً”.

كاترينا ليست الوحيدة في قرارها. في مناطق شتى من العالم، تختار أعداد متزايدة من النساء إزالة حشوات الثدي. ولكن لماذا؟

afd882a0-1642-11f0-a455-cf1d5f751d2f.jpg

                          كاترينا كروبكينا قبل وبعد إزالة حشوات الثدي 

تشير أحدث البيانات الصادرة عن الجمعية الدولية لجراحة التجميل، وهي الهيئة المهنية الرائدة عالمياً لجرّاحي التجميل المعتمَدين، إلى أن عمليات إزالة حشوات الثدي، والتي تُسمى أيضاً “زرعات الثدي”، زادت بنسبة 46.3 في المئة منذ عام 2019.

في الوقت نفسه، شهدت عمليات تكبير الثدي، التي ظلت أساسية في جراحة التجميل خلال التسعينيات والألفينيات، زيادة بنسبة 5.4 في المئة فقط خلال نفس الفترة، بانخفاض قدره 13 في المئة من عام 2022 إلى عام 2023 وحده.

ويعتقد الخبراء الطبيون أن السبب الرئيسي لإزالة حشوات الثدي هو الشكل الجمالي. ويقولون إن هناك اتجاهاً نحو “ثدي أصغر وطبيعي أكثر”.

وتقول الدكتورة كريستي هاميلتون من الجمعية الأمريكية لجرّاحي التجميل، حيث ترأس اللجنة الفرعية لوسائل التواصل الاجتماعي: “ترغب النساء في الظهور بمظهر مختلف في عام 2025 عما كنّ عليه قبل خمس أو عشر سنوات”.

وتضيف: “كانت الحشوات التي زرعناها في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين تميل إلى أن تكون كبيرة جداً، أما الآن، فإن النساء اللواتي لديهن حشوات - إما يقلصن حجمهن أو إذا كان لديهن الكثير من أنسجة الثدي الطبيعية في البداية، فقد يقمن باستئصالها بالكامل، أو القيام برفعها، وربما إضافة نقل الدهون أو عدم استعادة جزء من هذا الحجم”، مشيرةً إلى أن “الثدي الأصغر حجماً بشكل عام رائج”.

يتفق الدكتور برونو هيركينهوف، رئيس الجمعية البرازيلية لجرّاحي التجميل في ريو دي جانيرو، مع ذلك.

ويقول: “لم تعد بعض النساء يردن الثدي المعزز بشكل كبير”، مضيفاً أنه يُجري حالياً عمليات إزالة حشوات الثدي أكثر من عمليات تكبيرها في عيادته.

ويضيف أن هناك عاملاً آخر يتمثل في أن “بعض النساء يفضلن تجنب الحاجة إلى استبدال الحشوات في المستقبل” لأن الغرسات تدوم عادةً من 10 إلى 20 عاماً وتتطلب إزالتها جراحياً واستبدالها بعد ذلك.

ويشير هيركينهوف أيضاً إلى أن الوعي المتزايد بالمضاعفات مثل مرض زراعة الثدي وردود الفعل المناعية الذاتية قد أثّرت على بعض النساء لإزالة غرساتهن أو تجنب تكبير الثدي تماماً.

“الآن هناك المزيد من المعلومات حول أمراض السيليكون وردود الفعل المناعية الذاتية. قد يتفاعل الجسم مع السيليكون ويصاب بأعراض مثل آلام المفاصل وتساقط الشعر وزيادة الوزن”.

يقول إن هناك أيضاً بعض أنواع السرطانات المرتبطة بالحشوات والتي قد يتعرض لها البعض”.

وأضاف “يمكن أن تتكون في الكبسولة المحيطة بالحشوة. عند التشخيص، عادةً ما تحل إزالة الكبسولة المشكلة”.

وأردف “إنه أمر نادر للغاية ولكنه حقيقي”، مشيراً إلى أنه يحدث مع أنواع معينة من الحشوات التي “لا نستخدمها في العيادات”.

كان لدى كاترينا إحدى تلك الحشوات، وتقول إن قرارها بإزالة حشوتها “تَعزّز عشرة أضعاف” على الرغم من عدم وجود فحوصات طبية تكشف عن إصابتها بالسرطان.

وتقول هاميلتون: “لكنني لا أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي وراء لجوء المزيد من النساء إلى إزالة الحشوات. أعتقد أنه تحوّل جَمالي أكثر”.

وترى أن التغييرات في تقنيات زراعة الثدي قد تكون أيضاً الدافع وراء اتجاه إزالة حشوات الثدي.

ووفقاً لها، كانت التقنيات القديمة تضع الحشوات أسفل العضلة، مما يؤدي غالباً إلى مظهر غير طبيعي أثناء الحركة.

وتوضح: “عند تحرك النساء اللاتي لديهن حشوات قديمة - مثلاً عند ممارسة الرياضة أو معانقة شخص ما أو حتى ممارسة اليوغا - كانت حشواتهن تتحرك إلى الجانب.

وتقول الدكتورة كريستي إن التقنيات الأحدث تضع الحشوات أمام العضلة، مما يؤدي إلى نتائج طبيعية أكثر.

يؤكد الخبيران أن الاتجاه نحو مظهر أكثر طبيعية يمتد إلى ما هو أبعد من حشوات الثدي.

وتشير هاميلتون إلى أن “هذا صحيح تماماً في جميع المجالات، للوجه والأنف والثديين والجسم”.

ويقولان إن الإفراط في استخدام بعض الإجراءات التجميلية غير الجراحية، مثل الفيلروالبوتوكس، في الماضي أدى إلى نتائج غير طبيعية، مما دفع المرضى إلى إعادة النظر في الأمر.

تذكر هاميلتون: “لقد رأينا جميعاً أمثلة حيث بدت الحشوات الزائدة غير طبيعية للغاية”.

وأضاف هيركينهوف، “أصبحت عملية تناسق الوجه بمثابة شيطنة للوجه. انتهى الأمر بحصول الكثيرين على الوجه ذاته. الآن، يريد المرضى مظهراً أكثر استرخاءً، دون مبالغة”.

تشير هاميلتون إلى أن العديد من مرضاها يتجنبون الآن الفيلر تماماً، وخاصةً أولئك الذين لا يعرفونها.

“الكثير من المرضى الجدد غير مهتمين على الإطلاق بتجربة هذه العلاجات لأنهم رأوا الكثير من الأمثلة على إساءة استخدامها”.

وتضيف أن الصناعة أكدت سابقاً على الحاجة إلى حقن الفيلر بشكل متكرر، مما أدى إلى نتائج عكسية.

“عندما قيل لنا، أنت بحاجة إلى الفيلر كل ثلاثة إلى ستة أشهر، أعتقد أن هذا كان خطأً مدفوعاً بصناعة التجميل… وأعتقد أنه أدى إلى نتائج عكسية لأن الناس صاروا يَبدون غريبين”.

ونتيجة لذلك، يركز المرضى الآن على علاجات أكثر دقة، كما تقول.

ووفقاً لهيركينهوف فإن تحفيز الكولاجين، الذي يُحسّن جودة البشرة دون زيادة حجمها، يأتي الآن على رأس قائمة خيارات المرضى.

ويُعَدُّ الكولاجين البروتين الأكثر وفرة في الجسم، ويوجد في العظام والجلد والعضلات والأوتار. ومع ذلك، تنخفض مستوياته مع التقدم في السن.

56d03c00-1644-11f0-a455-cf1d5f751d2f.jpg

                     كاترينا كروبكينا قبل وبعد إزالة حقن الشقاه

تُجسّد كاترينا هذا التوجه الجديد، بعدما أزالت حشوات ثدييها، وصغّرت شفتيها أيضاً إلى حجمهما الطبيعي، وتوقفت عن استخدام البوتوكس لإخفاء التجاعيد.

تقول: “أحلم بأن يصبح ما قمت به موضة، وبأن تتوقف النساء عن الهوس بمظهرهن”.

أكّد مصدر رفيع المستوى من شركة مستحضرات تجميل عالمية رائدة لبي بي سي أن الصناعة تراهن على “اتجاه الجمال الطبيعي”.

ولكن، “هذا لا يعني إنفاقاً أقل على منتجات التجميل أو تجنّب الإجراءات التجميلية؛ بل يتعلق الأمر بتحسين المظهر بطريقة تبدو سهلة وتُبرز الملامح الطبيعية”، حسبما قال المصدر.

في عام 2023، نمت مبيعات التجزئة في سوق التجميل العالمي إلى 446 مليار دولار، بزيادة 10 في المئة عن عام 2022، وفقاً لتقرير استشاري صادر عن شركة ماكينزي، نقلاً عن بيانات من شركة أبحاث السوق يورومونيتور.

وأضاف المصدر: “لا تزال النساء يستخدمن مستحضرات التجميل، لكن “المظهر الطبيعي” لا يعني بالضرورة وضع كمية أقل - بل يتعلق الأمر باستخدام منتجات تخلق وهماً ببشرة خالية من المستحضرات مع الحفاظ على مظهر مصقول”.

ويشير الخبراء الطبيون أيضاً إلى أن التحول نحو مظهر أكثر طبيعية لا يعني أن الناس يتخلون عن الإجراءات التجميلية، سواء كانت جراحية أو غير جراحية.

تقول هاميلتون إنه “بدلاً من مجرد إضافة حجم إلى الوجه، فإننا نركز الآن على الإجراءات التي ترفع وتعيد تشكيله”.

وفقاً لإحصائيات الجمعية الدولية لجراحة التجميل، فإن جرّاحي التجميل أجروا 15.8 مليون عملية جراحية في جميع أنحاء العالم خلال عام 2023، بزيادة قدرها 5.5 في المئة عن عام 2022. كما شهدت الإجراءات غير الجراحية زيادة بنسبة 2 في المئة تقريباً خلال الفترة ذاتها.

المقال السابق
ملف المرفأ.. استدعاء رئيس حكومة ووزيرين سابقين
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

لإنقاص الوزن... كم كيلومترا يجب أن نمشي يوميًا؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية