"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

نقمة "المطار"...نعمة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 18 فبراير 2025

لم يكن نزول “حزب الله”، من خلال مناصريه، إلى الشارع “غضبا” على منع طائرتين إيرانيتين من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي “كلّه شر”، لأنّه في مكان ما انعكس إيجابًا على السلطة اللبنانية الجديدة عمومًا وعلى الجيش اللبناني خصوصًا.

وعلى الرغم من الانطباعات السيئة التي تركها سلوك مناصري “حزب الله” في الميدان، حيث اعتدوا على اليونيفيل والمارة وعناصر الجيش اللبناني والممتلكات العامة، إلّا أنّ قرار السلطة اللبنانية الذي نفذه الجيش اللبناني، بحزم ومسؤولية، ترك تقديرًا عاليًا عند المرجعيات العربية والدولية، إذ أظهر أنّ محاولة “حزب الله” إعادة لبنان الى الماضي بات نجاحها “صعبًا”، ويمكن أن يصبح “مستحيلًا”، في حال حظيت السلطة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية بما تحتاج اليه من دعم خارجي، يضاف الى القاعدة الشعبية الصلبة المؤيدة في الداخل.

والتقديرات الدبلوماسية لما أقدم عليه “حزب الله” بعد قرار منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري، لا علاقة له بالمسائل السيادية ولا بواجب التصدي للإملاءات الإسرائيلية، لأنّه سبق لعلي حمية، وهو محسوب على “حزب الله” أن اتخذ القرار نفسه، وبالظروف نفسها، في آخر أيلول (سبتمبر) الماضي حين كان وزيرا للأشغال في حكومة نجيب ميقاتي. ميقاتي الذي سعى “حزب الله” الى إبقائه في السراي الكبير كان قد دافع عن قرار منع الطيران الإيراني من التوجه الى مطار رفيق الحريري على اعتبار أنّ هذا خطوة لا بد منها لتمكين المطار من الاستمرار في العمل.

هذه التقديرات الدبلوماسية تفيد بأنّ الحزب بانقلابه على قرار منع الطيران الإيراني من التوجه مجددا الى بيروت، يريد كسر السلطة الجديدة تطويعًا لها، من أجل أن يفرض عليها “الأجندة” التي تمكنه من إعادة تأهيل نفسه، ماليا ولوجستيا. وكان التراجع أمامه، خوفا من الاضطرابات التي يمكن أن يتسبب بها، سوف يعطي إشارة سيئة للغاية الى الخارج والداخل في آن، وينعكس سلبا على خطط مساعدة لبنان وقواه العسكرية والأمنية.

ويبدو واضحا أنّ السلطة اللبنانية الجديدة تجاوزت هذا القطوع بنجاح وبدأت قطف ثماره. وفيما تُخضع الإدارة الأميركية كل مساعداتها الخارجية، بما فيها تلك التي تشمل لبنان، للمراجعة، بحيث تحقق الأهداف المرجوة منها، كان بارزا صدور بيان واضح عن وزارة الخارجية السعودية يعلن دعمه لقرارات السلطات اللبنانية ولإجراءات الجيش اللبناني، وذلك بالتزامن مع موقف فرنسي مماثل.

ويكشف مصدر دبلوماسي أنّ القيادة السعودية باتت متحمسة للإنطلاق بخطة تهدف الى تقديم دعم استثنائي للجيش اللبناني، وهي أبلغت الرئاسة الفرنسية بذلك، على أن يبدأ التنفيذ، بعد الزيارة التي يزمع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون القيام بها للمملكة العربية السعودية وقد يرافقه فيها رئيس الحكومة نواف سلام.

ولم يعرف ما إذا كانت الرياض في صدد إعادة العمل ببرنامج الثلاثة مليارات دولار، بعدما كانت قد سحبته، عندما سيطر “حزب الله” على القرار اللبناني، وحوّل “بلاد الأرز” الى ساحة انطلاق نحو التدخل في الشؤون العربية، ولا سيما في اليمن والبحرين والكويت، بالإضافة طبعا الى سوريا.

وينفصل الدعم المقرر للجيش اللبناني عن الدعم المأمول توافره لإعادة إعمار ما هدمته حرب “حزب الله” وإسرائيل، إذ تنتظر الدول الصديقة للبنان البرنامج الذي سوف تضعه الحكومة اللبنانية، بعد نيلها الثقة، والآليات التي سوف تعتمدها، حتى تؤمن شفافية حصر عملية إعادة الإعمار بالدولة من دون أن تسمح ل”حزب الله” تحديدًا بالإستفادة من هذا البرنامج، لأنّ قرار إبقاء الحزب على قوائم الإرهاب العربية والخليجية والدولية ساري المفعول.

إذًا، تحوّل تصدي الجيش اللبناني بدعم من السلطة التنفيذية لمحاولة “حزب الله” إعادة لبنان الى المعادلات السابقة، إلى مناسبة أثبت فيها لبنان أنّه دخل فعلًا حقبة جديدة وأنّه لن يسمح، من أجل المصلحة العامة، بإعادة عقارب الساعة الى الوراء!

طبيعي ألا يستكين “حزب الله”، وأن يسعى مجددًا الى فرض كلمته، ولكن ما بات مؤكدًا أنّ هذه المحاولات لن تجدي نفعا. ويكفي التدقيق في ردات فعل “حزب الله” السابقة على تصدي السلطة لما يقدم عليه، وردات فعله الحالية. آنذاك كان يرعد ويزبد. حاليا، هو يتمسكن ويبرر!

المقال السابق
مفارقة فلكية نادرة مع إعلان 1 آذار أول أيام رمضان
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

"الذلّة" من ثمار "حزب الله"!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية