"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

نجوميّة المجانين و...دماؤنا!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 5 نوفمبر 2023

كيفما أشحنا وجوهنا يقفر أمامنا مجنون يحاضر بالقتل والكراهيّة والإبادة والعزل و…الإنتصار!

الخطر في هؤلاء المجانين أنّهم يرفعون عاليًا الكتب السماوية وينسبون إلى خالق الجميع “وصايا الحرب” فيحوّلونه، من حيث يدرون أو لا يدرون، إلى أكبر محرّض على الجرائم ضد الإنسانيّة!

هؤلاء المجانين يتكلّمون بكل لغات الأرض. يندر أن يخلو بلد، على وجه هذه المعمورة، منهم.

ولن ينجو شعب من هؤلاء. الجميع، من حيث لا يدرون، يقفون في صف طويل ينتظر فيه كلّ منهم دوره.

كيف ننجو من هؤلاء الذين نرى نماذج عنهم في “طوفان الأقصى” و “السيوف الحديديّة”، فيما الملايين يصفقون لهذا الفريق المعتوه ولذاك، ودائمًا باسم…الله!

أين السعاة الى السلام؟ لماذا يبدو وكأنّهم انقرضوا كما لو كانوا ديناصورات هذا الزمن؟

يسحروننا بالذكاء الإصطناعي ورواياته وأفقه، ولكن يصدمنا أنّ الذكاء الطبيعي قد ولّى. يُغروننا بصناعة “الحياة البشريّة الأبديّة” ولكن يفاجئنا أنّ الموت يحصد الأطفال والشباب والشابات.

يؤمنون بأنّ الله خصّص ستّة أيّام من أزليّته ليخلق الحياة على هذه الأرض، ومن ثمّ يطلبون منّا أن نكرهها وننتحر…شهداء!

عجيب أمر هؤلاء المجانين الفالتين على المنابر ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي ومراكز القيادة ومناصب الحكم. كأنّهم يحلمون بإبادة الجميع ليبقوا هم. كأنّ كل مواطن هو منافس محتمل لهم على السلطة والقيادة والنفوذ والموارد والنجومية!

تبًّا لحروبهم و”أسبابها الموجبة” ومرجعياتها “الدينيّة”، فما من قضية محقة أكثر من حياة طفل وابتسامة مراهق وحيوية شاب وجاذبيّة صبية ورضى والدَين وهناء عجوز!

لن تحقق الحروب المندلعة في أيّ بقعة من هذه الأرض شيئًا. المجانين يستحيل أن يكتفوا بتسويات عقلانية!

إذا كنتم من أنصار هؤلاء المجانين ستسخرون من هذه الكلمات، ولكن إن كنتم من أنصار العقل الراجح، راجعوا التاريخ جيّدًا، فتدركوا أنّ الحروب تستولد نفسها. راجعوا تاريخ أوكرانيا وروسيا، فتعرفوا أنّ كوارث اليوم ليست إلّا تكرارًا لمآس سابقة. راجعوا تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي والإسرائيلي- الفلسطيني فتكتشفوا أنّ لا جديد تحت الشمس. وإلى أيّ بؤرة ساحنة في هذه العالم ذهبتم، لن تجدوا سوى عودة الموت مع صعود أحفاد المجانين.

قد لا نقوى على هؤلاء المجانين، ونحن ضحاياهم، ولكنّنا نملك وسيلة واحدة يمكنها يومًا أن تغيّر قدر البشريّة: عدم الإصطفاف مع هذا المعتوه ضد ذاك.

ليس أمامنا، في الوقت الحاضر، إلّا إبعاد أنفسنا عن المجانين، في انتظار أن يعود سعاة السلام الى الوجود!

إنضموا إلى مجموعة الموقع على “واتس آب”

المقال السابق
الراعي يدعم التمديد لقائد الجيش ويصرخ ضد "اللا إنسانيّة" في غزة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية