"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"نجمة داود" في فرنسا وشبكة تضليل روسيّة

نيوزاليست
الجمعة، 10 نوفمبر 2023

"نجمة داود" في فرنسا وشبكة تضليل روسيّة

انتشرت منذ منتصف الشهر الماضي عدد من “نجوم داود”، تم رسمها على أبنية في عدة مناطق يقطنها أشخاص من الديانة اليهودية. الحادث أعاد لأذهان العامة صورا وذكريات من مرحلة الحرب العالمية الثانية، التي اتسمت بتمييز كبير لليهود في أوروبا ووسم منازلهم بنفس الشعار.

في 27 من الشهر نفسه، ألقت الشرطة القبض على زوجين ينحدران من مولدوفيا، بتهمة المسؤولية عن هذا العمل. وأثناء احتجازهما، أوضح الزوجان، الذان يقيمان بشكل غير قانوني على الأراضي الفرنسية، أنهما قاما بذلك بناء على طلب من طرف آخر.

وذكرت النيابة العامة الثلاثاء الماضي أن الرجل البالغ من العمر 33 عاما وزوجته 29 عاما، تم استجوابهما، وأقرا أنهما تصرفا “بناء على طلب طرف ثالث”، قبل أن يتم ترحيلهما إلى مولدوفا.

مصادر أمنية فرنسية كانت قد تحدثت عن ضلوع جهات أجنبية في تلك الحوادث المتكررة، خاصة منذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

صحيفة “لوموند” نقلت عن مصادر مطلعة على الملف أن لدى أجهزة الأمن الفرنسية أسبابا تدفعها للربط بين الزوجين ورجل الأعمال المولدوفي أناتولي بريزنكو، وأنهما مرتبطان بشبكة تضليل روسية. وبريزينكو، 48 عاما، هو رجل أعمال مولدوفي موال لروسيا، وكان مرشحًا سابقًا لحزب الاشتراكيين المولدوفي المؤيد لموسكو.

التحقيقات أظهرت أن الزوجين اللذين أوقفا نفذا عمليات مماثلة في دول أوروبية أخرى، قبل اندلاع الحرب في غزة، ولكنها أثارت جدلا ونقاشا في المجتمعات التي حصلت بها.

أطراف خارجية ومنظمة يهودية

في حديثه لقناة “بي أف أم” الفرنسية، لم ينف أناتولي بريزنكو علاقته بالزوجين، معلنا أن رغبته من دعم هذا العمل كانت “دعم يهود فرنسا وأوروبا بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل”.

وأورد بريزنكو “تم تنظيم هذا الإجراء بهدف دعم اليهود الذين يعيشون في فرنسا وخارجها، والذين لا علاقة لهم بما يحدث حاليا”، ليستطرد قائلا إنه “مصدوم” من “تفسير السياسيين ووسائل الإعلام في فرنسا لهذا العمل على أنه عمل معاد للسامية”، وأنه لم يعتقد أنه “يمكن إخافة الشعب الفرنسي بهذه الرموز البسيطة”.

الرجل المثير للجدل تحدث عن منظمة يهودية تدعى “درع داود”، تم تنسيق هذا العمل معها. ويشرح أنه تواصل مع إحدى أعضاء هذه المنظمة، التي طلبت منه إيجاد أشخاص مستعدين للقيام بذلك.

وبالإضافة إلى ما قام به الزوجان المولدوفيان، يجري البحث عن أشخاص آخرين، بعد اكتشاف حوالي 60 نجمة صباح 31 تشرين الأول/أكتوبر في مناطق مختلفة في باريس وضواحيها.

يذكر أن رسومات نجمة داود التي انتشرت على بعض الأبنية في باريس وضواحيها كانت زرقاء وليست صفراء، ما دفع بممثلي الادعاء العام إلى القول في بيان “إنهم لا يعرفون ما إذا كانت هذه العلامات تهدف إلى إهانة اليهود أو لدعم الانتماء اليهودي، خاصة أنها كانت باللون الأزرق” وليس الأصفر، وبالتالي لا يمكن “إثبات أن هذه النجوم تحمل دلالة معادية للسامية”.

والنجمة السداسية الصفراء ترمز إلى الاضطهاد الذي عاناه اليهود في الحرب العالمية الثانية، فخلال تلك الفترة أجبرت ألمانيا النازية اليهود على ارتداء نجوم سداسية صفراء على ملابسهم لتمييزهم.

دور روسي؟

أدانت فرنسا “بشدة” الخميس دور شبكة روسية في “التضخيم المصطنع”، كونها كانت “أول من نشر على شبكات التواصل الاجتماعي صور لعلامات تمثل نجمة داود” في باريس، بحسب وزارة الخارجية.

واعتبر بيان الخارجية الفرنسية أن “هذه العملية الجديدة للتدخل الرقمي الروسي ضد فرنسا تشهد على استمرار الاستراتيجية الانتهازية وغير المسؤولة الرامية إلى استغلال الأزمات الدولية لنشر البلبلة وتأجيج التوتر”.

وكانت شبكة إعلامية شهيرة تسمى “RRN”، مرتبطة بروسيا، نشرت أخبار تلك الكتابات أو الرسومات بشكل واسع على على تويتر وفيسبوك.

كما نشرت الشبكة بالتزامن مقالات تؤكد صعود معاداة السامية في فرنسا منذ السابع من الشهر الماضي، متهمة السلطات الفرنسية بعدم القيام بأي شيء لحماية مواطنيها.

وفي رد على الاتهامات نفت الخارجية الروسية الخميس أي صلة لها بهذه الحادثة، معتبرة أن الشكوك التي تحوم حول موسكو، وتناقلتها الصحف الفرنسية في الأيام الأخيرة “غبية” و”غير جديرة بالاهتمام”.

المقال السابق
خطة إسرائيل للحرب على غزة مدّتها عام كامل وقادة جيشها يتبلّغون:"لا داعي للعجلة!"
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

نقاش بالصوت والصورة/ معادلة تل أبيب بيروت وانعكاساتها الكارثية على لبنان في حال لم تسرّع التسوية حلولها

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية