"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

نفد الصبر على "الصبر الإستراتيجي"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 30 يوليو 2024

بعد أكثر من ساعتين على استهداف سلاح الجو الإسرائيلي للقائد العسكري الأرفع رتبة في “المقاومة الإسلامية في لبنان” فؤاد شكر، وزّعت الدائرة الإعلامية في “حزب الله” خبرًا يتضمن موجزًا عمّا أوصى به مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران كلًّا من الشيخ نعيم قاسم والنائب حسن فصل الله اللذين استقبلهما، عصرًا، في ظل التهديدات الإسرائيلية بالإنتقام لصاروخ مجدل شمس.

قال الخامنئي: إن “سياسة حزب الله منذ بدء طوفان الأقصى حكيمةٌ وعقلانيةٌ ومتطابقةٌ مع المصلحة ويجب أن يستمر المسار في هذا الإطار نفسه أيضا”.

وهذه التوصية تعني أنّ من يطلق عليه “حزب الله” لقب “القائد الأعلى” لم يتراجع عمّا كان قد سمّاه، عند استهداف إسرائيل للقائد الكبير في “حماس” صالح العاروري، في حارة حريك أيضًا، في الثاني من كانون الثاني الماضي، ب “الصبر الإستراتيجي”.

ولكن على أهمية توقيت الموقف الجديد للخامنئي إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ “حزب الله” يمكن أن يستكين بعد استهداف الضاحية وأكبر قيادي عسكري فيه مطلوب رأسه من الولايات المتحدة الأميركية، بل عليه أن يفكر برد يحفظ فيه ماء الوجه، من دون أن يتسبب بحرب واسعة لا يريدها هو ولا تريدها إيران.

ويدرك الجميع بأنّ المدى الذي ذهبت اليه إسرائيل في ردها على “حزب الله” لم يكن ممكنًا من دون موافقة من الإدارة الأميركية، وبالتالي فإنّ ردة فعل “حزب الله” ستكون مرصودة اميركيًّا، الأمر الذي يسمح لإسرائيل باستفراد الحزب ومن خلاله لبنان.

ومن دون شك أنّ دحرجة الأمور نحو حرب من لبنان، سوف تطفئ الأنوار عن غزة، لتتسلط حصرًا على لبنان، الأمر الذي من شأنه أن ينقل “حزب الله” من دور “المساندة” الى دور “البطولة”.

وعليه، حان الوقت أن تنتهي هذه الحرب، فهي تحمل في ذاتها بذور تدمير لبنان، من دون أن تعين غزة.

حتى لو كان الخامنئي يهدف من وراء كلامه إلى إعادة تجديد صلاحية “الصبر الإستراتيجي”، إلّا أنّ ذلك لا يكفي، فاستمرار المواجهة، حتى على وتيرتها السابقة، من شأنه أن تنحرف الى خطأ عفوي أو عمدي، وتفتح أبواب الجحيم على لبنان المتهالك الذي كلّما حاول أن ينهض يأتي “حزب الله” ويجرّه إلى الجحيم.

تدرك إيران كما يدرك الجميع بأنها تمسك بحبل متين ما يسمى ب”جبهة المقاومة” وحان الوقت، أن يتم توقيفها عن اللعب بمصائر الشعوب، من أجل أهداف الهيمنة والتوسع، إذ لم يعد هناك من مجال لمزيد من الصبر على استراتيجيتها!

المقال السابق
هذا ما طلبه الشاباك من نتنياهو والوزراء
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

زفّت ساعة نصرالله!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية