"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

نعيم قاسم يُسجّل تراجعًا جديدًا!

نيوزاليست
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024

يبدو أن الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم كان مضطرًا على إلقاء كلمة، بمجرد أن تنتهي مهمة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين في لبنان. عندما حسب، الثلاثاء أنّ مهمة هوكشتاين هي ليوم واحد حدد موعدا لكلمته عصر ذاك اليوم، ولكن عندما جرى تمديدها يوما ثانيا أرجأ هذه الكلمة، ليلقيها، بعد ظهر الأربعاء بالتزامن مع توجه الوسيط الأميركي الى المطار لينتقل الى إسرائيل!

ثمة جديد وحيد في كلمة قاسم، ويبدو أنّه هو المطلوب منه إعلانه: الموافقة على المفاوضات تحت النار.

هذه الموافقة تعني أنّه تراجع علنًا عن خط أحمر سبق أن رسمه في كلمته السابقة، حيث كان قد قال إنّ “حزب الله” يرفض البحث في أي ترتيبات مستقبلية للوضع في جنوب لبنان، قبل وقف إطلاق النار. يومها جزم بأنّ المفاوضات غير المباشرة لا يمكن أن تبدأ إلا عندما يتوقف إطلاق النار.

في كلمته اليوم، تراجع نعيم قاسم. صحيح أنّه “فلسف” الأمر، ولكنه تراجع. “فلسفته” في الواقع كانت بلا معنى، وإهانة للفلسفة نفسها، لأنّه اعتبر أنّ التفاوض تحت النار يعني أنّ العدو سيكون هو الآخر تحت النار. فظيعه هذه الفذلكة، أليس كذلك؟ كأنه كان المطلوب سابقا أن تكون المفاوضات تحت النار الإسرائيلية فقط!

هذه الإفتتاحية بالصوت والصورة

ومن الواضح أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يطلب من “حزب الله” أن يُغطي كل خطوة تفاوضية يُقدم عليها، وذلك بالصورة العلنية. تجربة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2006، يبدو أنها تركت تأثيرًا على “ابي مصطفى”. يومها، فعل السنيورة كل ما اتفق عليه مع “حزب الله”، ولكن بالمحصلة، خانه الحزب وانقلب عليه واتهمه بالتآمر عليه. نبيه بري لا يريد أن يكون، ولا في أي لحظة لاحقة، تحت نيران “انقلاب الحزب”، ولذلك تجده يطلب، كل مرة أن يعلن الحزب، موقفه، على الملأ!

وهذا التراجع الثاني الذي يطلبه بري من الشيخ نعيم قاسم. سابقا طلب منه أن يعلن موافقته على فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وبالتالي فإنّ الحزب سوف يقبل وقفها لبنانيا واستمرارها غزاويًا.

خلاف ذلك، فإن كل ما قاله قاسم هو تكرار حرفي لما سبق أن قاله عن التصدي والصمود والإنتصار والشهادة والصبر والصواريخ. في الواقع، ولنكن دقيقين جدًا، في موضوع الصواريخ، هذه المرة كان “أضعف” من ذي قبل. سابقا، تعهد بأن تواجه حيفا مصير كريات شمونة، فإذا بكريات شمونة بدأت تلاقي مصير حيفا. نعيم قاسم تغاضى عن ذلك، وأوحى بأنّ قصف تل أبيب هو استثناء. هو رد على استهداف شقق في رأس النبع ومار الياس وزقاق البلاط!

أمّا مفهوم النصر لدى المقاومة، فهو تكرار حرفي لمقولة قديمة سبق أن نظّر لها الراحل حسن نصرالله. وهي مقولة غير دقيقة على الإطلاق، فالمقاومة لم تكن يوما تهدف الى منع العدو من تحقيق أهدافه، بل كانت دائمًا من أجل أن تحقق المقاومة أهدافا ضد العدو. صناعة التحرير هي هدف. إزالة المحتل من الوجود هي هدف. الصلاة في القدس هي هدف. إعادة المستوطنين الى الدول التي أتوا منها هي هدف.

إنّ تخلي المقاومة عن تحقيق هدف إيجابي لمصلحة منع العدو من تحقيق هدفه، يعني هزيمة فعلية، واستلحاق متأخر بشعار الأنظمة العربية التي كانت كلما انتهت من حرب خاسرة أقامت الإحتفالات، لأنّها انتصرت على العدو بقدرتها على إبقاء أنظمتها قائمة!

في هذه الكلمة أقر نعيم قاسم بحصول احتلال للأرض، ولذلك تعهد بأن تعمل المقاومة على التحرير. وهذا يخالف تماما السردية السابقة عن عجز إسرائيل من البقاء في القرى التي تحتلها!

البعض وجد جديدا في كلامه عن الطائف وعن الرئاسة. كان بذلك يحاول أن يخطب ود الداخل اللبناني، وفاته أن الجميع انتقل الى مرحلة جديدة في التعاطي مع “حزب الله” من خلال اكتشاف مخاطره على لبنان، مشروعًا وسلاحًا.

نعيم قاسم، مرة جديدة، حاول أن يوحي للنازحين عن مدنهم وبلداتهم وقراهم، والمدمرة منازلهم، بأنه الحزب سوف يكون شريكا في عملية إعادة الإعمار. فاته أنّه عاجز عن ذلك، لأنّ قرشًا واحدًا لا يمكن أن يصل إليه أو يعبر من خلاله، لأنّه مدرج في قوائم الإرهاب هنا وفي قوائم المنظمات الإجرامية هناك!

الواضح، أنّه في كل إطلالة للشيخ نعيم قاسم يكون هناك تراجع استراتيجي جديد، ولو بقي الشعار المرفوع هو النصر المرهوب!

المقال السابق
نيوزيلندا: حزب الله كيان إرهابي
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

تقدم الصواريخ وتراجع "حزب الله"!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية