لفت الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن “حزب الله لديه ثوابت وقناعات، ولديه أساليب تحرك بحسب الظروف والمعطيات. وقد تحدثنا في التشييع أن ثوابتنا هي نفسها لم تتغير، ونحن نرتبط بالولاية وبظهور الإمام المهدي ونحمل لواء الإسلام المحمدي الأصيل على نهج الإمام الخميني ومن ثم الإمام الخامنئي، التي توصلنا إلى سعادتنا ونرتقي بمجتمعنا لأننا نرتقي بعلاقتنا بالإمام المهدي وبالإسلام المحمدي الأصيل”. وأكد أن “نحن نعتقد بالمقاومة لتحرير الأرض ولمواجهة إسرائيل التوسعية التي تريد اغتصاب المنطقة، وليس فقط فلسطين. ونحن سنساعد الفلسطينيين على التحرير كجزء من مصلحتنا لحماية بلدنا”. وشدد على أن “حزب الله مع بناء دولة قادرة وعادلة لتحقيق وتأمين مصالح الناس. وعندما شاركنا في الانتخابات النيابية والبلدية، كان ذلك في هذا الإطار وكانت تجربتنا رائدة”. وأشار إلى أن “الشهداء، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، هم مدرسة لنا، وعلينا أن نحمل هذه المسؤولية”.
وقال قاسم “هذه ثوابتنا، وعندما نقول إن مقاومتنا مستمرة، يعني أنها مستمرة في الميدان. عندما ينزل شباب قوة الرضوان إلى التشييع للقول نحن هنا وأننا في الساحة”. وتابع “نحن في مرحلة جديدة نعم، لكن الثوابت لا تتغير، بل قد تتغير الأساليب، ولكن العمل المقاوم لا ينعدم ولا يمكن ذلك، لأنه سينعدم وجود لبنان. وما يجري في سوريا خير دليل على ذلك”. ولفت إلى أن “المقاومة ردعت العدو ومنعته من التقدم والبقاء في أرضنا. وحتى في المناطق التي يحتلها، سيأتي الوقت للمقاومة. واليوم نحن صابرون”. وأضاف: “اليوم هناك معادلات جديدة، لن ندعها تترسخ بالطريقة الإسرائيلية، بل سنجعلها تحمي مستقبلنا واليوم نحن نترك الفرصة للدولة اللبنانية لتقول للعالم إن إسرائيل هذه لا تخرج إلا بالضرب”. ودعا “الناس للهدوء والاطمئنان، لأن قيادتهم وشبابهم لديهم قدرة وعقل وإيمان، وسيتصرفون بالشكل والوقت المناسبين”. وشدد على أن “المقاومة اليوم، ومعها الناس، أشد بطولة من الوقت الذي كنا نقاتل فيه، لأننا نصبر، ولا أحد يفكر في أنه هزيمة، بل هو قرار، لأن حضورنا قائم وإمكاناتنا معنا، وشعب حاضر. وإن كان البعض يقيم أن حزب الله يتصرف بشكل واقعي، فهذا أمر إيجابي”.
وأشار قاسم إلى أن “الهجمة الأمريكية علينا كبيرة جداً، وهي تستعين بذلك بأدوات في الإقليم ولبنان، وسيعملون كي لا نرتاح. ونحن لدينا عقل وأيدٍ، ومن يريد أن يفهم فليفهم، ونحن سنواجه بالطرق المناسبة”. وأوضح “لا أقف عند كل تفصيل لوحده، والأمريكي قال إنه ممنوع أن يشارك حزب الله في الحكومة، وشاركنا”. وتابع “هناك حصار علينا نعم، ولكن علينا البحث عن الطرق للخروج وأن ننفذ ما نريد”. وشدد على أن “مشكلة التطبيع مع بعض الدول ليست لنا علاقة بها، وجماعة التطبيع سيدفعون أثماناً إضافية مع الأمريكي والإسرائيلي، لأن العدو دائماً سيطلب المزيد”. ولفت إلى أنه “عندما توجد شعوب حية وحركات مقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وفي العالم العربي والإسلامي، يمكنها مواجهة التحديات”.
وأكد قاسم “نحن مع إعادة خط الطيران مع إيران، لأنها دولة صديقة وهي تعطينا ما لا يعطيه كثيرون. ونتابع مع الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الأمر”. وتابع “ليس لمصلحة لبنان أن يسمعوا التوجيهات الأمريكية، لأنها قد تودي بلبنان إلى الهاوية”. وأضاف “عملنا مع الآخرين في الانتخابات الرئاسية وفي تشكيل الحكومة”. وقال “من المبكر تقييم العلاقة مع رئيس الحكومة، ولكن مع رئيس الجمهورية هناك حرارة إيجابية، ونحن نريد أن نعمر بلدنا ونحل مشاكله المختلفة، وهذه عناوين نريد العمل عليها”، وأمل “وضع آلية لاختيار المدراء العامين عبر المباراة، والاختيار بين ثلاثة من الناجحين”، ودعا “لانتظار الآلية التي ستعتمد لإبداء الرأي المناسب”. ورأى أن “أمريكا ستعمل على التدخل في كل محطة تستطيع ذلك، وعلينا العمل للتصدي لهذا الأمر”، وشدد على “أننا جزء من البلد. نحن حزب الله وحركة أمل، لدينا تمثيل وحضور، ولدينا حلفاء في المجلس النيابي وفي التمثيل الشعبي، وبالتالي لا يمكن تجاوزنا في أي تعيينات تجري”.