"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

ناشطات عربيات يطالبن برجال للزواج!

نيوزاليست
الثلاثاء، 3 ديسمبر 2024

ناشطات عربيات يطالبن برجال للزواج!

أنور قاسم

تضج مواقع التواصل الاجتماعي العربية هذه الأيام، ليس بالعجائب السياسية وتصاريفها فحسب، بل بغرائب تبدل أساسيات العلاقات الاجتماعية في عموم الدول العربية.

فقد تناقل عدد كبير من مواقع التواصل صورة لثلاث صبايا ناشطات يقفن أمام مطعم ويحملن لافتات يطالبن فيها برجال للزواج.

قد يبدو الأمر للوهلة الأولى خبرا طريفا وموضوعا للتسلية، لكن وراء الأكمة ما وراءها، جبال من الآلام والمخفي والوقائع المرة.

هؤلاء الصبايا قد يكن على الأرجح من سوريا أو لبنان أو غيرهما من الدول العربية، لكن المهم ما يختزنه هذا الموضوع وتداعيات ظواهر العنوسة التي تجتاح كل الدول العربية، دون استثناء.

ولو أخذنا سوريا فان نسبة العنوسة تتصاعد فيها لتقترب من 70%، حسب آخر بيانات لوزارة الشؤون الاجتماعية. والأسباب متعددة، في مقدّمتها الحرب، والهجرة، والفقر، وعزوف الشباب عن الزواج في عموم المناطق الجغرافية.

ووفقاً لإحصائية الوزارة، فإن نحو 3 ملايين فتاة سورية عازبة تجاوزن سنّ الثلاثين عاماً.

مصطلح العنوسة لا ينطبق فقط على النساء، إنما يشمل الجنسين، وهو تعبير عام لوصف الأشخاص الذين تعدوا سنّ الزواج المتعارف عليها في المجتمعات.

وفي لبنان بعد أن نشرت وسائل إعلام إحصائية قبل الحرب الأخيرة عن نسب التأخر في الزواج في العالم العربي، حصد المرتبة الأولى بنسبة 85 %، ما أثار موجة من الجدل والانقسام.

ولا تقتصر أسباب العنوسة، على الفقر والرغبة في الهجرة فقط، بل منها ما يرتبط بالفوارق الطبقية ومخلفات الحرب، ويرجع عدد كبير من الإناث سبب عدم الزواج والحرمان من الأمومة لصلف الأمهات ومتطلباتهن الكبيرة وتسلطهن.

بينما كشفت إحصائيات وأرقام، يتم تداولها على وسائل التواصل، سلما لأعلى معدلات العنوسة في الوطن العربي، حيث احتل لبنان المرتبة الأولى بـ 85 %، ثم الإمارات بنسبة 75%، تليها سوريا والعراق بنسبة 70%، وتونس بـ 62 %. واحتلت الجزائر المرتبة السادسة في ترتيب الدول العربية. وبلغت نسبة العنوسة في السعودية 45 %، والأردن 42 %، أما مصر والمغرب فبلغت النسبة فيهما أكثر من 40 %، ثم يأتي اليمن بـ 30%، والبحرين 25%.

طبعا هذه نسب مخيفة، وعادة ما تخبئ الدول العربية النسب الحقيقية لغياب علم الاجتماع والإحصاءات الدقيقة، وحتى لو عرفت الإحصاءات فإن معظم الدول العربية تخبئها أو تعتبرها سرا وطنيا!

ويبدو أن التطور العالمي أدى إلى تطور الأفكار والنظرة حول دور المرأة، حيث أصبحت أهميتها تبعدها عن الزواج أو تكوين الأسرة، وتلجأ بدل ذلك للحضور المهني الاجتماعي والاقتصادي وكذلك السياسي.

كما أصبحت المرأة تتأثر بمفاهيم غير تقليدية، بحيث يتم اعتبار الزواج خارج أولويات المرأة المطلقة، والسعي لتحقيق الذات ليس من خلال الأسرة، بل من خلال المهنة، أو الوظيفة أو الموقع الوظيفي.

اللافت في التعليقات على صورة العنوسة هذه تباينها وتطرفها أحيانا في كلا الاتجاهين، فها هو أحدهم يقول: «المشكلة الرئيسية أن أهالي البنات يضعون العراقيل بطلبات المهور المكلفة على الشباب، ولما يجي العريس بحطو مهر فلكي».

بينما يرى آخر أن «السبب الأول هو استقلالية المرأة الآن، وهذا سبب رئيسي للعنوسة».

وتقول فتاة حانقة «هذول مواليد 2000 أما مواليد التسعينيات بتنطبق عليهن مقولة الي استحوا ماتوا»!

ويحاول شاب يدعى سامر إنصاف هؤلاء الشابات بقوله «صادقات لأن الزلم قلت بهذا الزمن»!

ويرى شاب يدعى محمد «أن هذه آخر نتائج المساواة بين الرجل والمرأة والقوانين التي تسنها علينا دول الغرب لتفشيل الجيل والمجتمع. حسبنا الله ونعم الوكيل».

فيما تكشف مها سرا قائلة «سر لا تعلمه كثير من البنات هو عندما يريد الرجل الزواج والاستقرار وفتح بيت وتكوين أسرة وبناء لبنة مجتمعية جديدة ونواة صاعدة في الأمة، فهو يبحث عن مربية أجيال وصانعة حضارة خلوقة مؤمنة عابدة طائعة لزوجها أمينة على عرضه وماله».

ويجأر فتى يدعى عمار زيد بالشكوى قائلا: «خففوا التكاليف والمتطلبات وهي خارج مقدرة الأغلبية كي يبطل العدول عن فكرة الزواج». فيما يحاول شاب يدعى أحمد حل المشكلة بالقول «يا إخوان حطوا العناوين والشباب جاهزة».

القدس العربي

المقال السابق
ماذا استهدف الجيش الاميركي في سوريا ولماذا؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

بشار الأسد ومعادلة "أهون الشرين"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية