تماهى كلام الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله مع أول تعليق للحزب على حادثة الشاحنة في منطقة الكحالة والذي اتهم فيه عناصر من “ميلي شيات” في المنطقة بالتعرض لها، فأطلّ بالأمس متهماً قيادات مسيحية ووسائل اعلام بالتحريض وسفك الدماء، كما عمد الى التلطي خلف الجيش والقضاء لسحب الملف من التداول كما مصير السلاح الذي كان فيها.
كشفت حادثة الكحالة حجم التململ الشعبي من سطوة سلاح “حزب الله” الذي بات يجثم على صدور اللبنانيين ويُهدّدهم في يومياتهم، بفعل الحوادث المتكررة التي كادت تُشعل فتيل فتنة لا تحتملها البلاد المأزومة، وفي تعليقه على كلام نصرالله، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب نزيه متّى لـ”نيوزاليست” أن “وسائل الاعلام وصّفت الواقع ونقلت المشهدية كما هي، وعلى الجميع أن يتقبّل وجودها وعملها بنقل الوقائع وليس اتهامها بالتحريض كما قيل بالأمس”، لافتاً الى “أنه يجب الاعتراف أن حادثة انقلاب الشاحنة في الكحالة قد تكون قضاء وقدراً، لكن ما بعدها لم يعد كذلك، ولوكان حزب الله اتخذ القرار بترك الأمر للجيش بالتصرف لما كانت تدهورت الأمور “.
ولفت الى “أن الاحتكاك حصل عندما فرض عناصر الحزب طوقاً أمنياً بسلاحهم على الشاحنة، وبدأوا باطلاق النار في الهواء لابعاد الأهالي وثم على الأرض باتجاه الناس، وبالتالي رمي الاتهامات من نصرالله على الإعلام والأهالي بالتحريض تناقضه الوقائع على الأرض”.
واعتبر متّى “أن مطلب معرفة ما حصل هو مطلب أساسي منذ اللحظة الأولى، وكان على الأدلة الجنائية الحضور في اليوم الأول لاجراء مسح شامل وليس بعد يوم على الحادثة بعد سحب كل شيئ من المكان”، مشيراً الى “أننا قد نتفهم أن الجيش عليه مصادرة الذخيرة ولكن المأخذ هو تأخر المسح بحدود 17 ساعة عن وقوع الحادثة، وهذا أمر مرفوض”.
وقال:” الفيديوهات تظهر بوضوح ما حصل، ونحن بالتأكيد مع القضاء في كشف الملابسات ، وهو كان يفترض أن يباشر بمهامه ساعة الحادثة”، لافتاً الى “أن التجارب لا تُبشّر بالخير في التعاطي القضائي والأمني في مثل تلك الحوادث، ونتمنى عدم تمييع التحقيق، وثقتنا كبيرة بالجيش باعتبار المؤسسة العسكرية يجب أن تبقى مصدر ثقة لدى الجميع، ومن الحق معرفة كيفية سقوط الشخصين في تلك الحادثة”.
وشدد متّى على “أن كلام الحزب، أسوأ من الحادثة بحد ذاتها، فهو رمى الاتهام على تدخل ميليشيات في المنطقة وأن ما قام به حقه لحماية الناس، وكأنه يريد فرض وجوده وحمايته بالقوة على الناس”، وقال:” ما حصل في الكحالة مشهد تكرر في شويا وخلدة وغيرها، والسؤال: هل كانت الميليشيات والناس تنتظركم في تلك الأماكن المختلفة جغرافياً وسياسياً بأسلحتها؟“.
ورأى أنه “على حزب الله أن يعترف بأنه أخطأ ولا يرمي دائماً الحق على الآخر، ففي عام 2006 كان نصرالله بطلاً قومياً والآن غالبية الشعب اللبناني يرفض ممارسات حزبه وفقد البيئة الحاضنة له خارج طائفته التي اذا تُرك لها الحرية لعبرت عن تململها، كما أن التيار الوطني الحر لم يعد قادراً على أن يؤمن الغطاء له ولا البيئة الحاضنة”.
وأكد متّى “أن الممارسات والتراكمات هي التي أوصلت الحزب الى ما هو عليه ويجب أن يعترف بأخطائه لا أن يرميها على الآخرين”، وقال:” طالما أن الحزب الذي يمتلك فائض القوة يعتمد سياسة الفرض، فلا مؤشرات في لبنان تُبشّر بخروجه على المدى القصير من أزماته على شتى المستويات ”، لافتاً الى “أن الشق السياسي دمّر الاقتصاد والحدود السائبة الخاضعة للحزب فاقمت ذلك، بغية تأمين امتداداته من جهة وتأمين الدعم للنظام السوري واقتصاده من جهة أخرى”.