من عين إبل الى الكحالة، مشهد مشترك يضع لبنان في قبضة فوضى تلوح منذرة بوضع خطير، ما لم يتم وضع حد لتفلّت السلاح غير الشرعي وممارساته التي تنقضّ على ما تبقى من دولة، كما تضع الأجهزة القضائية والأمنية في واجهة المساءلة حول تلكؤها عن القيام بواجباتها لمنع تدهور الأمور.
تعالت الأصوات الرافضة لسعي “حزب الله” الى فرض لغته التدميرية على اللبنانيين الرافضين لنهجه، وهو ما جعله يستشرس بوجههم مستخدماً سلاحه لكتم أفواه المعترضين على خطته القائمة على الغاء منطق الدولة، وما حصل بالأمس تأكيد على أن المواجهة سيدفع ثمنها المدافعون عن لبنان ككيان ودولة دماً، ووفق ما أكده عضو تكتّل الجمهورية القوية النائب فادي كرم لـ”نيوزاليست” فإن “ما حصل هو نتيجة لعنوان جيش-شعب-مقاومة، فمثلما كان يوجد تشريعاً في السبعينات للعمل الفلسطيني المسلح الذي دمر لبنان واستخف بالدولة والشعب اللبناني وسيطر على القرار في ذلك الوقت، كذلك الأمر اليوم، فبدلاً من أن يكون هناك اتفاقية القاهرة يوجد بديل عنها وهو معادلة جيش شعب مقاومة التي شرعت العمل الملسح اللاشرعي لدويلة حزب الله ووضعت الجيش اللبناني أمام واقع بأن هذا الأمر مشرّع سياسياً، ولا يستطيع حسم الموضوع بشكل واضح وكأنها عملية عادية”.
واعتبر أن “سيطرة حزب الله على القرار الرسمي اللبناني والدولة وتسلّطه ووضع الشعب والدولة رهينة بيده هي التي دمرت وأفلست لبنان وقطاعاته ومستمرة بذلك”، مشيراً الى “أن الوقاحة تكمن بأنه لم يقم بمراجعة ذاتية ومستمر بعقيدته وايديولوجيته ويحمل مسؤولية ما حصل للطرف الذي يطالب بالدولة، وبالتالي باتت الدويلة تحاسب الدولة، وهذا أمر لم يعد مقبولاً”.
وشدد كرم على “أنه يجب على الدولة أن تحسم الوضع، وإلا فنحن أمام مرحلة جديدة تشبه ما حصل عام 1975 حين غابت الدولة في ذلك الوقت، وعليها اليوم أن لا تغيب كي لا تدخل البلاد في ذلك”، لافتاً الى “أن ما نقوم به ليس مواجهة بل هو دفاعاً عن ذاتنا ووجودنا وقناعاتنا بوجه فريق يحاول الغاء لبنان”.
وأوضح “أنه على الدولة التي غابت بالأمس عن الحدث من ناحية التحقيق وتطبيق القانون، وحضرت لحماية الدويلة أن تتصرف بشكل مغاير وتقوم بواجباتها وتتحمل مسؤولياتها باجراء تحقيقات شفافة”، مشيراً الى “أن التراخي والاستخفاف بما حصل سيؤدي الى ادخال البلاد في مرحلة جديدة”.