ميشال عون يُعيد بشّار الأسد الى ...القرار اللبناني
اليوم، أعاد الرئيس السابق ميشال عون النظام السوري الى المعادلة الداخلية اللبنانية، إذ إنّه ورئيس النظام بشّار الأسد حدّدا موعد لقائهما الذي قيل سابقًا عنه الكثير، بتوقيت سياسي دقيق، إذ يأتي غداة تقاطع “التيّار الوطني الحر” مع القوى المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ليكون، في منافسة، مع صديق بشار الأسد: الوزير السابق سليمان فرنجية!
ماذا ذهب عون يفعل عند الأسد؟
سيقال الكثير من “الزجل السياسي” بخصوص اللاجئين السوريين في لبنان، وبخصوص التكامل الأمني بين البلدين، وبخصوص “عروبة” لبنان وسوريا، ولكن بيت القصيد هو الإستحقاق الرئاسي اللبناني، فميشال عون يذهب الى الأسد ليُظهره “حبيب المسيحيين”، إذ إنّ رئيس النظام السوري، أقلّه في العلن، سوف يعلن عدم تدخله في الشؤون اللبنانية ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع “أحترامًا منه لإرادة المسيحيّين”.
ولكنّ “التيّار الوطني الحر” سوف يتولّى تسويق الأسد مسيحيًّا، إذ سيركز على “البرودة” بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعلى أنّه يقف مع “الأكثرية المسيحية” وليس مع “صديقه” سليمان فرنجية.
وفي الواقع، فإنّ عون يريد أن يبرهن للأسد أنّ وقوفه ضد وصول سليمان فرنجية ليس وقوفًا ضد النظام السوري ولا ضد “محور الممانعة” لأنّ مصلحة هذا المحور تكمن في خطب ود الشعب اللبناني.
ومهما كانت عليه الحال، فإنّ ذهاب عون الى دمشق، في هذه اللحظة الدقيقة التي تسبق جلسة الرابع عشر من حزيران الإنتخابية، هو إعادة للنظام السوري الى القرار اللبناني، وهذه سلوكية أخطر بكثير من كل ما قيل عن مخاطر وصول سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية!
