"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ميقاتي في بيان التراجع عن تجميد التوقيت الصيفي يصوّر نفسه "أطلس لبنان": تحمّلت ما ناءت تحته الجبال

نيوزاليست
الاثنين، 27 مارس 2023

أخرج مجلس الوزراء اللبناني الذي التأم اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من “مأزق الساعة” باتخاذه القرار بإبقاء التوقيت الصيفي ساري المفعول، وبالتالي إسقاط قرار ميقاتي الذي كان قد اتخذه، بناء على طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري، بإبقاء التوقيت الشتوي حتى نهاية شهر رمضان المبارك. وأطلّ ميقاتي، بعد انتهاء جلسة الحكومة، على اللبنانيّين ببيان يزواج بين التنويه بالذات الى درجة تشبيه نفسه بأطلس الأسطورة، والشكوى من الآخرين والتحذير من إمكان العودة الى اعتكاف تراجع عنه. ولم تخل كلمة ميقاتي التي كانت معدّة سلفًا من حديث طائفي، إذ أسهب، بعد استيائه من الحملة الطائفية، في الحديث عن “الطائفة التي أمثّل”، مستعجلًا انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة وتشكيل حكومة.

إن لكل انسان قدرته على التحمّل، اما قدرتي فهي قيد النفاد

ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السرايا شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، والوزراء في حكومة تصريف الأعمال: المالية يوسف الخليل، الأشغال العامة والنقل علي حميه، الشباب والرياضة جورج كلاس، شؤون التنمية الادارية نجلا الرياشي، الصحة العامة فراس الأبيض، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الإعلام زياد مكاري، التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، الاتصالات جوني القرم، الصناعة جورج بوشكيان، العمل مصطفى بيرم ، البيئة ناصر ياسين، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية .

لقد تحمّلت ما ناءت تحته الجبال من اتهامات واضاليل وافتراءات، وصمدت وعانيت بصمت غير اني اليوم اضع الجميع امام مسؤولياتهم

أطلس

كلمة الرئيس ميقاتي

بعد انتهاء الجلسة ألقى رئيس الحكومة الكلمة الاتية:

منذ نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وأنا أجاهد وأكافح مع ثلة من الوزراء والجيش والقوى الامنية كافة والجنود المجهولين من الموظفين في الإدارت العامة للحفاظ على هيكل الدولة اللبنانية التي إذا ما انهارت يصبح صعبًا جدًا إعادة تكوينها. لم أكن يومًا من هواة التحدي والمناكفة. لم أكن يومًا من هواة التعدي على مقامات ومرجعيات دينية او زمنية والتطاول عليها. لم أكن يومًا الا صاحب رغبة وارادة في الحفاظ على البلاد ومحاولة اخراجها من العتمة والعوز والعزلة.

للأسباب الآنفة كان قراري بالدعوة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء في الفترة الزمنية الماضية. كل القرارات التي اتخذت جاءت بدورها لتأمين سير المرافق العامة وللتخفيف عن الناس قدر الإمكان، في زمن عزّ فيه حس المسؤولية الجامعة عن بلد كان ولا يزال الاجمل والنموذج الأرقى في نظري ونظر الكثير من اللبنانيين .

اللهم اشهد اني عملت ما في وسعي فلا تكلفني ما لا طاقة لي به

استمرار العمل بالتوقيت الشتوي حتى نهاية شهر رمضان الذي تشاورت بشأنه مع رئيس مجلس النواب، سبقته اجتماعات مكثفة على مدى أشهر بمشاركة وزراء ومعنيين. هذا القرار كان الهدف منه إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن من دون ان يسبب ذلك أيّ ضرر لأيّ مكوّن لبناني اخر،علمًا أن هذا القرار إتخذ مرارًا في السابق.

فجأة، من خارج السياق الطبيعي والاداري البحت، إعتبر البعض القرار تحديًا له وأعطاه بعدًا لم أكن اتصوّره يومًا، لكني قطعًا لم اتخذ قرارًا ذا بعد طائفي او مذهبي. وما كان قرارٌ كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية البغيضة والتي دفعتني لأتساءل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمن عجز عن تحملها بنفسه،واقصد هنا النخبة السياسة التي اتفقت على كل رفض وسلبية لهذا المرشح او ذاك لرئاسة الجمهورية ، وعجزت حتى عن وضع قائمة اسماء مرشحين للرئاسة للبدء بالعملية الانتخابية.

يبدأ التوقيت الجديد منتصف ليل الاربعاء- الخميس المقبل لاننا اضطررنا ان نأخذ فترة 48 لمعالجة بعض الامور التقنية

لنكن واضحين ليست المشكلة ساعة شتوية او صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر انما المشكلة الفراغ في الموقع الاول في الجمهورية، ومن موقعي كرئيس للحكومة لا اتحمّل اي مسؤولية عن هذا الفراغ بل تتحمله القيادات السياسية والروحية المعنية وبالدرجة الأولى الكتل النيابية خاصة تلك التي فضّت النصاب خلال 11 جلسة انتخاب سابقًا، وتلك التي تعهدت بعدم تأمينه في جلسات لاحقة من دون ان تتفق على مرشح يواجه مرشح الفريق الآخر.

امام هذا الاستعصاء، وامام الدفع لجعل رئاسة الحكومة المسؤول الاول عمّا آلت اليه البلاد، قررت دعوة مجلس الوزراء اليوم لعرض ما سبق وورد في مذكرتي تاريخ 23 الجاري، بوجوب عرض الموضوع على مجلس الوزراء، وكان نقاش هادىء، حيث أبدى كل وزير رأيه وقرر المجلس الإبقاء على قرار مجلس الوزراء رقم 5 تاريخ 20-8-1998 باعتماد توقيت صيفي وشتوي من دون اي تعديل في الوقت الحاضر، ويبدأ التوقيت الجديد منتصف ليل الاربعاء- الخميس المقبل لاننا اضطررنا ان نأخذ فترة 48 لمعالجة بعض الامور التقنية بموجب المذكرة السابقة ، فاعطينا وقتا لاعادة تعديلها.

أسهل ما يمكن أن اقوم به هو الاعتكاف عن جمع مجلس الوزراء ، واصعب ما اقوم به هو الاستمرار في تحمّل المسؤولية

اليوم حللنا مشكلة واحدة لمواجهة الضخ الطائفي واسكاته، لكنني اضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية في حماية السلم الأهلي والاقتصاد الوطني وعمل المرافق العامة.

من هنا، ادعو الجميع الى انتخاب رئيس جديد للبلاد وتأليف حكومة جديدة من دون ابطاء. لقد تحمّلت ما ناءت تحته الجبال من اتهامات واضاليل وافتراءات، وصمدت وعانيت بصمت غير اني اليوم اضع الجميع امام مسؤولياتهم. إن كرة النار أصبحت جمرة حارقة، فاما نتحملها جميعا وإما نتوقف عن رمي التهم والالفاظ المشينة بحق ببعضنا البعض. أسهل ما يمكن أن اقوم به هو الاعتكاف عن جمع مجلس الوزراء ، واصعب ما اقوم به هو الاستمرار في تحمّل المسؤولية.

حقا انني أمثل جميع اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم، ولكنني ايضا أمثّل مكوّنا وطنيا أساسيا في الحكم وأعتز بذلك .

كونوا على يقين أن الطائفة السنية ما كانت يومًا إلا وطنية بالمعنى الشمولي وحافظت عبر التاريخ على وحدة البلاد والمؤسسات وعملت، عبر نخبها وقياداتها، على صياغة مشاريع وطنية لا طائفية منذ الاستقلال وتحملت إغتيال مفتيها ورؤساء حكوماتها ورجال دينها وسياسييها لأسباب وطنية بحتة وثمن ولائهم للبنان الواحد الموحد ولخطابهم الوطني اللاطائفي. رغم ذلك لم تخرج عن ثوابتها في العيش الواحد بين جميع اللبنانيين، بل كانت ولا تزال وستبقى أم الصبي التي تمارس الفعل الوطني اللاطائفي على الدوام. وهنا أقول للبنانيين جميعا إن لكل انسان قدرته على التحمّل، اما قدرتي فهي قيد النفاد.

الى الصائمين أقول للصيام أجره عند الله، والله وحده من يجزي الصائمين، عسى ان تكون هذه الساعة في ميزان حسناتكم وسيكون ثوابكم مضاعفا في قبول صيامكم وصونكم وحدة وطنكم.

أخيرا، ليتحمل الجميع مسؤولياتهم في الخروج مما يعانيه اللبنانيون ، فالمسؤولية مشتركة ولا يمكن ، ومن غير العدل أن تلقى على عاتق شخص أو مؤسسة ويقف الآخرون متفرجين او مزايدين.

اللهم اشهد اني عملت ما في وسعي فلا تكلفني ما لا طاقة لي به . اللهم اشهد اني قد بلغت. اللهم اشهد اني قد بلغت”.

المقال السابق
بعد فصلها من العمل.. تكريم إيطالي لمعلمة أميركية عرضت للتلاميذ تماثيل "عارية"
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الموساد يطلب "ربط الصفقات".. تحرير الرهائن في غزة مقابل وقف النار في لبنان!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية