يُصرّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، منذ “جأر” بوجهه”حزب الله” بعد أشارته، في وقت سابق، إلى أنّ “قرار الحرب في لبنان ليس بيد حكومته” في إشارة كانت واضحة الى أنّه في “حارة حريك”، ( يُصرّ) على اعتبار أنّ المواجهة في المنطقة الحدوديّة هي مجرّد “عدوان إسرائيلي”!
وفي جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها اليوم بالتزامن مع حلول الذكرى السنويّة على الشغور الرئاسي، وضع ميقاتي هذا العدوان وما ينتج عنه من خسائر بشريّة واقتصاديّة “برسم المجتمع الدولي الساكت عن الحق”.
ولكن من تُراه يمكن أن يحترم مقاربات ميقاتي هذه، فالزائران الدوليّان الجديدان، أي وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو و مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف، سيقلبان على ظهرهما من الضحك إن سمعاه في مجلسيهما يكرر هذا النوع من الكلام، تمامًا كما يفعل جميع المراقبين المعنيّين بالشأن اللبناني.
ذلك إنّه وبغض النظر عن توصيف إسرائيل وسلوكها وعمليات جيشها، فإنّ الطرف “المعتدي” في الجبهة الحدوديّة بين لبنان وإسرائيل هو “حزب الله” وباعترافه إذ إنّه قرر أن يساهم على طريقته في حرب “طوفان الأقصى” التي بدأتها “حركة حماس” وترفض إسرائيل أن تضع حدًّا لها!
إنّ “الخبث” في التعاطي مع الوقائع اللبنانيّة لا يُجدي نفعًا، فهو بالإضافة الى أنّه ينقلب سلبًا على ميقاتي المطلوب منه أن يدير “حالة الطوارئ” التي يحتاجها لبنان، فإنّه ينعكس سلبًا على لبنان!
وخلافًا لما يقوله ميقاتي، فإنّ المجتمع الدولي، وإن كان يمكن انتقاد موقفه من الوضع الإنساني الكارثي على مدنيّي قطاع غزة، هو الأكثر اهتمامًا بلبنان، إذ يرجوه أن يمارس كلّ أنواع الضغط على “حزب الله” حتى لا يوسّع الحرب، إذا كان يعجز عن حضه على توقيف هذه الحرب.
إنّ استرضاء “حزب الله” قد يكون مفهومًا لدى الطبقة الحاكمة في لبنان، فنجيب ميقاتي لا يمكن أن يصمد دقيقة واحدة في منصبه “المهزوز” إذا غضب هذا الحزب، ولكن ما هو غير مفهوم أن يتحوّل لبنان من عاجز عن حماية نفسه، بواسطة سلطاته الدستوريّة، ويبرّر ذلك بكلمات تفوح منها رائحة “أستغباء العالم”.